الدرس 67

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1 - " كنت أول النبيين في الخلق، وآخرهم في البعث، فبدأ بي قبلهم ".
ضعيف.
رواه تمام في " فوائده " وأبو نعيم في " الدلائل " والثعلبي في " تفسيره " من طريق سعيد بن بشير: حدثنا قتادة عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا.

وهذا سند ضعيف، وله علتان: الأولى: عنعنة الحسن. الثانية: سعيد بن بشير، قال الحافظ: " ضعيف.

2 - " صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي، القدرية والمرجئة. قلت يا رسول الله: ما المرجئة؟ قال: قوم يزعمون أن الإيمان قول بلا عمل. قلت: ما القدرية؟ قال: الذين يقولون المشيئة إلينا ".

موضوع .
رواه الخطيب في " المتشابه في الرسم " عن الحسن ابن سعيد المطوعي: أخبرنا عبدان العسكري حدثنا الحسن بن علي بن بحر أخبرنا إسماعيل بن داود الجزري: أخبرنا أبو عمران الموصلي عن أنس مرفوعا.
وهذا إسناد موضوع، أبو عمران اسمه سعيد بن ميسرة، قال البخاري: " منكر الحديث "

‌‌3 - " لا راحة للمؤمن دون لقاء الله عز وجل ".
لا أصل له مرفوعا.
وإنما رواه الإمام أحمد في " الزهد " من طريق إبراهيم قال: قال عبد الله فذكره. وهذا إسناد رجاله ثقات كلهم وظاهره الانقطاع بين إبراهيم، وهو النخعي وعبد الله وهو ابن مسعود .

4 - " من كنوز البر كتمان المصائب، وما صبر من بث ".
موضوع.
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " عن داود بن المحبر: حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن القرشي: حدثنا عبد الله ابن الأسود الأصبهاني عن أنس بن مالك مرفوعا.

وهذا إسناد موضوع، أورده أبو نعيم في ترجمة عبد الله بن الأسود هذا ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، لكن عنبسة وداود كلاهما كذاب، فأحدهما آفته.

‌‌5 - " الصدقة تمنع ميتة السوء ".
ضعيف.
رواه أبو عبد الله القاضي الفلاكي في " فوائده " : أخبرنا عمر بن القاسم المقري: أخبرنا القاسم بن أحمد الملطي: حدثنا لوين: حدثنا جرير عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا.
وهذا إسناد موضوع، المتهم به الملطي هذا وهو القاسم بن إبراهيم .

‌‌6 - " حاكوا الباعة فإنه لا ذمة لهم ".
لا أصل له بهذا اللفظ.
غير أن الحافظ ابن حجر قال: "ورد بسند ضعيف، لكن بلفظ:(ماكسوا الباعة فإنه لا خلاق لهم) ".

7 - " غبن المسترسل حرام ".
ضعيف جدا.
رواه الطبراني في " الكبير " عن أبي أمامة مرفوعا. قال الهيثمي : " وفيه موسى بن عمير الأعمى، وهو ضعيف جدا ". ولهذا قال في " المقاصد ": " وسنده ضعيف جدا ". وزاد عليه في " كشف الخفاء " : " ورواه أحمد بلفظ: ما زاد التاجر على المسترسل فهو ربا ".
لم أره في " المسند "، ولم يعزه إليه الهيثمي، وهو على شرطه. فالله أعلم. وموسى هذا قال الحافظ: " متروك وقد كذبه أبو حاتم " وفي الميزان ": " قال أبو حاتم: ذاهب الحديث كذاب. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات ".

‌‌8 - " غبن المسترسل ربا ".
باطل.
رواه البيهقي عن يعيش بن هشام عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر مرفوعا. وعنه عن مالك عن الزهري عن أنس مرفوعا. وعنه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي مرفوعا. وضعفه البيهقي جدا كما سبق في الذي قبله. وعلته يعيش هذا، ضعفه ابن عساكر كما في " الميزان " وكذا الدارقطني.

9 - " عليكم بالعمائم فإنها سيما الملائكة، وأرخوها خلف ظهوركم ".
منكر.
أخرجه الطبراني في " الكبير " من طريق محمد بن الفرج المصري: حدثنا عيسى بن يونس عن مالك بن مغول عن نافع عن ابن عمر مرفوعا. وأورده الذهبي بإسناده إلى الطبراني، ذكره في ترجمة محمد بن الفرج هذا وقال: " أتى بخبر منكر ". ثم ساقه. وأقره الحافظ في " اللسان ".

10- ‌‌" لواستقبلت من أمري ما استدبرت لأخذت فضول الأغنياء فقسمتها على فقراء المهاجرين ".
لا أصل له مرفوعا.
وإنما روي عن عمر، فقال ابن حزم في " المحلى " " وروينا من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه.

والله المستعان

23 - 12 - 1441هـ