ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

رسالة المعلم

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 19 ربيع الأول 1435هـ | عدد الزيارات: 2395 القسم: خطب الجمعة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.آل عمران:102.

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً.النساء:1.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً.الأحزاب:70-71.

أما بعد

عباد الله: حديثي إليكم اليوم في موضوع طالما تردد في ذهني وقلما تحدث عنه الخطباء وعجبت كثيراً لإهمالهم له مع إيمانهم بأهميته فرأيت أن يكون هو موضوع حديث اليوم لعلي أعطيه بعض حقه هذا الموضوع هو: رسالة المعلم

أيها الأساتذة الكرام: تعلمون وفقكم الله وجعلكم هداة مهتدين أن المعلم قد تقلد أمانة عظمى وتحمل مسئولية كبرى سيسأل عنها أمام الله يوم القيامة تلكم أمانة العلم والعمل والتعليم والتربية والتوجيه لهؤلاء الطلبة، فإن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع، فيجب علينا نحن المعلمين أن نكون قدوة صالحة للأبناء بأقوالنا وأفعالنا، يجب أن نكون مثلا أعلى في أخلاقنا وفي أعمالنا وفي مظهرنا، يجب أن نتحلى بالفضائل والمحاسن وأن نتخلى عن المساوئ والرذائل يجب أن نتجنب كل ما يقدح في الدين أو يخل بالمرؤة فإن الدين الحنيف أباح لنا الطيبات النافعة وحرم علينا الخبائث الضارة لأجسامنا وصحتنا وعقولنا، يجب أن نحافظ على شعائر ديننا عموماً وعلى الصلوات الخمس في أوقاتها في المساجد لأنها عماد الدين الذي يقوم عليه وأن نصلح أنفسنا ونلزمها التقوى لنفوز برضاء الله وجنته ونسلم من عذابه وسخطه ولنقود أولادنا وطلابنا إلى الطريق السوي والعمل الصالح فنحن قدوتهم في القول والعمل والهدى والضلال

وقد قال بعض الخلفاء لمعلم ولده: ليكن أول تعليمك لأولادي إصلاحك لنفسك، وسواء في ذلك معلم الدين أو العربي أو الاجتماعيات أو الرياضيات أو الأنجليزي

لذا يجب أن تسخر جميع الدروس لهذا الدين وأن يشعر الطلبة أنها وسيلة لهذا الدين وليست غاية، فمتى كانت التربية حسنة جارية على السنن المستقيمة والآداب الشرعية والتعليم النافع حسب أوامر الدين وتعاليمه أمرا ونهيا انتجت تلك التربية والتعليم رجالا صالحين وأمناء مخلصين لدينهم وأمتهم ووطنهم

فإن تعليم الولد في صغره عبارة عن تغذية روحه بما تتهذب به أخلاقه وتزكو به أعماله وتحسن مقاصده، بحيث يكون ميله إلى كل خير ونفرته عن كل شر

إن تربية الأولاد وتعليمهم لأمر عظيم له شأنه الأكبر وخطره الجسيم في حياتنا الدينية والاجتماعية والخلقية فهم قو ى المجتمع الأكبر ودعائمه التي يقوم عليها وعليهم يتوقف رقي الأمة

أيها الأساتذة والمعلمون: إن أهم شيء في الجامعات والمدارس تقويم استقامة الطلبة وأخلاقهم وحسن تربيتهم وتمكين الدين في نفوسهم وتنشئتهم على الفضيلة

إن علينا واجب توجيه وتربية هؤلاء الشباب تربية إسلامية صحيحة حتى ننشئ جيلا ً صالحاً ينفع نفسه وأمته وبلاده ويسعد في دينه ودنياه وآخرته، ولن يكون ذلك حتى نستقيم بأنفسنا ونقودهم إلى الخير بأفعالنا قبل أقوالنا وإلا فالقول وحده لا يجدي قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ"الصف:2-3. وقال تعالى "أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ"البقرة:44. وفي فضل العلماء العاملين أو المعلمين العاملين يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله وملائكته وأهل السموات وأهل الأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير .رواه الترمذي وصححه الألباني.

