ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

الدرس 188: باب: ما جاء في قوله تعالى: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الثلاثاء 12 شعبان 1435هـ | عدد الزيارات: 2487 القسم: شرح وتحقيق كتاب التوحيد -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

قول المصنف: باب ما جاء في قول الله تعالى:"وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

(الزمر 67)

هذه الآية تبين عظمةَ قدرتِه سبحانه وتعالى وأنه يطوي السموات والأرض، ومن كان بهذه المتانة فهو أحق أن يعبد ويطاع، وهو الذي له الكمال في صفاته وأفعاله لا شبيه له ولا ند له، ولا يقاس بخلقه فهو القادر على كل شيء سبحانه.

قول المصنف: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال "جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الأحْبَارِ إلى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَقالَ: يا مُحَمَّدُ، إنَّا نَجِدُ: أنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ السَّمَوَاتِ علَى إصْبَعٍ، والأرَضِينَ علَى إصْبَعٍ، والشَّجَرَ علَى إصْبَعٍ، والمَاءَ على إصْبَعٍ والثَّرَى علَى إصْبَعٍ، وسَائِرَ الخَلَائِقِ علَى إصْبَعٍ، فيَقولُ: أنَا المَلِكُ، فَضَحِكَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الحَبْرِ، ثُمَّ قَرَأَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ }" الآية.

جاء الحديث في رواية البخاري في صحيحه عن عبد الله بن مسعود بهذا اللفظ:"جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الأحْبَارِ إلى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَقالَ: يا مُحَمَّدُ، إنَّا نَجِدُ: أنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ السَّمَوَاتِ علَى إصْبَعٍ، والأرَضِينَ علَى إصْبَعٍ، والشَّجَرَ علَى إصْبَعٍ، والمَاءَ والثَّرَى علَى إصْبَعٍ، وسَائِرَ الخَلَائِقِ علَى إصْبَعٍ، فيَقولُ: أنَا المَلِكُ، فَضَحِكَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الحَبْرِ، ثُمَّ قَرَأَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}" [الزمر: 67].

وجاء في صحيح مسلم عن ابن مسعود بلفظ "جَاءَ حَبْرٌ إلى النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَقالَ: يا مُحَمَّدُ، أوْ يا أبا القاسم إنَّ اللَّهَ يمسك السَّمَوَاتِ يوم القيامة علَى إصْبَعٍ، والأرَضِينَ علَى إصْبَعٍ، والجبال والشَّجَرَ علَى إصْبَعٍ، والمَاءَ والثَّرَى علَى إصْبَعٍ، وسَائِرَ الخَلَائِقِ علَى إصْبَعٍ، ثم يهزهنَّ فيَقولُ: أنَا المَلِكُ، فَضَحِكَ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تعجبا مما قال الحبر ؛ تصديقا له ، ثُمَّ قَرَأَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}"

قول ابن مسعود رضي الله عنه :"جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الأحْبَارِ إلى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، (الحَبْرُ) هو العالم من علماء اليهود، قال الله تعالى :"اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّه" (التوبة 31) .

قول الحبر: "إنَّا نَجِدُ" يجدون ذلك في التوراة

قوله ": أنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ السَّمَوَاتِ علَى إصْبَعٍ والأرَضِينَ علَى إصْبَعٍ "، (إصْبَعٍ) واحد الأصابع يذكّر ويُؤنّث.(الأرَضين) ،بفتح الراء، جمع أرض .

قوله"والشَّجَرَ علَى إصْبَعٍ"(الشجر) اسم جنس يشمل كل الشجر .

قوله :"والمَاءَ والثَّرَى علَى إصْبَعٍ،" (الثرى) الترابُ النَّدِيُّ.

قوله :"وسَائِرَ الخَلَائِقِ علَى إصْبَعٍ،"أي باقي المخلوقات.

قوله:"فيَقولُ: أنَا المَلِكُ " ولا أحد ينازعه سبحانه في هذا.

قوله:"فَضَحِكَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الحَبْرِ"أي لمَّا سمع النبي صلى الله عليه وسلم كلام هذا الحبر ضحك سرورًا بهذا. و(النواجذ) هي أوائل الأضراس ، وكان صلى الله عليه وسلم إذا ضحك يتبسم فقط ، وإذا بالغ في التبسم بدت نواجذه.

قوله "ثُمَّ قَرَأَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}"[الزمر: 67]" تلا. الرسول صلى الله عليه وسلم الآية ؛ تصديقًا له.

وبالله التوفيق

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً.

1435/8/12 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

9 + 6 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 118 الجزء الثالث ‌‌هل الرسول أوصى بالخلافة لعلي رضي الله عنه ؟ - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 116 الجزء الثالث حكم التوسل بالموتى وزيارة القبور - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 115 الجزء الثالث ‌‌حكم ما يسمى بعلم تحضير الأرواح  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 114 الجزء الثالث ‌‌إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 113 الجزء الثالث : تابع الدروس المهمة لعامة الأمة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر