الدرس 66

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها :

1 -"من أدهن ولم يسم أدهن معه سبعون شيطانا".
كذب.
أخرجه ابن السني عن بقية بن الوليد: حدثني مسلمة ابن نافع: حدثني أخي دويد بن نافع القرشي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وهذا إسناد ضعيف جدا، على إعضاله، فإن دويد بن نافع من أتباع التابعين روى عن عروة بن الزبير ونحوه.

‌‌2 - " ما من عبدين متحابين في الله يستقبل أحدهما صاحبه فيصافحه ويصليان على النبي صلى الله عليه وسلم إلا لم يتفرقا حتى يغفر الله لهما ذنوبهما ما تقدم منها وما تأخر ".
منكر جدا بهذا اللفظ.

روابن حبان في " الضعفاء " والباطرقاني في " جزء من حديثه " عن درست بن حمزة: حدثنا مطر الوراق عن قتادة عن أنس مرفوعا.

وهذا سند ضعيف درست بن حمزة، ويقال: ابن زياد العنبري قال ابن حبان: " كان منكر الحديث جدا، يروي عن مطر وغيره أشياء تتخايل إلى من يسمعها أنها موضوعة ". وضعفه الدارقطني. وقتادة فيه تدليس وقد عنعنه.

3 - " الصائم في عبادة وإن كان راقدا على فراشه ".
ضعيف.
رواه تمام : أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الزجاج قال: حدثنا أبو بكر محمد بن هارون بن محمد بن بكار ابن بلال: ... مرفوعا.

وهذا سند ضعيف يحيى الزجاج ومحمد بن هارون لم أجد من ذكرهما.

4 - " ثلاث من جاء بهن مع إيمان دخل أي أبواب الجنة شاء، وزوج من الحور العين حيث شاء، من عفا عن قاتله، وأدى دينا خفيا، وقرأ دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرات {قل هو الله أحد} قال: فقال أبو بكر: أو إحداهن يا رسول الله؟ قال: أو إحداهن ".
ضعيف جدا.
أخرجه أبو يعلى في "مسنده" والطبراني في "الأوسط"، وأبو محمد الجوهري في " الفوائد المنتقاة " وأبو محمد الخلال في " فضائل الإخلاص " عن عمر بن نبهان عن أبي شداد عن جابر مرفوعا.

قال الطبراني: " لا يروى هذا الحديث إلا بهذا الإسناد ". وهو ضعيف جدا، عمر بن نبهان، قال ابن معين. " ليس بشيء "، وقال ابن حبان في " الضعفاء " : " يروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك ". وأبو شداد لم أعرفه.

5 - " إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله احبسوا علي، يا عباد الله احبسوا علي، فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم ".
ضعيف.
رواه الطبراني وأبو يعلى في " مسنده " وعنه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " كلاهما من طريق معروف بن حسان السمرقندي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا.

وهذا سند ضعيف، وفيه علتان :

الأولى: معروف هذا، فإنه غير معروف! قال ابن أبي حاتم عن أبيه إنه " مجهول ".

الثانية: الانقطاع، وبه أعله الحافظ ابن حجر.

6- - " إذا أضل أحدكم شيئا، أو أراد أحدكم غوثا، وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل: يا عباد الله أغيثوني، يا عباد الله أغيثوني، فإن لله عبادا لا نراهم "

ضعيف. رواه الطبراني في " الكبير " : حدثنا الحسين بن إسحاق: حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي: حدثنا عبد الرحمن بن شريك قال: حدثني أبي عن عبد الله بن عيسى عن ابن علي عن عتبة بن غزوان عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وزاد في آخره: " وقد جرب ذلك ".

وهذا سند ضعيف. وفيه علل:
1 و2 - عبد الرحمن بن شريك وهو ابن عبد الله القاضي وأبوه كلاهما ضعيف، قال الحافظ في الأول منهما: " صدوق يخطيء ".
وقال في أبيه: " صدوق يخطيء كثيرا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة ".
3 - الانقطاع بين عتبة وابن علي.

‌‌7- " من ترك أربع جمعات من غير عذر، فقد نبذ الإسلام وراء ظهره ".
ضعيف.
أخرجه ابن الحمامي الصوفي في " منتخب من مسموعاته " من طريق شريك عن عوف الأعرابي عن سعيد بن أبي الحسن عن ابن عباس مرفوعا.
وهذا إسناد ضعيف، لأن شريكا هذا وهو ابن عبد الله القاضي ضعفوه لسوء حفظه.

8 - " عج حجر إلى الله تعالى فقال: إلهي وسيدي عبدتك منذ كذا وكذا سنة (وفي رواية: ألف سنة) ، ثم جعلتني في أس كنيف؟ فقال: أو ما ترضى أن عدلت بك عن مجالس القضاة؟ ".
موضوع.
أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " ومن طريقه ابن عساكر في " تاريخه " من طريق أبي معاوية عبيد الله ابن محمد القري المؤدب قال مرة: حدثنا محمود بن خالد: حدثنا عمر عن الأوزاعي، ومرة قال: عبد الرحمن ابن إبراهيم: حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا.
قال الرازي:"هذا حديث منكر، وأبو معاوية القري هذا ضعيف وكان يحدث بهذا الحديث بالإسنادين جميعا".

9 - " أيما شاب تزوج في حداثة سنه، عج شيطانه: يا ويله عصم مني دينه ".
موضوع.
رواه أبو يعلى في " مسنده " ومن طريقه ابن حبان في " الضعفاء " والطبراني في " الأوسط " وابن زيدان في " مسنده " وابن عساكرعن خالد بن إسماعيل المخزومي: حدثنا عبيد الله بن عمر عن صالح بن أبي صالح مولى التوأمة عن جابر مرفوعا .

وهذا موضوع، وله آفتان:

الأولى: صالح هذا، فإنه ضعيف، ولكن الحمل فيه على غيره.

الثانية: خالد هذا وكنيته أبو الوليد، قال ابن حبان: " روى عن عبيد الله بن عمر العجائب، لا يجوز الاحتجاج به بحال، ولا الرواية عنه ". وقال الذهبي: " قال ابن عدي: كان يضع الحديث، وقال الدارقطني: متروك ".

‌‌10 - " كان إذا صلى مسح بيده اليمنى على رأسه ويقول: بسم الله الذي لا إله غيره الرحمن الرحيم، اللهم أذهب عني الهم والحزن ".
ضعيف جدا.
رواه الطبراني في " الأوسط " والخطيب عن كثير بن سليم أبي سلمة سمعت أنسا به.

وهذا سند ضعيف جدا من أجل كثير هذا، قال البخاري وأبو حاتم: " منكر الحديث "

والله المستعان

9 - 12 - 1441هـ