المسح على الخفين

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: السبت 4 ربيع الأول 1438هـ | عدد الزيارات: 1979 القسم: خطب الجمعة

الحمد لله اللطيف الخبير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العليُّ الكبير، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه البشيرُ النذيرُ والسِّراجُ المُنير، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِه صلاةً وسلامًا يحصُلُ بها الخيرُ الكثير.

أيها المسلمون: أُوصِيكم بتقوى الله جل وعلا؛ فبذلك يحصُلُ كلُّ مطلوب، وينجُو الإنسانُ من كل مرهُوب.

ومن رحمةِ الله - جل وعلا - بعبادِه: أن شرَعَ لهم من الأحكام ما يُيسِّرُ لهم أمورَهم، وتستقيمُ به أحوالُهم، وفقَ مبادِئ التيسير

فمن قواعِد شريعةِ الإسلام: "المشقَّةُ تجلِبُ التيسير"، ومن جوانِبِ التيسير في شريعةِ مُحمدٍ - صلى الله عليه وسلم -: مشروعيَّةُ المسح على الخُفَّين الثابِتِ بالكتابِ العظيم والأحاديث المُتواتِرة عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

فيُسَنُّ المسحُ عليهما ما دامَ الإنسانُ لابِسًا لهما على طهارةٍ، ويلحقُ بمشروعيَّة المسح على الخُفَّين المسحُ على الجَورَبَين متى لبِسَهما الإنسانُ على طهارةٍ كامِلةٍ، وهو أن لا يلبَسَ المُتوضِّئُ الخُفَّ أو الجَوربَ حتى يغسِلَ قدَمَيه كليهما، فحينئذٍ له أن يمسحَ بعد ذلك

إخوة الإسلام؛

مُدَّة المسحِ على الخُفَّين للمُقيم يومٌ وليلةٌ، وللمُسافِر ثلاثةُ أيامٍ بليالِيها، وتبدأُ مُدَّةُ المسح من أول مسحٍ بعد الحدث.

فمثلاً: إذا توضَّأ لصلاة الظهر، ثم لبِسَهما، وصلى بهما صلاتي الظهر والعصر ثم أحدثَ بعد العصر، فحينئذٍ تبدأُ مُدَّة المسحِ من مسحِه لصلاةِ المغرب.

ومن مسحَ وهو مُسافِرٌ ثم أقامَ أتمَّ مسحَ مُقيم، ومن مسَحَ وهو مُقيمٌ ثم سافَرَ أتم مسح مُسافِر.

والمسح على الخُفَّين مُتعلِّقٌ بغسل الرِّجلَين في الوضوء؛ فلا بُدَّ أن يتوضَّأ وضوءًا شرعيًّا بالماء، أما إذا تيمَّمَ الإنسانُ في حالِ مشروعيَّة التيمُّم، ثم لبِسَ خُفَّيه، فلا يجوزُ له أن يمسحَ إذا وجدَ الماء

والواجبُ - أيها الأحبة- أن يمسحَ من كان عليه خُفَّين من أعلى الخُفِّ، بأن يبدأَ المسحَ من أصابِعِ قدَمَيه إلى ساقِيه، فيمسحُ اليُمنَى، ثم اليُسرى، وإن مسَحَهما جميعًا دُفعةً واحدةً فلا بأسَ

وإذا لبِسَ الإنسانُ الجوارِب، ثم لبِسَ عليهما جوارِبَ أخرى، ومسحَ على العُليا، فلا بأسَ، وتُحسبُ المُدَّةُ من مسحِه على الجَورَب الأول

جعلَني الله وإياكم من أهل الفقهِ في دينِه، وبصَّرَنا بشريعةِ ربِّنا وسُنَّة نبيِّنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -

وبارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَنا بما فيه من الهُدى والبيان، وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله أولاً وآخرًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الآخرة والأولى، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه فتحَ الله به أعيُنًا عُميًا، وقلوبًا غُلفًا، وآذانًا صُمًّا، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِه أهل البرِّ والتقوى.

عبادَ الله؛

اعلموا أن الجوارب التي يمسح عليها لا بد أن تكون ساترة إلى الكعبين بحيث لا يرى لون الجلد من تحتها، أما الخروق اليسيرة فلا تؤثر على صحة المسح.

هذا وصلوا وسلموا على النبيِّ الكريم اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا وحبيبِنا وقُرَّة قلوبِنا محمدٍ، اللهم ارضَ عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائِر الصحابةِ أجمعين، وعن آل بيتِ نبيك أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم اكتُب العزَّة والنُّصرة لهم في كل مكان.

اللهم أيِّد المُسلمين في كل مكان، اللهم اجعل كلمتَهم هي العُليا وكلمةَ أعدائِهم هي السُّفلَى

اللهم وحِّد بين صُفوفِ المسلمين، اللهم فرِّج هُمومَهم، ونفِّس كُرُباتهم، ويسِّر لهم أمورَهم، واغنِ فقيرَهم، واشفِ مريضَهم، واجعل لهم من كل عُسرٍ يُسرًا، ومن كل خوفٍ أمنًا

اللهم اجعل لهم من كل خوفٍ أمنًا، اللهم اجعل لهم من كل خوفٍ أمنًا يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام. اللهم اغفِر لنا وللمُسلمين، اللهم اغفِر لنا وللمُسلمين، اللهم اغفِر لنا وللمُسلمين الأحياء منهم والميتين، يا حي يا قيوم اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تحبُّ وترضَى، اللهم ألبِسه لِباسَ الصحةِ والعافية اللهم اشفِ كل مريضٍ يا حي يا قيوم، اللهم اشفِ كل مريضٍ يا حي يا قيوم، اللهم اكتُب الشفاءَ والعافية لكل مريضٍ يا رب العالمين اللهم اجعَلنا من السُّعداء، اللهم اجعَلنا من السُّعداء في الدنيا والآخرة، اللهم اجعَلنا من السُّعداء في الدنيا والآخرة، اللهم اجعَلنا من أهل البرِّ والتقوى، اللهم اجعَلنا من أهل الإيمان والطاعة يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.

1438-03-04 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

8 + 6 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي