الدرس 290 الحج 2

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الثلاثاء 3 جمادى الأولى 1435هـ | عدد الزيارات: 1484 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله وبعد

أمة الإسلام تمسكوا بدينه الذي رضيه لعباده وشرعه لهم وقبله منهم ولم يقبل منهم دينا سواه فيا سعادة من قام به واستقام فاستمسكوا بدين الله وأحسنوا عبادته فإنه لمن أضاع دينه شديد الانتقام

فالمسلم إذا عرف دينه وقام بما يجب عليه فقد سار على نور من ربه إلى دار السلام ومن رغب عنه فقد غرق في بحار الظلام أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم

وقد بني الإسلام على خمسة أركان الشهادتان والصلاة والزكاة والصوم وحج بيت الله الحرام وقد أوجب الله الحج على المستطيع إذا كان مسلماً بالغاً حراً صحيحاً بقوله تعالى "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين" وشرع الله العبادات لمصالح عباده لا لحاجته لها فالله هو الغني المغني فإنه لا تنفعه الطاعة ولا تضره المعصية قال تعالى "لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ "( الحج37) ولكن شرع العبادات رحمة لعباده وإقامة لمصالحهم ليتنعم بها الطائعون ويحمد مغتنمها الشاكرون ويتحسر على فواتها المفرطون والعاصون ويوم التغابن يعض الظالم على يديه يقول يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وقد بين الله منافع الحج لعباده في الدنيا والآخرة ففي الدنيا سعة للرزق وخلف للنفقة ومكافحة للفقر واقتداء بالأنبياء قال تعالى "ليشهدوا منافع لهم" وفي الحديث "تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب ....." الحديث

وما من أيام العمل الصالح فيها أفضل من عشر ذي الحجة فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير وذكر الله

وورد أن أفضل أيام الدنيا عشر ذي الحجة قيل ولا مثلهن في سبيل الله قال ولا مثلهن في سبيل الله إلا من عقر جواده وأهريق دمه

وأما نفعه في الآخرة فجنات الخلد التي فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر

وفي الحديث العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة

وعلى الحاج أن يختار رفيقاً صالحاً من أهل العلم والتقوى يعينه على أداء نسكه على الوجه الأكمل لعل الله يقبل حجه فأهل العلم والصلاح هم القوم لا يشقى بهم جليسهم وليحذر من صحبة الفساق والأنذال لئلا يدخلوه مداخل السوء فيحبط عمله وهو لا يشعر وليحذر من الرفث والفسوق والعصيان والجدال وليحذر من إيذاء المسلمين ومضارتهم فمن ضار مسلماً ضاره الله ولا سيما وفود بيت الله والمتلبسين بطاعة الله من طواف وسعي ووقوف ورمي فقد ورد في الحديث من آذى مسلماً فقد آذاني ومن شق على مسلم شق الله عليه وخصوصاً في حرم الله الذي من يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم

وإذا دخلت العشر فمن أراد أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظافره ولا من بشرته شيء حتى يضحي إلا المتمتع فإنه يقصر من شعره لإحلاله من عمرته لأنه نسك إلا الناسي أو من جهل الحكم فلا شيء عليه ومن تعمد أثم وأضحيته صحيحة

اللهم تقبل حج الحاجين واغفر ذنب المذنبين.

وصل الله على نبينا محمد

1435-5-3 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

6 + 1 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي