الدرس 151 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1-" إن للشيطان كحلا ولعوقا ونشوقا، فأما لعوقه فالكذب وأما نشوقه فالغضب وأما كحله فالنوم ".
ضعيف جدا.
أخرجه الخرائطي في "مساوىء الأخلاق" وأبو علي الهروي في الجزء الأول من الثاني من "الفوائد" والقاسم بن عبد الرحمن بن عبد العزيز الحلبي في "حديث السقا" وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الشعب والأصبهاني في "الترغيب" من طرق عن الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وهذا إسناد ضعيف جدا، يزيد - وهو ابن أبان الرقاشي - ضعيف جدا. قال النسائي وغيره: " متروك ".وضعفه آخرون. والربيع بن صبيح ضعيف.

2- " سيد القوم خادمهم ".
ضعيف.
روي من حديث ابن عباس وأنس بن مالك وسهل بن سعد

قال الحافظ السخاوي في "المقاصد الحسنة": "وفي سنده ضعف وانقطاع ".

- أما حديث ابن عباس فيرويه يحيى بن أكثم القاضي عن المأمون قال: حدثني أبي عن جده عن المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس مرفوعا. قال الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة ": " وفي سنده ضعف وانقطاع "
- وأما حديث أنس، فيرويه حم بن نوح: حدثنا سلم ابن سالم عن عبد الله بن المبارك عن حميد الطويل عن أنس مرفوعا بلفظ: " خادم القوم سيدهم، وساقيهم آخرهم شربا " وهذا إسناد ضعيف جدا، علته سلم بن سالم وهو البلخي الزاهد، أجمعوا على ضعفه .

- وأما حديث سهل بن سعد، فقد أخرجه الحاكم في " التاريخ " بسند ضعيف كما حققته في تعليقي على " المشكاة " .
‌‌3 - " فضل الصلاة التي يستاك لها، على الصلاة التي لا يستاك لها سبعون ضعفا ".
ضعيف.
أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " والحاكم وأحمد والبزار في " مسنده " من طريق محمد بن إسحاق قال: فذكر محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

أشار ابن خزيمة إلى ضعف إسناده بقوله: " إن صح الخبر ". ثم قال: " إنما استثنيت صحة هذا الخبر، لأني خائف أن يكون ابن إسحاق لم يسمع من محمد بن مسلم، وإنما دلسه عنه "

4- " نهى أن يدخل الماء إلا بمئزر ".
ضعيف.
أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " والحاكم عن الحسن بن بشر الهمداني عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا. وقال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين "! وقال الذهبي: " على شرط مسلم ". وأقول: بل هو ضعيف الإسناد، لأن الهمداني هذا لم يخرج له مسلم، وهو مختلف فيه، قال الحافظ: " صدوق يخطىء ". وأبو الزبير - وإن أخرج له مسلم - فهو مدلس، وقد عنعنه.

5-"اختضبوا بالحناء، فإنه يسكن الروع، ويطيب الريح".
ضعيف.
واه أبو يعلى في "مسنده" وتمام في "الفوائد" عن الحسن بن دعامة: حدثني عمر بن شريك - يعني ابن أبي نمرة - عن أبيه عن أنس مرفوعا.

وهذا إسناد ضعيف، الحسن بن دعامة وعمر بن شريك مجهولان

6- " إذا ظهرت البدع، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فمن كان عنده علم فلينشره، فإن كاتم العلم يومئذ لكاتم ما أنزل الله على محمد ".
منكر.
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" عن محمد بن عبد الرحمن بن رمل الدمشقي: أخبرنا الوليد بن مسلم عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ ابن جبل مرفوعا. وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير ابن رمل هذا، ترجمة ابن عساكر، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

7- " إذا لعن آخر هذه الأمة أولها، فمن كتم حديثا، فقد كتم ما أنزل الله ".
ضعيف جدا.
أخرجه ابن ماجه : حدثنا الحسين بن أبي السري العسقلاني: حدثنا خلف بن تميم عن عبد الله بن السري عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قال البوصيري في "الزوائد": " في إسناده حسين بن أبي السري كذاب، وعبد الله بن السري ضعيف، وفي "الأطراف" أن عبد الله بن السري لم يدرك محمد بن المنكدر، وذكر أن بينهما وسائط، ففيه انقطاع أيضا "

8- " إذا ظهرت الحية في المسكن فقولوا لها: إنا نسألك بعهد نوح وبعهد سليمان بن داود أن لا تؤذينا، فإن عادت فاقتلوها ".
ضعيف الإسناد.
أخرجه أبو داود والترمذي واللفظ له من طريق ابن أبي ليلى عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال أبو ليلى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال: " حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث ابن أبي ليلى ". وهو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الكوفي القاضي، وهو صدوق سيء الحفظ جدا، فالإسناد من أجل ذلك ضعيف.

9-" ما من شيء إلا وهو ينقص إلا الشر يزداد فيه ".
ضعيف.
رواه أبو عمرو الداني في "الفتن"عن بقية عن أبي بكر ابن عبد الله بن أبي مريم عن زيد بن أرطاة قال: حدثنا إخواننا عن أبي الدرداء مرفوعا.

وهذا سند ضعيف، من أجل ابن أبي مريم، فقد كان اختلط. وبقية مدلس وقد عنعنه.

10- " إن الله أجاركم من ثلاث خلال: أن لا يدعوعليكم نبيكم فتهلكوا جميعا، وأن لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق، وأن لا تجتمعوا على ضلالة ".
ضعيف بهذا التمام.
أخرجه أبو داود : حدثنا محمد بن عوف الطائي حدثنا محمد بن إسماعيل حدثني أبي: قال ابن عوف: وقرأت في أصل إسماعيل قال: حدثني ضمضم عن شريح عن أبي مالك - يعني الأشعري - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنه منقطع بين شريح - وهو ابن عبيد الحضرمي المصري - وأبي مالك الأشعري، فإنه لم يدركه كما حققه الحافظ في "التهذيب"

والله المستعان

1443/10/6هـ