أيها المعلمون الأفاضل: إن أبناء الأمة أمانة في أعناقكم ووديعة بين أيديكم فاتقوا الله فيهم ووجهوهم التوجيه السليم وربوهم التربية الصحيحة على ضوء الكتاب والسنة

واعلموا أن الحياة محدودة والأنفاس معدودة وأن كل عامل سيلقى عمله، وكل زارع سيحصد ما زرع، فانتهزوا الفرصة قبل الفوات واحفظوا الله يحفظكم وتوبوا إليه واستغفروه إنه هو التواب الرحيم

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والصلاة على المصطفى من عباده

أما بعد

عباد الله: إنني أعجب كثيراً من واقع بعض أولياء أمور الطلبة ومن واقع بعض المعلمين

أعجب من واقع بعض الناس ونظرتهم إلى المعلم ومن نظرتهم إليه أعرف واستنتج ضحالة التفكير وانعكاس المفهوم أصبح البعض من الناس يتعامل مع الغير بمقدار ما يستفيد منه فما دام يستفيد منه فهو سيجله ويقدره وأما من لا يرجو منه فائدة فلن ينظر إليه نظرة التقدير والاحترام وكأن العلاقة منافع شخصية ولا دخل للإسلام فيها هذه الفئة من الناس لم تجعل الإسلام هو مقياس الاحترام والبغض ولعلني أريد من وراء كل ذلك أن تلاحظ انسان من اتفه الناس ترى سيجارته في يده وتلمح آثار المعاصي بادية على وجهه ومع ذلك تلاحظ بعض الناس وليس كل الناس يقدره ويحترمه والسبب لأنهم يطمعون في أن يكسبوا من وراءه مكسب مادي أما المعلم فلن يستفيد منه الناس مكسب مادي لذا فلن يقدروه ولن يحترموه إلا من عصم الله

أليس هذا هو الواقع أليس الواجب أن يحترم الإنسان بقدر العلم الذي يحمله بين جنبيه ثم إن في تقدير الناس له دافع له إلى الأمام إن عدم تقدير أهل العلم دليل على قصور التفكير وتحجر العقل

ولن أعفي المعلم أو الأستاذ فلي ملاحظة على بعض المعلمين أو الأساتذة وهي أن البعض أصبح يفصل بين التربية والتعليم فقليل من تجده مربي معلم فكل مربي معلم وليس كل معلم مربي فالمعلم المربي الذي لا يفصل بين التربية والتعليم يرى أن التعليم وسيلة لغاية أما من يفصل بين التربية والتعليم فهو يرى أن التعليم وسيلة لذاته فهؤلاء الفئة لم يفهموا واجبهم الملقى على عواتقهم

فيجب أن نفهم أن الهدف من التعليم هو إرضاء الله سبحانه فجميع الوسائل كلها تهدف إلى إرضاء الله فالطالب الذي يتعلم من أجل الحصول على الشهادة فقط وليس من أجل طلب العلم الموصل لإرضاء الله فعليه أن يتذكر حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم والذي فيه الوعيد لمن طلب العلم للدنيا ولن أحمل المسؤولية المعلم فقط بل يشترك فيه جهاز التعليم من وزارة التربية والتعليم وإدارة التربية والتعليم وإدارة المدرسة والمعلم وولي أمر الطالب والطالب نفسه

ولا بد من التعاون على البر والتقوى تعاون البيت مع المدرسة في تنشئة الطالب تنشئة إسلامية والتوفيق حليف كل مخلص

جعلني الله وإياكم من العالمين العاملين المخلصين المتجردين الفاهمين الواعين المدركين

هذه وصلوا وسلموا على نبيكم وقدوتكم ومعلمكم أمور دينكم صلى الله عليه وسلم وارض عن صحابته وأزواجه وأتباعه إلى يوم الدين واجمعنا اللهم بهم في جنات النعيم وأقر أعيننا برؤيتهم وانهضوا إلى الصلاة يرحمكم الله

1435-3-19هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

5 + 1 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي