الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد؛
قوله :" قال البغوي : العرَّافُ الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك ا.هـ "
قوله : (البَغَوي)، هو الإمام الحافظ الجليل الحسين بن مسعود بن الفراء ، المعروف بمحيي السنة الشافعي ، صاحبُ التصانيف وعالم أهل خراسان ، وكان ثقة فقيها زاهدا مات في شوال سنة ست عشرة وخمسمائة .
ظاهر كلام البغوي أنَّ العرَّافَ هو الذي يخبرُ عن الواقع كالمسروق والضالة .
قوله "وقيل هو الكاهنُ ، والكاهنُ هو الذي يخبرُ عن المغيبات في المستقبل "
، وقيل الذي يخبر عما في الضمير " أي فيقول : أراد فلان كذا وقصد كذا ،
قوله :"وقال أبو العباس بن تيمية : العراف : اسم للكاهن ، والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق ، وقال ابن عباس : في قوم يكتبون (أبا جاد) ، وينظرون في النجوم ، ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق "
هذه النصوص والآثار تدل على أن هؤلاء الكهنة والسحرة والرمالين هم المذمومون وهم الذين يدَّعونَ علم الغيب.
قوله :" وقال ابن عباس في قوم يكتبون (أبا جاد ) "
أي حروف (أبجد) ، وهي حروف الهجاء فيكتبون الحروف ويضمونها إلى بعض ويقولون يقع كذا ويقع كذا .
قوله "، وينظرون في النجوم :(ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق)" .
أي من حظ ولا نصيب ؛ لأن فيه ادّعَاءَ علمِ الغيب ، وهذا كفر.
قوله :" فيه مسائل :
الأولى: أنه لا يجتمع تصديق الكاهن مع الإيمان بالقرآن ، يؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم " من أتى كاهنا، فصدقه بما يقول فقد برئ مما أنزل الله على محمد " وَوَجْهُهُ أنه كذَّبَ بالقرآن ، وهذا من أعظم الكفر.
الثانية: التصريح بأنه كفر تؤخذ من قوله :" فقد برئ مما أنزل الله على محمد " ، وسبق تصحيح لفظ الحديث للألباني .
الثالثة: ذكرُ من تكهن له تؤخذ من حديث عمران بن حصين مرفوعا حيث قال : " ليس منا من تطير أو تطير له " أي إنه كالكاهن في براءة النبي صلى الله عليه وسلم منه.
الرابعة: ذكر من تطير له .تؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم :" أو تطير له ".
الخامسة :ذكر من سحر له ، تؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم :" أو سحر له "
السادسة :ذكر من تعلم (أبا جاد) ، هي الحروف الهجائية المعروفة بـ( أبجد هوز).
السابعة : ذكر الفرق بين الكاهن والعراف "، الكاهن من يخبر عن المغيبات في المستقبل، والعراف من يدَّعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة.
وبالله التوفيق.
1434/3/16 هـ