الدرس 168 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- "براءة من الكبر: لبوس الصوف ومجالسة فقراء المسلمين وركوب الحمار واعتقال العنز ".
ضعيف جدا.
رواه أبو نعيم في " الحلية " عن القاسم بن عبد الله العمري عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة مرفوعا. وقال: " هذا حديث غريب لم نسمعه مرفوعا إلا من حديث القاسم عن زيد ". والقاسم هذا كذاب، يضع الحديث، كما قال أحمد وغيره

2- " من احتجم أواطلى يوم السبت أوالأربعاء، فلا يلومن إلا نفسه من الوضح ".
ضعيف.
رواه البغوي في " حديث علي بن الجعد " : حدثنا علي حدثنا عبد العزيز بن عبد الله عن عون مولى أم حكيم عن الزهري مرفوعا.
وهذا إسناد ضعيف، فإنه مع إرساله، فيه جهالة، عون هذا - وهو مولى أم حكيم ابنة يحيى بن الحكم المديني

3-" لا قطع في زمن مجاعة ".
ضعيف.
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " عن عامر بن إبراهيم بن عامر بن إبراهيم: حدثنا أبي وعمي عن جدي حدثنا زياد بن طلحة عن مكحول عن أبي أمامة مرفوعا. أورده في ترجمة زياد هذا ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وكذلك بيض له أبو الشيخ .

4- " ابنوا المساجد، واتخذوها جما ".
ضعيف.
رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " وأبو عثمان النجيرمي في " الفوائد " والبيهقي عن هريم عن ليث عن أيوب عن أنس مرفوعا. قلت: وهذا سند ضعيف، قال عبد الحق في " الأحكام " : " ولم يتابع ليث على هذا وهو ضعيف"

5- " ابنوا المساجد، وأخرجوا القمامة منها، فمن بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة، قال رجل: وهذه المساجد التي تبنى في الطريق؟ قال: نعم، وإخراج القمامة منها مهو ر حور العين ".
ضعيف.
رواه الطبراني : حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة: أخبرنا أيوب بن علي حدثنا زياد بن سيار عن عزة بنت عياض قالت: سمعت أبا قرصافة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. قلت: وهذا إسناد
مظلم، من دون أبي قرصافة ليس لهم ذكر في شيء من كتب الرجال، حاشا محمد بن الحسن بن قتيبة، فإنه حافظ ثقة ثبت.

6- " أبو بكر خير الناس، إلا أن يكون نبيا ".
موضوع.
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " والديلمي عن إسماعيل بن زياد الأبلي: حدثني عمر بن يونس بن القاسم عن عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه مرفوعا وكذا رواه ابن عساكر والذهبي في ترجمة إسماعيل بن أبي زياد الشقري الخراساني، وقال: " تفرد به إسماعيل هذا، فإن لم يكن هو وضعه، فالآفة ممن دونه، مع أن معنى الحديث حق ". قلت: إسماعيل هذا ابن زياد الأبلي (وفي " الميزان " و" اللسان " (الأيلي) بالمثناة التحتية) لم أعرفه.

7- " أنا ابن الذبيحين ".
لا أصل له.
ولذلك بيض له الزيلعي في " تخريج الكشاف "، وتبعه الحافظ بن حجر في " تخريجه "، ثم تلميذه السخاوي في " المقاصد الحسنة"

سكت عنه الحاكم، وقال الذهبي "قلت: إسناده واه". وقال الحافظ ابن كثير في " تفسيره ": " وهذا حديث غريب جدا ". وبين علته السيوطي فقال في "الفتاوى": "هذا حديث غريب، وفي إسناده من لا يعرف حاله "

8- " إن أفضل الضحايا أغلاها وأسمنها ".
ضعيف.
أخرجه الإمام أحمد وأبو العباس الأصم في "حديثه" ومن طريقه الحاكم وكذا البيهقي وابن عساكر في "تاريخ دمشق" من طريق عثمان بن زفر الجهني.

عثمان هذا ليس بثقة، بل هو مجهول كما قال الحافظ في " التقريب "

9- " إن لأبي طالب عندي رحما، سأبلها ببلالها ".
ضعيف.
رواه السراج في "حديثه": حدثنا محمد بن طريف أبو بكر الأعين حدثنا الفضل بن موفق حدثنا عنبسة بن عبد الواحد القرشي عن بيان عن قيس عن عمرو بن العاص مرفوعا. قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات، غير الفضل بن موفق فهو ضعيف، كما قال أبو حاتم وغيره

10- " إن أتخذ منبرا، فقد اتخذه أبي إبراهيم، وإن أتخذ العصا فقد اتخذها أبي إبراهيم ".
منكر.
رواه أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج في " جزء من حديثه " والهيثم بن كليب في " مسنده " وابن عساكر وكذا أبو نعيم في " أخبار أصبهان " وكذا البزار والطبراني كلهم عن موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن السلولي عن معاذ مرفوعا.

قال البزار: " لا نعلمه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد ". وهو ضعيف جدا، موسى هذا منكر الحديث كما قال الحافظ تبعا لغيره من الأئمة، وقال الدارقطني: " متروك ". وذكر له ابن أبي حاتم في "العلل" أحاديث هذا أحدها، وقال عن أبيه: " هذه أحاديث منكرة، كأنها موضوعة، وموسى ضعيف الحديث جدا "

والله المستعان