الدرس 188 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للالباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " أَحْسِنُوا الأصواتِ في القرآنِ ".
ضعيف جدا.
أخرجه الطبراني عن نُعَيْم بن حماد أخبرنا عَبْدةُ بن سليمان عن سعيد أبي سعد البقال عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وهذا إسناد ضعيف جدا ، الضحاك وهو ابن مزاحم لم يسمع من ابنِ عباس. وسعيدُ وهو ابن مرزبان العبسي ، ضعيفٌ مدلسٌ، ونعيمُ بن حماد ضعيفٌ متهمٌ.

2 -" أحسنُ الناسِ قراءةً مَنْ إذا قرأ القرآنَ يتحزَّنُ به "
ضعيف.
رواه الطبراني عن ابن لهيعة عن عمرو بن دينار عن طاووس عن ابن عباس مرفوعا.

وهذا إسناد ضعيف، فإن ابن لهيعة سيءُ الحفظِ.

3 -"من أعيته المكاسبُ فعليه بتجارة الأنبياء- يعني الغنمَ - إنها إذا أقبلت، وإذا أدبرت أقبلت ".
موضوع.
رواه ابنُ عساكر عن إسحاق بن بشر: أنبأنا مقاتلٌ عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وهذا إسنادٌ موضوع، مقاتلٌ - وهو ابن سليمان البلخي المفسر - وإسحاق بن بشر كلاهما كذاب، فأحدهما آفته. والضحاكُْ - وهو ابن مزاحم - لم يسمع من ابن عباس.

4 - " مَنْ أعيته المكاسبُ فعليه بمصر، وعليه بالجانب الغربي منها ".
ضعيف.
رواه ابن عساكر عن سليم بن منصور: أخبرنا أبي أخبرنا ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرٍو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره

وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالضعفاء: الأول: ابنُ لهيعة سيء الحفظ. الثاني: منصور وهو ابن عمار الواعظ، قال الذهبي في آخر ترجمته " وساق له ابنُ عدي أحاديثَ تدل على أنه واه في الحديث ".

5 - " الجَنَّةُ مائةُ درجة، ما بين كل درجتين خمسمائةِ عام ٍ".
منكر بلفظ: " خمسمائة ".
رواه الطبراني وأبو نُعيم من طريق يحيى الحماني: حدثنا شريك عن محمد بن جحادة عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا.

وهذا سند ضعيف، شريك وهو ابن عبد الله القاضي ضعيف لسوء حفظه. ومثله يحيى، وهو ابن عبد الحميد الحماني.

6 - " إن في الجنة مائة درجة، لوأن العالمين اجتمعوا في إحداهن لوسعتهم ".
ضعيف.
أخرجه الترمذيُّ وأحمدُ وابنُ عساكر من طريق ابنِ لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وقال الترمذي مُضَعِفًا: " حديث غريب ".
قلت:وذلك لأن ابن لهيعة ودراجًا ضعيفان .

7 - " لأن يؤدب الرجل ولده، أوأحدُكم ولدَه خيرٌ له من أن يتصدقَ كلَّ يومٍ بنصفِ صاعٍ ".
ضعيف جدا.
أخرجه الترمذي والحاكم وأحمد وعنه الطبراني والسهمي من طرق عن ناصح أبي عبد الله عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وقال الترمذي: " حديث غريب، وناصحُ بنُ علاءِ الكوفي، ليس عند أهل الحديث بالقويِّ ، ولا يعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه ".

8 - " منَِ اغتيبَ عنده أخوه المسلمُ، وهو يستطيع نصره فنصره، نصره الله في الدنيا والآخرة، فإن استطاع نصرَه، فلم ينصرْه، أدركه اللهُ به في الدنيا والآخر ".
ضعيف جدا.
أخرجه ابن وهب : حدثني الحارث بن نبهان عن أبان عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

وهذا إسناد ضعيف جدا، أبانُُ وهو ابن أبي عياش متروك، وكذلك الحارث بن نبهان.

9 - " إنَّ أحَدَكم مرآةُ أخيه، فإنْ رأى به أذىً فليمطه عنه ".
ضعيف جدا.
رواه عبد الله بن المبارك وعنه الترمذي وابن أبي شيبة والسمناني وأبو الحسن الحربي وابن عساكر عن يحيى بن عبيد الله قال: سمعت أبي قال: سمعت أبا هريرة يقول مرفوعا. وقال الترمذي: " ويحيى بن عبيد الله ضعفه شعبة، وفي الباب عن أنس ". قلت: يحيى هذا متروك".

10 - " مَنْ رَابَطَ فُوَاقَ ناقَةٍ حَرَّمَهُ اللهُ على النارِ".

ضعيف جدا.
رواه العقيلي عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني قال: حدثنا سليمان بنُ مرقاع الجندعي عن مجاهد عن عائشة مرفوعا، وقال: " منكرٌ، لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به ". يعني ابنَ مرقاعٍ هذا، وقال فيه: " منكر الحديث، ولا يتابع على حديثه ". والجدعاني متروك الحديث.

والله المستعان