الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
للحديث ثمانية طرق لتَحَمُّله وهي : السماع من لفظ الشيخ ، والقراءة على الشيخ ،والإجازة ،والمناولة ،والكتابة والإعلام ، والوصية ، والوِجَادة.
أولا : السماع من لفظ الشيخ
وهو أن الشيخ يقرأ ويسمع الطالب سواء قرأ الشيخ من حفظه أو كتابه وسواء سمع الطالب وكتب ما سمعه أو سمع فقط ولم يكتب .
والسماع أعلى أقسام طرق التحمل عند الجمهور من حيث الرتبة .
ومن ألفاظ السماع : سمعت أو حدثني أو أخبرني أو أنبأني أو قال لي أو ذَكَر لي .
ثانيا : القراءة على الشيخ
ويسميها أكثر المحدثين عَرضَا ، وهي أن يقرأ الطالب والشيخ يسمع سواء قرأ الطالب أو قرأ غيرُهُ من الطلاب وهو يسمع وسواء كانت القراءة من حفظ أو من كتاب ، وسواء كان الشيخ يتابع القاريء من حفظه أو من كتابه أو من كتاب غيره من الثقات .
وحكمُ رواية القراءة على الشيخ الصحةُ بلا خلافٍ وهي في الرتبة أدنى من السماع .
ومن ألفاظها : قرأت على فلان أو قُريء عليه وأنا أسمع فأقرَّ به ، ويجوز استخدام لفظ أخبرنا
ثالثا : الإجازة
وهي إذن بالرواية لفظاً أو كتابة ، ومثالها أن يقول الشيخ لأحد طلابه أجزتُ لك أن تروي عني صحيح البخاري .
أنواع الإجازة خمسة وهي :
- أن يُجيز الشيخ مُعَينَاً لِمُعَينٍ : كأجزتك صحيح البخاري .
- أن يجيز معيناً بغير معينٍ : كأجزتك رواية مسموعاتي .
- أن يجيز غيرَ معينٍ بغير معينٍ : كأجزت أهل زماني رواية مسموعاتي .
- أن يجيز بمجهول أو لمجهول : كأجزتك كتاب السنن ، وهو يروي عددا من كتب السنن ، أو أجزت محمد بن خالد الدمشقي ، وهناك جماعة مشتركون في هذا الاسم .
- الإجازة للمعدوم : فإما أن تكون تبعاً لموجود كأجزت لفلان ولمن يولد له ، وإما أن تكون لمعدوم استقلالا كأجزت لمن يولد لفلان .
حكم الإجازة :
النوع الأول :، وهو أن يُجيز الشيخ معيناً لمعينٍ صحيح عند الجمهور ، وأما باقي الأنواع فلا تصح .
ومن ألفاظ الإجازة : أجاز لي فلان ، وحدثني إجازة أو أخبرني إجازة .
رابعا : المناولة
وهي أعلى أنواع الإجازة مطلقا ، وهي أن يدفع الشيخ إلى الطالب كتابه ويقول له : هذه روايتي عن فلان فاروه عني ثم يبقيه معه تمليكاً أو إعارة لينسخه .
ومن ألفاظ المناولة : ناولَني أو ناولَني وأجاز لي، ويجوز قول حدثنا مناولة أو أخبرنا مناولة وإجازة .
خامسا : الكتابة
وهي أن يكتب الشيخ مسموعه لحاضر أو غائب بخطه أو أمره .
وهي نوعان : الأول : مقرونة بالإجازة كأجزتك ما كتبت لك أو إليك والرواية بها صحيحة .
: الثاني مجردة عن الإجازة كأن يكتب له بعض الأحاديث ويرسلها له ولا يجيزه بروايتها .
ومن ألفاظ الكتابة : كتب إليّ فلان أو حدثني فلان كتابةً أو أخبرني كتابةً .
سادسا : الإعلام
وهو أن يخبر الشيخ الطالب أن هذا الحديث أو هذا الكتاب سماعه و لو أجاز الشيخ الطالب بروايته عنه جاز ذلك
ومن ألفاظ الإعلام : أعلمني شيخي بكذا .
سابعا : الوصية
وهي أن يوصي الشيخ عند موته أو سفره لشخص بكتاب من كتبه التي يرويها .
ولا يجوز الرواية به إلا إذا أوصى الشيخ لهذا الشخص بروايته .
ومن ألفاظه أوصى إليّ فلان بكذا أو حدثني فلان وصية .
ثامنا : الوِجادة
بكسر الواو مصدر وجد ، وهي أن يجد الطالب أحاديث بخط شيخ يرويها يعرفه ذلك الطالب وليس له سماع منه ولا إجازة .
ولا تجوز الرواية بها لأنها من نوع المنقطع .
ومن ألفاظ الوِجادة : وجدتُ بخط فلان أو قرأت بخط فلان كذا ، ثم يسوق الإسناد والمتن .
وبالله التوفيق
12 - 10 - 1441هـ