ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

الدرس الثامن والعشرون: مسائل في الأذان والإقامة

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الثلاثاء 24 شعبان 1434هـ | عدد الزيارات: 2217 القسم: دروس في الفقه الإسلامي -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد؛

الأذان في أول الوقت

إذا لم يؤذن في أول الوقت لم يشرع له أن يؤذن بعد ذلك إذا كان في المكان مؤذنون سواه قد حصل بهم المطلوب وإذا كان التأخير يسيراً فلا بأس بتأذينه، أما إذا لم يكن في البلد سواه فإنه يلزمه التأذين ولو تأخر بعض الوقت؛ لأن الأذان في هذه الحال فرض كفاية ولم يقم به غيره فوجب عليه ؛لكونه المسئول عن ذلك؛ ولأن الناس ينتظرونه في الغالب، أما المسافر فيشرع له الأذان وإن كان وحده؛ لقول أبي سعيد رضي الله عنه للتابعيِّ عبدِ الله بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبى صَعْصَعةَ: إنِّي أراكَ تحِبُّ الغنَمَ والباديةَ، يعني: تحِبُّ رعْيَ الغنَمِ في الصَّحراءِ؛ إشارةً إلى أنَّه يكونُ بمُفْرَدِه، ورُبَّما تأتي عليه مواقيتُ الصَّلَواتِ، فأمَرَه رَضيَ اللهُ عنه أنَّه إذا أتى عليه وقتُ الصَّلاةِ وهو على تلك الحالِ أن يَرفَعَ صَوتَه بِالأذانِ، ثُمَّ أخبرَه بحديثِ رسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وفيه: " ، فإنَّهُ: لا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المُؤَذِّنِ، جِنٌّ ولَا إنْسٌ ولَا شيءٌ، إلَّا شَهِدَ له يَومَ القِيَامَةِ." [صحيح البخاري]، ولعموم الأحاديث الأخرى في شرعية الأذان والإقامة.

الأذان في آخر الوقت

الواجب الصلاة مع المسلمين في المساجد إلا من عذر كالمرض، ومن صلى في البيت للعذر الشرعي كفاه أذان أهل البلد، أما أذا كان في الصحراء فيجب الأذان والإقامة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لمالك بن الحويرث وابن عمٍّ له " إذا سافرتُما فأذِّنا وأقيما ، وليؤُمَّكُما أَكْبرُكُما "[صحيح الترمذي للألباني] ؛ ولأنه صلى الله عليه وسلم، أمر بلال بالأذان في المدينة، وأمر أبا محذورة بالأذان في مكة، وأمرهما جميعاً بالإقامة، ولم يزل، صلى الله عليه وسلم، يؤدي الصلوات الخمس في المدينة بأذان وإقامة فدلَّ ذلك على فرضيتُها؛ ولقوله ،صلى الله عليه وسلم: "وصَلُّوا كما رَأَيْتُموني أُصلِّي " [صحيح الجامع للألباني].

تأخير الأذان والصلاة ، والجمع بين الصلوات في حال السفر

لا بأس في حال السفر؛ لأن المسافر له أن يجمع في السفر جمع تأخير وجمع تقديم حسْبَ الأرفق به

وإن كان على ظهر سير فالأفضل له أن يؤخر الظهر إلى العصر إذا ارتحل قبل الزوال والمغرب إلى العشاء إذا ارتحل قبل الغروب.

أما إذا ارتحل بعد الزوال فالأفضل تقديم العصر مع الظهر وهكذا إذا ارتحل بعد الغروب فإن الأفضل تقديم العشاء مع المغرب؛ لأنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على ذلك، وقد قال الله عز وجل "لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } [الأحزاب21]، وقد قال صلى الله عليه وسلم "وصَلُّوا كما رَأَيْتُموني أُصلِّي" [صحيح الجامع للألباني]

وقت الأذان لمن أرادوا تأخير الصلاة

يؤذنون في الوقت الأفضل الذي يريدون أن يصلوا فيه

حكم الأذان للصلاة في مقر العمل

الواجب الصلاة في المسجد مع الجماعة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم " من سمعَ النِّداءَ فلم يأتِهِ فلا صلاةَ لَه إلَّا من عُذرٍ "[صحيح ابن ماجه للألباني] ، فإن منع مانع قهري من ذلك شرع الأذان والإقامة في محل العمل؛ لعموم الأدلة الشرعية في ذلك.

هل يشرع للنساء أذان وإقامة

الجواب: لا يشرع

هل الأفضل إجابة المؤذن أم الشروع في تحية المسجد ؟

إجابة المؤذن سنة مؤكدة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم " إذا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ، فَقُولوا مِثْلَ ما يقولُ" [صحيح مسلم]، وتحية المسجد بركعتين سنة مؤكدة أيضاً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم " إِذَا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أنْ يَجْلِسَ." [صحيح البخاري].

وبهذا يتضح أن الأفضل أن يجيب المؤذن وهو قائم ثم يصلي ركعتين حتى يجمع بين سنتين فإذا صلى ركعتين ولم يجب المؤذن فلا حرج ولكنه خلاف الأفضل، لأنه يفوته بذلك فضل إجابة المؤذن

هل أتابع المؤذن أم أقرأ القرآن ؟

السنة إذا كان يقرأ وسمع الأذان أن يجيب المؤذن؛ امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم"إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجوا أن أكون أنا هو فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له الشفاعة" [صحيح مسلم]

وفي صحيح البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم "من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة "

الكلام بعد إقامة الصلاة ؟

الكلام بعد إقامة الصلاة وقبل تكبيرة الإحرام إن كان يتعلق بالصلاة مثل تسوية الصفوف ونحو ذلك فهذا مشروع وإن كان لا يتعلق بالصلاة فالأولى تركه استعداداً للدخول في الصلاة وتعظيماً لها.

حكم استلام المؤذن راتباً باسم غيره

هذا منكر وزور ولا يجوز، وعلى من فعل ذلك ردُّ المال إلى الأوقاف، فإن لم يتيسر ذلك تصدَّقَ به على الفقراء ونحوهم ؛ لأنه مال أخذ بغير حق.

وبالله التوفيق

وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1434/8/23 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

7 + 5 =

/500
جديد الدروس الكتابية
 الدرس 328سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني ، تهذيب د. مبارك العسكر - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- تهذيب الشيخ د. مبارك بن ناصر العسكر
 الدرس 327سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني ، تهذيب د. مبارك العسكر - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- تهذيب الشيخ د. مبارك بن ناصر العسكر
 الدرس 326سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني ، تهذيب د. مبارك العسكر - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- تهذيب الشيخ د. مبارك بن ناصر العسكر
 الدرس 325سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني ، تهذيب د. مبارك العسكر - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- تهذيب الشيخ د. مبارك بن ناصر العسكر
 الدرس 324سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني ، تهذيب د. مبارك العسكر - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- تهذيب الشيخ د. مبارك بن ناصر العسكر
 الدرس 323سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني ، تهذيب د. مبارك العسكر - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- تهذيب الشيخ د. مبارك بن ناصر العسكر