الدرس 130 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " الزهادة في الدنيا تريح القلب والبدن ".
ضعيف
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" وابن عدي في "الكامل" والطبراني في " الأوسط " من طريق أشعث ابن براز عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف جدا، علي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف. وأشعث بن براز ضعيف جدا، قال البخاري: "منكر الحديث". وقال النسائي: "متروك الحديث". وضعفه متفق عليه.

2- "أزهد الناس من لم ينس القبر والبلى، وترك أفضل زينة الدنيا، وآثر ما يبقى على ما يفنى، ولم يعد غدا من أيامه، وعد نفسه في الموتى ".
ضعيف
رواه ابن أبي الدنيا في " ذم الدنيا " عن سليمان بن فروخ عن الضحاك بن مزاحم قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله من أزهد الناس؟ قال: من لم ينس …
وهذا إسناد ضعيف مرسل الضحاك هو ابن مزاحم الهلالي. قال الحافظ: " صدوق، كثير الإرسال "

3- " ما تزين الأبرار في الدنيا بمثل الزهد في الدنيا ".
موضوع
رواه أبو يعلى في " مسنده " عن سليمان الشاذكوني: حدثنا إسماعيل بن أبان: حدثنا علي بن الحزور قال: سمعت أبا مريم يقول: سمعت عمار بن ياسر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
هذا إسناد هالك مسلسل بالعلل السوداء!
1 - أبو مريم وهو الثقفي. قال الحافظ: " مجهول ".
2 - علي بن الحزور. قال: " متروك شديد التشيع ".
3 - إسماعيل بن أبان وهو الغنوي الخياط الكوفي. قال الحافظ:" متروك رمي بالوضع ".
4- سليمان الشاذكوني وهو ابن داود. متهم بالوضع والكذب في الحديث. أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال: " قال ابن معين: كان يكذب. وقال البخاري: فيه نظر".

4- " يا عائشة! إن أردت اللحوق بي، فليكفك من الدنيا كزاد الركب، ولا تستخلقي ثوبا حتى ترقعيه، وإياك ومجالسة الأغنياء ".
ضعيف جدا
أخرجه الترمذي وابن سعد في " الطبقات " وابن أبي الدنيا
في " ذم الدنيا " والحاكم وابن عدي في " الكامل " والبغوي في " شرح السنة " من طريق سعيد بن محمد الوراق عن صالح بن حسان عن عروة بن الزبير عن عائشة مرفوعا. وقال الترمذي " هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث صالح بن حسان وسمعت محمدا (يعني البخاري) يقول: هو منكر الحديث ". وقال ابن عدي: " صالح بن حسان بعض أحاديثه فيه إنكار، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق ".

5-" من تواضع لله رفعه الله، وقال: انتعش رفعك الله، فهو في نفسه صغير، وفي أعين الناس عظيم، ومن تكبر خفضه الله، وقال: اخسأ خفضك الله، فهو في نفسه كبير، وفي أعين الناس صغير، حتى يكون أهون عليهم من كلب ".
موضوع
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " وعنه أبو نعيم في " الحلية " والحسن بن علي الجوهري في " مجلس من الأمالي " والخطيب في " تاريخ بغداد " من طريق سعيد بن سلام العطار: حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن عابس بن ربيعة قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: "يا أيها الناس تواضعوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: … " فذكره.

قال الطبراني وأبو نعيم والخطيب واللفظ لهما: " غريب من حديث الثوري تفرد به سعيد ابن سلام " وهو كذاب كما في "المجمع".

6- " ائتوا المساجد حسرا ومقنعين، فإن ذلك من سيما (وفي لفظ: فإن العمائم تيجان) المسلمين ".
موضوع
رواه ابن عدي عن مبشر بن عبيد عن الحكم عن يحيى الجزار باللفظ الأول، وعن عبد الرحمن بن أبي ليل باللفظ الآخر عن علي بن أبي طالب مرفوعا.قال: "ومبشر هذا بين الأمر في الضعف، وعامة ما يرويه غير محفوظ ". قال الإمام أحمد:" كان يضع الحديث ".

7- ‌" لتقاتلن المشركين حتى تقاتل بقيتكم الدجال، على نهر بالأردن، أنتم شرقيه، وهم غربيه، وما أدري أين الأردن يؤمئذ من الأرض ".
ضعيف
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " وابن أبي خيثمة في " التاريخ " وابن أبي عاصم في " الآحاد " والبزار في " مسنده " والطبراني في " مسند الشاميين " وأحمد بن عبد الله بن رزيق البغدادي في " الأفراد والغرائب " وابن منده في " المعرفة " والديلمي في " مسند الفردوس " من طرق عن محمد بن أبان القرشي عن يزيد بن يزيد بن جابر عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عن نهيك بن صريم السكوني مرفوعا.

وهذا إسناد ضعيف، محمد بن أبان القرشي قال الذهبي في " الميزان ": " ضعفه أبو داود وابن معين، وقال البخاري: ليس بالقوي ".

8- " أبشر فإن الجالب إلى سوقنا كالمجاهد في سبيل الله، والمحتكر في سوقنا كالملحد في كتاب الله ".
منكر
رواه الحاكم عن إسماعيل بن أبي أويس: حدثني محمد بن طلحة عن عبد الرحمن بن طلحة عن عبد الرحمن بن أبي بكر بن المغيرة عن عمه اليسع بن المغيرة قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل بالسوق يبيع طعاما بسعر هو أرخص من سعر السوق، فقال: تبيع في سوقنا بسعر هو أرخص من سعرنا؟ قال: نعم. قال: صبرا واحتسابا؟ قال: نعم. قال: فذكره.

سكت عليه الحاكم! وقال الذهبي: "قلت: خبر منكر، وإسناد مظلم". وأعله الحافظ العراقي بقوله في " تخريج الإحياء": "وهو مرسل". بل هو معضل، فإن اليسع هذا يروي عن عطاء بن أبي رباح وابن سيرين، ثم هو مع إرساله قال أبو حاتم فيه: " ليس بالقوي ". وقال الحافظ: " لين الحديث ".

9- " إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات.. ".
ضعيف
أخرجه البخاري وأحمد والمروزي في " زوائد الزهد " والبيهقي في " الشعب " من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعا .
وهذا إسناد ضعيف، وله علتان:
الأولى: سوء حفظ عبد الرحمن هذا مع كونه قد احتج به البخاري، فقد خالفوه وتكلموا فيه من قبل حفظه، وليس في صدقه

والأخرى: مخالفة الإمام مالك إياه في رفعه.

10-" آخر قرية من قرى الإسلام خرابا المدينة ".
ضعيف
رواه الترمذي وابن حبان وأبو عمرو الداني في " السنن الواردة في الفتن " عن سلم بن جنادة قال: حدثني أبي عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا. وقال الترمذي " هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث جنادة عن هشام بن عروة، قال: تعجب محمد بن إسماعيل من حديث أبي هريرة هذا "

والله المستعان

1443/5/20هـ