الدرس 69

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :

وبعد

هذه أحاديثُ لا يجوزُ الاستشهادُ بها ولا الاستئناسُ بذكرها:

1- " عليكم بالصلاة بين العشاءين، فإنها تذهب بملاغاة أول النهار، وتذهب آخره ".
موضوع.
رواه الديلمي في " مسند الفردوس " من رواية إسماعيل بن أبي زياد الشامي عن الأعمش: حدثنا أبو العلاء العنبري عن سلمان مرفوعا.
وإسماعيل هذا متروك يضع الحديث.

2- "أول من أشفع له من أمتي أهل المدينة، وأهل مكة، وأهل الطائف ".
ضعيف.
رواه الضياء المقدسي في " المختارة " عن الطبراني: حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة: حدثنا حرمي بن عمارة: حدثني سعيد بن المسيب الطائفي عن عبد الملك بن أبي زهير الثقفي أن حمزة بن عبد الله بن أبي أسماء أخبره أن القاسم بن الحسن الثقفي أخبره أن عبد الله بن جعفر أخبره به مرفوعا.

الإسناد ضعيف مسلسل بالمجهولين: القاسم هذا، والراوي عنه حمزة وعنه عبد الملك بن أبي زهير، فإيراد الضياء له في " المختارة " لا يجعله عندنا من الأحاديث المختارة، بل هذا يؤيد ما ذكرته مرارا من أن شرطه في هذا الكتاب قائم على كثير من التساهل من الإغضاء عن جهالة الرواة تارة، وعن ضعفهم تارة أخرى.
‌‌3 - " أمان لأهل الأرض من الغرق القوس، وأمان لأهل الأرض من الاختلاف الموالاة لقريش، قريش أهل الله، فإذا خالفتها قبيلة من العرب صاروا حزب إبليس ".
ضعيف جدا.
رواه ابن حبان في " الضعفاء " وتمام وعنه ابن عساكر والحاكم وكذا الطبراني ومن طريقه العراقي في "محجة القرب إلى محبة العرب" عن إسحاق بن سعيد ابن الأركون: حدثنا خليد بن دعلج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعا. وقال الحاكم: " صحيح الإسناد "! ورده الذهبي بقوله: " قلت: واه، وفي إسناده ضعيفان ".
الأول منهما ابن الأركون هذا. وقال الذهبي في " الميزان ": " قال الدارقطني: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بثقة ". والثاني خليد بن دعلج قال ابن حبان: " كان كثير الخطأ ".

4- " إنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به هلك، ثم يأتي زمان من عمل منهم بعشر ما أمر به نجا ".
ضعيف.
رواه الترمذي وتمام في "الفوائد" وأبو نعيم في "الحلية " والهروي في " ذم الكلام " والسهمي وابن عساكر عن نعيم بن حماد: أخبرنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا، وضعفه الترمذي بقوله: " غريب لا نعرفه إلا من حديث نعيم بن حماد ".
وقال أبو نعيم: " تفرد به نعيم ".وهو ضعيف لكثرة وهمه حتى قال أبو داود: " عنده نحوعشرين حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس لها أصل ".

5- " لا صرورة في الإسلام ".
ضعيف.
أخرجه أبو داود والحاكم وأحمد والطبراني في "المعجم الكبي" والضياء في "المختارة" من طريق عمر بن عطاء عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وقال الحاكم: " صحيح الإسناد "! ووافقه الذهبي!
وهذا من أوهامهما، فإن عمر هذا هو ابن عطاء بن وراز، وهو ضعيف اتفاقا، والذهبي نفسه أورده في "الميزان" وقال: "ضعفه يحيى بن معين والنسائي وقال أحمد: ليس بقوي".

6- " اللهم واقية كواقية الوليد ".
ضعيف.
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" وابن عدي في "الكامل" من طريق عبد الوهاب بن الضحاك: حدثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عن سالم عن ابن عمر قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول … " فذكره وقال: " لا يحدث به عن يحيى غير ابن عياش".
وهو شامي ضعيف في غير روايته عن الشاميين، وهذا منه، وابن الضحاك كذاب.

7-"اتخذوا السودان فإن ثلاثة منهم من سادات أهل الجنة، لقمان الحكيم، والنجاشي، وبلال المؤذن ".
ضعيف جدا.
رواه ابن حبان في " الضعفاء " والطبراني وعنه ابن عساكر من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي: أخبرنا أبي بن سفيان المقدسي عن خليفة بن سلام عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعا.
وهذا إسناد ضعيف جدا أبي بن سفيان قال ابن حبان: "كان يقلب الأخبار، وأكثر روايته عن الضعفاء ". قال البخاري: " لا يكتب حديثه ". وقال الدارقطني: " ضعيف له مناكير ". والحديث ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات".

8- ‌‌- " أو حى الله عز وجل إلى داود النبي صلى الله عليه وسلم: يا داود! ما من عبد يعتصم بي دون خلقي، أعرف ذلك من نيته، فتكيده السموات بمن فيها إلا جعلت له من بين ذلك مخرجا، وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني أعرف منه نيته إلا قطعت أسباب السماء بين يديه وأرسخت الهوى من تحت قدميه، وما من عبد يطيعني إلا وأنا معطيه قبل أن يسألني، وغافر له قبل أن يستغفرني ".
موضوع.
أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " من طريق يوسف بن السفر عن الأوزاعي عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه مرفوعا.
وهذا موضوع، المتهم به ابن السفر، فإنه ممن يضع الحديث.

9- " زين الصلاة الحذاء ".
موضوع.
أخرجه ابن عدي في " الكامل " : أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا يحيى بن أيوب: أخبرنا محمد بن الحجاج اللخمي: حدثنا عبد الملك بن عمير عن النزال بن سبرة عن علي مرفوعا. وقال: " هذا ليس له أصل عن عبد الملك بن عمير، وهو مما وضعه محمد بن الحجاج على عبد الملك ".
ومن طريقه رواه تمام في " الفوائد " . وابن الحجاج هذا هو صاحب حديث الهريسة، وقد روى ابن عدي تكذيبه عن جماعة من الأئمة.

10- " أطعمني جبريل الهريسة من الجنة لأشد بها ظهري لقيام الليل ".
موضوع.
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " وكذا ابن حبان وابن عدي وتمام من طريق محمد بن الحجاج عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن خراش عن حذيفة، وقال تمام: " لم يرو هذا الحديث إلا محمد بن الحجاج ". وقال ابن عدي: " وهذا حديث موضوع، وضعه محمد بن الحجاج ".

والله المستعان

1442/1/1هـ