مبدآن عظيمان في الإسلام

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الجمعة 17 شوال 1434هـ | عدد الزيارات: 2097 القسم: خطب الجمعة

الحمد لله المعز لمن والاه أحمده سبحانه لا إله غيره ولا ربَّ سواه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه.

أما بعد

عباد الله: لقد وضع الإسلام لأبنائه مبدأين عظيمين من شأنهما أن يشدا على الرابط بين المسلمين ويحفظا وحدتهم ويصونا كرامتهم

أولهما: الاهتمام بأمر المسلمين وهذا الاهتمام لا يعني المظهر دون المخبر ؛ فلا يكفي إبداء الشعور الطيب دون خطوات إيجابية تعبر عن الاهتمام الفعلي وبعبارة أصرح لا يكفي من المسلم مجرد إظهارالتألم والأسى وسكب الدمع على ما ينزل بالمسلمين بل من واجبه أن يرفع الصوت عالياً مستنكراً الجرائم التي تنزل بإخوانه، ويمدهم بالمال إٍسهاماً في رفع المحنة عنهم حتى يعود الحق إلى نصابه وحتى يشعر المسلم المنكوب أن إلى جواره من إخوانه من يشد أزره ويرعى فيه حق أخوة الإسلام ويحقق بالعمل حديث أبي موسى الأشعري قال قال صلى الله عليه وسلم "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً"متفق عليه. وإذا كان الشعور الطيب لا يكفي في تصوير اهتمام المسلم بأخيه فكيف بمن يعرض عن نصرته وهو قادر وكيف بمن يقف موقف المتفرج من الكوارث تنزل بإخوانه ثم لا يكون منه انتفاضة أو أي محاولة لرد الطغيان وكف العدوان أفلا يكون مؤاخذاً على تبلد إحساسه

ثانيهما:أنَّ المسلم لا يقبل الذلة والهوان ولا يعيش في الأرض ، وهو خليفة الله فيها، منكسَ الرأس مستعبداً وقد وصله الله بمعيته كما قال تعالى "وإن الله مع المؤمنين"الأنفال:19. وارتفع بمقامه وجعل له العزة في العالمين كما قال تعالى "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين"آل عمران:139. وجعل رزقه وأجله بيده لئلا يطأطئ رأسه لمخلوق كي يصله برفده أو يرتفع براتبه ورتبته كما قال تعالى "فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له"العنكبوت:17. وقال تعالى "إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين"الذاريات:58. وما الناس في الواقع إلا وسائط لإيصال ما قدر للعبد في دنياه من الرزق أو الجاه أو المنصب أو غير ذلك من أمور الدنيا لن يفرغ أجل عبد إلا وقد استوفى ما قدر له فيها كما جاء في حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"إن روح القدس ألقى في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها"رواه أبو نعيم وصححه الألباني.

فاتقوا الله عباد الله وخذوا بكل مبدأ رسمه الإسلام أخلصوا الولاء للإخاء الإسلامي وابتغوا العزة التي كتبها الله للمؤمنين تكونوا من أولي الألباب الذين أمتدحهم الله في محكم الكتاب بحصافة عقلهم وسداد مسلكهم فقال تعالى "فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك أولوا الألباب"الزمر:17-18.

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه

هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية

الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.

أما بعد

عباد الله: اهتموا بأمور المسلمين احملوا همومهم لا تكونوا في واد وهم في واد عيشوا أعزة كما أعزكم الله بالإسلام كونوا قدوة لغيركم بالعلم والمعرفة وتقدير العلماء والأخذ بأسباب العزة .

هذا وصلوا على نبيكم كما أمركم إلهكم وخالقكم في محكم كتابه بقوله "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليمالأحزاب:56. وقال عليه الصلاة والسلام من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا.رواه مسلم. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين وأعل بفضلك كلمة الحق والدين وانصر المظلومين في كل مكان وانصر من نصرهم واخذل من خذلهم وعاد من عاداهم ووال من والاهم واجمع شمل المسلمين على كلمة التوحيد وأوقف نزيف دمائهم اللهم كن لإخواننا المستضعفين في كل مكان اللهم من أرادهم بسوء فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً له اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم واكفف عنهم شرارهم اللهم اغفر ذنب المذنبين واقبل توبة التائبين اللهم لا تدع لنا في هذا المقام من ذنب إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا كرباً إلا نفسته ولا ديناً إلا قضيته ولا مريضاً إلا شفيته ولا أيماً إلا زوجته ولا ضالاً إلا هديته ولا حاجة من حوائج الدنيا هي لك رضا ولنا صلاح إلا أعنتنا على قضائها ويسرتها لنا واغفر اللهم لنا ولوالدينا ووالدي والدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم وفق وليَّ أمرنا ووليّ عهده لما تحب وترضى ،واحفظ جنودنا على حدودنا ، واقمع الرافضة في كل مكان واجعلهم عبرة للمعتبرين

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1434-10-16

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

1 + 9 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي