الهجرة 4

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الخميس 8 محرم 1439هـ | عدد الزيارات: 1444 القسم: خطب الجمعة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، مبلغ الناس شرعه، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد، عباد الله

إن من القصص العجيب الذي ذكره الله في القرآن قصة موسى عليه السلام مع فرعون مشتملة على حِكَم عظيمة، وعِبَر بالغة، وعِظَات مؤثِّرة، وفيها نَبَأهُ سبحانه مع المؤمنين والظالمين بإعزاز المسلمين ونصرهم، وإذلال الكافرين وخذلانهم؛ (طسم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) (القصص: 1 - 4)، أراد الله جلّ وعلا إنقاذ هذا الشعب من ظلم فرعون وطغيانه، وتَكبُّره وعُدوانه؛ فأجرى سبحانه من الأسباب العظيمة ما لم يشعر به فرعون وأتباعه ولا أعداؤه؛ حيث أمر سبحانه أم موسى عليه السلام أن تضع وليدها موسى في تابوت مغلق ثم تلقيه في اليم، ووعدها تبارك وتعالى بحفظه وبشَّرها بأنه سيرده إليها، وأنه سيكبر ويَسلم من كيدهم، وأنه سبحانه سيجعله من المرسلين؛ (وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) القصص: 7، ففعلت ما أُمرت به وساق الله جلّ وعلا هذا التابوت وبداخله موسى عليه السلام إلى مكان قريب من فرعون وآله؛ (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ) القصص: 8، والحذر لا يرد القدر، فإن الذي خاف منه فرعون، وقتل أبناء بني إسرائيل لأجله، كتب الله جلّ وعلا أن ينشأ في بيته، ومن لطف الله بموسى عليه السلام وأمه أن منعه من قبول الرضاعة من ثدي أي امرأة، فجاءت أختُه وهو على تلك الحال؛ (فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ) القصص: 12 فاشتملت مقالتها على هذا الترغيب في أهل هذا البيت وبيان ما هم عليه من تمام الحفظ، وحُسن الكفالة؛ (فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) القصص: 13، ولما بلغ عليه السلام أشدّه واستوى آتاه الله حُكْماً وعِلْماً، حُكْماً يعرف به الأحكام، ويفصِل به بين الناس، وعِلْماً كثيراً غزيراً ثم جرت أحداث منها قتل موسى عليه السلام لرجل من آل فرعون، وتشاور ملأ فرعون مع فرعون على قتله، واجتمع رأيهم على ذلك، فبلغ موسى الخبر، فخرج من مصر خائفاً يترقَّب، ودعا الله - جلّ وعلا:(قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) القصص: 21، وأكرمه الله جلّ وعلا في رحلته تلك بالزواج من امرأة صالحة، ثم إنه سبحانه أكرمه بأعظم كرامة وحباه بأعظم نعمة، فجعله من المرسلين؛ (قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) الأعراف: 144، وأيَّده تبارك وتعالى بالحُجج الباهرة والبراهين الظاهرة؛ (اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ) القصص: 32، وأمره تبارك وتعالى بالتوجه إلى فرعون؛ لدعوته وأن يقول له قولاً لَيِّناً لعلّه يتذكّر أو يخشى، فطلب موسى عليه السلام من الله أن يعينه على ما حمَّله، وأن يسدّده فيما وُكِلَ إليه؛ (قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ * وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ) القصص: 33 - 34، فأجابه الله فيما سأل؛ (قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ) القصص: 35، وأتى الأمر الإلهي إلى موسى وأخيه عليهما السلام لإنفاذ هذه المهمّة وأداء هذا المطلب العظيم؛ (اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي * اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى * قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى * فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى * إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) طه: 42 – 48 بهذا أمرهما الله جلّ وعلا فتوجه موسى وأخوه هارون - عليهما السلام - بكلّ شجاعة وقوة وثبات؛ لتبليغ رسالة الله، وتنفيذ أمره سبحانه

عباد الله

لقد أرسل الله موسى عليه السلام بالآيات العظيمة والحُجج الباهرة إلى فرعون الذي تكبّر على الملأ وقال لهم: (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) النازعات: 24، فجاء موسى بالآيات البيِّنَات ودعاه إلى توحيد رب الأرض والسماوات، فقال فرعون لموسى مُتكبراً وجاحداً: (وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ) الشعراء: 23، فأنكر فرعون جحداً وعناداً الربَّ العظيم الذي قامت بأمره الأرض والسماوات، وكان له آية في كل شيء من المخلوقات، فأجابه موسى: (قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) الشعراء: 24 ففي السماوات والأرض وما بينهما من الآيات ما يوجب الإيقان للموقنين، فقال فرعون لمن حوله ساخراً ومستهزِئاً بموسى: (أَلَا تَسْتَمِعُونَ) الشعراء: 25 فذكّره موسى بأصله، وأنه مخلوق من العدم، فقال موسى: (قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) الشعراء: 26، وحينئذ بُهت فرعون وادَّعى دعوى الكافر المغبون، فقال: (إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ) الشعراء: 27، فطعن بالرسول والمرسِل، فردَّ موسى عليه ذلك وبيَّن له أن الجنون حقًّا إنما هو في إنكار الخالق، فقال: (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) الشعراء: 28، فلمَّا عجز فرعون عن ردّ الحق، لجأ إلى ما لجأ إليه العاجزون المتكبرون، فتوعّد موسى بالاعتقال والسجن فقال:(لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ) الشعراء: 29، وما زال موسى عليه السلام بكل ثبات ورَبَاطة قلب يأتي بالآيات كالشمس، وفرعون يحاول الرّد، حتى قال لقومه: (قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ) الزخرف: 51 - 52، يقصد موسى عليه السلام: (وَلَا يَكَادُ يُبِينُ * فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ * فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ * فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ) الزخرف: 52 – 56

