مكانة صلاة الجمعة في الإسلام

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الثلاثاء 6 شعبان 1446هـ | عدد الزيارات: 67 القسم: خطب الجمعة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا[الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:

فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وخير الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة .

عباد الله، صلاة الجمعة من الشعائر التي عظَّمها الله تعالى، وأمر بتعظيمها؛ قال سبحانه معظمًا شأن الجمعة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ[الجمعة: 9]، فإذا نُودِيَ بالأذان، حرُم اللهو، والبيع، والصناعات كلها، والنوم، وأن يأتي الرجل أهله، وأن يكتب كتابًا؛ وهذا قول الجمهور.

عباد الله، ينبغي للمسلم أن يتهيأ لصلاة الجمعة، ويتهيأ للجمعة بالغُسْلِ، واستعمال السواك والطِّيب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:"الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلمٍ، وأن يستنَّ - أي: يدلك أسنانه بالسواك - وأن يَمَسَّ طِيبًا إن وَجَدَ[رواه البخاري]..

وصلاة الجمعة فرضُ عينٍ على الرجال، وهي أفضل من صلاة الظهر بلا نزاع، بل هي مستقلة بذاتها، ليست بدلًا عن الظهر، وإنما الظهر بدل عنها إذا فاتت.

عباد الله، ومن أهم مقاصد الخطبة موعظة الناس وتذكيرهم؛ عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: "كانت للنبي صلى الله عليه وسلم خطبتان، يجلس بينهما؛ يقرأ القرآن، ويذكِّر الناس"؛ [رواه مسلم].

ويُستحَب قراءة سورة "ق" أحيانًا؛ عن أم هشام بنت حارثة رضي الله عنها قالت: "ما أخذت ﴿ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ[ق: 1]، إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر، إذا خطب الناس[رواه مسلم]

وسبب اختيار النبي صلى الله عليه وسلم هذه السورة؛ لِما اشتملت عليه من ذكر البعث والموت، والمواعظ الشديدة، والزواجر الأكيدة.

هذا، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب؛ فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ؛ أما بعد:

عباد الله، هناك آداب ينبغي أن يتأدب بها المسلم عند مجيئه لصلاة الجمعة، فمن الآداب الواجبة: أن يصلي ركعتين تحيةً للمسجد للأمر العام؛ ولقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب، فليركع ركعتين، وليتجوَّز فيهما[رواه مسلم].

ومن الآداب : أن يدنوَ من الإمام، وهو أمرٌ قلَّ الحريصون عليه، وغفل الكثير عما ورد فيه من ترغيب؛ ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "احضُروا الذكر، وادنوا من الإمام؛ فإن الرجل لا يزال يتباعد حتى يؤخَّر في الجنة، وإن دخلها[صحيح أبي داود للألباني].

ومن الآداب المستحبة: أن يجلس حيث وجد المكان؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يُقِيمَنَّ أحدكم أخاه يوم الجمعة، ثم ليخالف إلى مقعده فيقعد فيه، ولكن يقول: افسحوا[رواه مسلم]؛ أي: يقول ذلك قبل الخطبة.

ومن الآداب الواجبة: أن يُنْصِتَ إذا بدأ الإمام يخطب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة: أنصت والإمام يخطب، فقد لَغَوتَ[رواه البخاري ومسلم]

ومن الآداب المستحبة: أن يتحول من مكانه إذا نَعَسَ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا نعسَ أحدُكم وَهوَ في المسجدِ فليتحوَّل من مجلسِهِ ذلِكَ إلى غيرِهِ[صحيح، أبي داود للألباني].

ومن الآداب الواجبة: ألَّا يتخطى رقاب الناس، ولا يفرِّق بينهم؛ قال عبدالله بن بسر رضي الله عنه: "جاء رجل يتخطَّى رقاب الناس يوم الجمعة، والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اجلس؛ فقد آذيت[صحيح أبي داود للألباني]؛ آذيت: بتخطيك رقاب الناس.

ثم اعلموا - بارك الله فيكم - أن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، واعلموا أن الله تعالى أمركم بالصلاة والسلام على النبي؛ فقال جل شأنه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[الأحزاب: 56]، وقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من صلى عليَّ صلاةً، صلى الله عليه بها عشرًا".

فاللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين والصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين .




التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

7 + 7 =

/500
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي