الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
قول المصنف "باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات ".
هذا الباب عقده المؤلف لبيان وجوب إثبات أسماء الله وصفاته على الوحه اللائق به سبحانه وتعالى من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل وأن لا يغتر بأقوال أهل الاعتزال وأهل الباطل ، بل يجب الأخذ بما قاله أهل السنة والجماعة وهو الذي جاءت به الرسل جاءوا بإثبات أسماء الله وصفاته على الوجه اللائق به.
قوله "باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات"
الجحد هو الإنكار، وأطلق المصنف الترجمة ولم يحكم على جاحد الأسماء والصفات وحكمه الكفر
، والتوحيد ثلاثة أنواع :
1- توحيد الألوهية
2- توحيد الربوبية
3- توحيد الأسماء والصفات
وأنكر الجهمية الأسماء والصفات وتأولوا الأسماء حتى صاروا معطلة ، ومقتضى قولهم نفي وجود الله بالكلية ؛ ولهذا حكم عليهم أهل السنة بالكفر ، والواجب قتلهم إن لم يتوبوا فيستتابوا وذلك لإنكارهم ما جاء في الكتاب العزيز والسنة المطهرة والإجماع.
قول المصنف " وقول الله تعالى " وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَٰنِ ۚ " (الرعد 30) ، أي لا يقرون به ؛ لأنهم يأبون من وصف الله بالرحمن الرحيم ومطابقة الآية للترجمة ظاهرة ؛ لأن الله تعالى سمَّى جحود اسم من أسمائه كفرا فدل على أن جحود شيء من أسماء الله وصفاته كفر ، فالجهمية والمعتزلة ونحوهم لا يقرون بشيء من ذلك ؛ لأن الأسماء عندهم أعلام محضة لا تدل على صفات قائمة
فقوله "وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَٰنِ ۚ الآية " أي كفار قريش يكفرون بهذا الاسم ، ففي صلح الحديبية " جَاءَ سُهَيْلُ بنُ عَمْرٍو، فَقالَ: هَاتِ اكْتُبْ بيْنَنَا وبيْنَكُمْ كِتَابًا، فَدَعَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الكَاتِبَ، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قالَ سُهَيْلٌ: أمَّا الرَّحْمَنُ، فَوَاللَّهِ ما أدْرِي ما هو، ولَكِنِ اكْتُبْ «باسْمِكَ اللَّهُمَّ" رواه البخاري في صحيحه
وبالله التوفيق
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
1434/4/22هـ