فكان من قصة إغراقهم أن الله جل وعلا أوحى إلى موسى عليه السلام أن يسري بقومه ليلاً من مصر، فلما علم فرعون بذلك بعد فقد موسى وبني اسرائيل أرسل في جميع مدائن مصر أن يُحشر الناس للوصول إليه لأمر يريده، فجمع فرعون قومه وخرجوا في إثر موسى متجهين إلي خليج السويس؛ (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) الشعراء: 61، البحر من أمامنا، فإن خضناه غرقنا وفرعون وقومه خلفنا، فإن وقفنا أدركنا، فقال موسى عليه السلام: (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) الشعراء: 62، فلمَّا بلغ موسى البحر، أمره الله أن يضربه بعصاه، فضربه فانفلق البحرُ وصار الماء السيال بين هذه الطرق، كأطواد الجبال، فلمَّا تكامل موسى وقومه خارجين، وتكامل فرعون بجنوده داخلين أمر الله جلّ وعلا البحر أن يعود إلى حاله، فانطبق على فرعون وجنوده، فكانوا من المغرقين

عباد الله:

تأملوا هذه القصة العجيبة، وما فيها من العبر البالغة، كيف كان فرعون يقتل أبناء بني إسرائيل خوفاً من موسى فتربَّى موسى في بيته تحت حجر امرأته، وكيف قابل موسى هذا الجبَّار العنيد مُصرِّحاً مُعْلِناً بالحق، هاتفاً بالتوحيد، ألا إن ربكم الله رب العالمين صدع بالحق أمام هذا الطاغية، فأنجاه الله جلّ وعلا منه وتأمّلوا كيف كان الماء السيال شيئاً جامداً، كالجبال بقدرة الله تبارك وتعالى وكان الطريق يابساً لا وَحَل فيه، وتحول إلى ذلك في الحال، وتأملوا كيف أهلك الله هذا الجبَّار العنيد بمثل ما كان يفتخر به، فقد كان يفتخر على قومه بالأنهار التي تجري من تحته، فأهلكه الله جلّ وعلا بالماء، ولا شك أن ظهور الآيات في المخلوقات نعمة كبرى يستحق الرب العظيم الحمد والشكر عليها، خصوصاً إذا كانت في نصر أولياء الله وحزبه، ودحر أعداء الله وحزبه

نسأل الله جلّ وعلا أن يوزعنا شكر نعمه، وأن يعيننا على طاعته، كما نسأله جلّ وعلا أن ينصر دينه وكتابه وسنة نبيِّه محمد - صلى الله عليه وسلم - وعباده المؤمنين

هذا وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم؛ إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية

الحمد الله عظيم الإحسان، واسع الفضل والجود والامتنان، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وسلم تسليمًا.

أما بعد، عباد الله

اتقوا الله، وصوموا يوم عاشوراء اقتداءاً بالنبي صلى الله عليه وسلم، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ ؟ ) فَقَالُوا : هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ ، أَنْجَى اللهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ ، وَأغَرَقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا ؛ فَنَحْنُ نَصُومُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( نَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ ) ؛ فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ . رواه البخاري ومسلم .

عباد الله

إن يوم العاشر من المحرَّم يوم عظيم انتصر فيه الحق على الباطل، فينبغي لنا أن نشكر الله على هذه النعمة، وذلك بصيام ذلك اليوم، كما فعل الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، وطلباً لتحصيل الثواب الذي أعده الله جلّ وعلا لمن صام ذلك اليوم، قال النبي صلى الله عليه وسلم (أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) رواه مسلم

وقال ابن القيم رحمه الله: الصيام على ثلاث مراتب صيام العاشر وحده يجزئ، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، وصيام يوم قبله أفضل لحث النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك مخالفة لليهود، وصيام يوم قبله ويوم بعده أكمل

هذا وصلوا وسلموا - رحمكم الله - على محمد بن عبدالله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، بقوله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) الأحزاب: 56، وقال صلى الله عليه وسلم: (مَن صلى علي صلاة واحدة، صلى الله عليه بها عشراً)، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين؛ أبي بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان ذي النورين، وأبي السِبطين علي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، ومن اتبعهم بإحسان إلي يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك .

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمّر أعداء الدين، واحم حوزة الدين ، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيِّك محمد - صلى الله عليه وسلم - وعبادك المؤمنين، اللهم أمِّنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك ، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضى، وأعنه على البر والتقوى وسدده في أقوله وأعماله ، اللهم وفق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك، واتباع سنة نبيِّك محمد - صلى الله عليه وسلم - اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها؛ دقها وجلها، أولها وآخرها، سرها وعلانيتها، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنَّا، وما أنت أعلم به منَّا أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، اللهم اغفر ذنوب المذنبين، وتب على التائبين، اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وللمسلمين والمسلمات؛ والمؤمنين والمؤمنات؛ الأحياء منهم والأموات اللهم إنا نسألك من الخير كله؛ عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله؛ عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل، ومن الهرم وسوء الكبر، ربنا ظلمنا أنفسنا، فإن لم تغفر لنا وترحمنا، لنكونن من الخاسرين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنَا عذاب النار

عباد الله، اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون

1439/1/8 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

5 + 4 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي