الدرس 152 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1-" خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الآخرون أرذل ".
ضعيف.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" والحاكم من طريق أبي بكر بن أبي شيبة: أخبرنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن جده عن جعدة بن هبيرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. ثم أخرجه الطبراني من طريق أبي كريب: أخبرنا ابن إدريس به. وسكت الحاكم عنه، وقال الحافظ في "الفتح": "رواه ابن أبي شيبة والطبراني، ورجاله ثقات، إلا أن جعدة مختلف في صحبته".

2- " الهرة لا تقطع الصلاة، لأنها من متاع البيت ".
ضعيف مرفوعا.
أخرجه ابن ماجه والمخلص في "حديثه" كما في "المنتقى منه" وابن خزيمة في " صحيحه" وابن عدي في "الكامل" والحاكم من طريق عبيد الله بن عبد المجيد عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم، لاستشهاده بعبد الرحمن بن أبي الزناد مقرونا بغيره ". ووافقه الذهبي. والصواب أنه ليس على شرط مسلم ما دام أنه تفرد به عبد الرحمن وهو لم يخرج له إلا مقرونا، ثم إن في حفظه كلاما، فالحديث حسن فقط، إن سلم من الوقف والشطر الآخر منه.

3- " الهوى مغفور لصاحبه ما لم يعمل به أويتكلم ".
منكر.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" من طريق المسيب بن واضح: حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وقال: " تفرد بهذا اللفظ المسيب عن ابن عيينة، وخالفه أصحاب قتادة منهم شعبة وهمام وهشام وأبان وشيبان وأبو عوانة وحماد بن سلمة، فرووه عنه بلفظ: "إن الله تجاوز عن أمتى ما وسوست به صدورها ما لم تعمل به أوتتكلم ". وهذا هو الصحيح المحفوظ، وأما لفظ المسيب فمنكر، لأنه ضعيف الحفظ مع مخالفته للثقات

4- " عليكم بالشفاءين: العسل، والقرآن ".
ضعيف.
رواه ابن ماجه والحاكم وابن عدي والخطيب وابن عساكر عن زيد بن الحباب عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله مرفوعا.

قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذهبي. وإنما هو على شرط مسلم، فإن أبا الأحوص - وهو عوف بن مالك الجشمي - لم يحتج به البخاري في صحيحه، لكن أبو إسحاق هذا مدلس مع أنه كان اختلط.

5- " كان إذا أراد أمرا قال: اللهم خر لي واختر لي ".
ضعيف.
أخرجه الترمذي وابن السني في "عمل اليوم والليلة" وابن عدي وكذا تمام في "الفوائد " والخرائطي في "مكارم الأخلاق" من طريق زنفل بن عبد الله العرفي عن ابن أبي مليكة عن عائشة عن أبي بكر الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم كان … وقال الترمذي: "حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث زنفل، وهو ضعيف عند أهل الحديث، ولا يتابع عليه"

6- " إن الله أعطاني ثلاث خصال لم يعطها أحدا قبلي: الصلاة في الصفوف، والتحية
من تحية أهل الجنة وآمين، إلا أنه أعطى موسى أن يدعو، ويؤمن هارون ".
ضعيف جدا.
رواه ابن خزيمة في " صحيحه " وابن عدي والحارث بن أبي أسامة عن زربي مولى آل مهلب قال: سمعت أنس مرفوعا. وقال ابن عدي: " وأحاديث زربي وبعض متون أحاديثه منكرة "

7- " إن الله أعطاني فارس ونساءهم وأبناءهم وسلاحهم وأموالهم، وأعطاني الروم ونساءهم وأبناءهم وسلاحهم وأموالهم، وأمدني بحمير ".
ضعيف.
رواه ابن عساكر عن بقية بن الوليد عن يحيى (كذا ولعله بحير) بن سعد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن سعد أنه قال: فذكره مرفوعا.
أورده في ترجمة عبد الله بن سعد - وهو الأنصاري الحزامي - وذكر أن له صحبة. وهذا إسناد ضعيف، بقية بن الوليد مدلس، وقد عنعنه

8- إذا اغتاب أحدكم أخاه فليستغفر الله له، فإن ذلك كفارة له ".
موضوع.
أخرجه ابن عدي في "الكامل" والسكن بن جميع في "حديثه" والواحدي في " تفسيره " من طريق سليمان ابن عمرو عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكره.
قلت: سليمان هذا هو أبو داود النخعي، وهو كذاب مشهور.

9- "كفارة من اغتبت أن تستغفر له".
ضعيف.
روي عن أنس من طرق:

الأولى: عن عنبسة بن عبد الرحمن القرشي عن خالد بن يزيد اليمامي عنه مرفوعا.
قلت: وعنبسة هذا، قال البخاري: " ذاهب الحديث ". وخالد بن يزيد اليمامي لم أعرفه.
الثانية: عن أشعث بن شبيب: حدثنا أبو سليمان الكوفي حدثنا ثابت عن أنس .

وهذا إسناد ضعيف مظلم، لم أعرف أبا سليمان هذا، ولا الراوي عنه، وسكت السيوطي عنه، وقال السخاوي في " المقاصد ": " وهو ضعيف أيضا ".
الثالثة: عن دينار بن عبد الله عنه مرفوعا. أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " . وهذا موضوع، دينار هذا قال الذهبي عنه: " ذاك التالف المتهم، قال ابن حبان: يروي عن أنس أشياء موضوعة ".

10- " من اغتاب رجلا ثم استغفر له غفرت له غيبته ".
موضوع.
رواه أبو بكر الدقاق في "حديثه" عن حفص بن عمر بن ميمون عن المفضل بن لاحق عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا.
وهذا إسناد موضوع، آفته حفص هذا وهو الأبلي. قال أبو حاتم: " كان شيخا كذابا "

والله المستعان

1443/10/21هـ