الدرس129 باب قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءامَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ. (3)

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الأحد 21 ربيع الثاني 1434هـ | عدد الزيارات: 1762 القسم: شرح وتحقيق كتاب التوحيد -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
قال المصنف "عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به" قال النووي " حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح "

قلت: ضعفه ابن رجب في كتابه (جامع العلوم والحكم) ، الحديث رقم (41)حيث قال " قلتُ تصحيح هذا الحديث بعيد جدًا من وجوه : منها أنه حديث ينفرد به نعيم بن حماد المروزي، ونعيم هذا وإن كان وثقه جماعة من الأئمة. وخرَّج له البخاري فإن أئمة الحديث كانوا يحسنون به الظن لصلابته في السنة وتشدده على أهل الرد في الأهواء وكانوا ينسبونه إلى أنه يهم ويشبه عليه في بعض الأحاديث فلما كثر عثورهم على مناكيره حكموا عليه بالضعف فروى صالح بن محمد الحافظ عن ابن معين أنه سئل عنه فقال ليس بشيء إنما هو صاحب سنة قال صالح، وكان يحدث من حفظه وعنده مناكير كثيرة لا يتابع عليها وقال أبو داود عند نعيم نحو عشرين حديثًا عن النبي ﷺ ليس لها أصل وقال النسائي ضعيف، وقال مرة ليس ثقة وقال مرة قد كثر تفرده عن الأئمة المعروفين في أحاديث كثيرة فصار في حد من لا يحتج به وقال أبو زرعة الدمشقي يصل أحاديث يوقفها الناس يعني أنه يرفع الموقوفات وقال أبو عروبة الخوافي هو مظلم الأمر وقال أبو سعيد بن يونس روى أحاديث مناكير عن الثقات ونسبه آخرون إلى أنه كان يضع الحديث " وقال الألباني في كتاب السنة لابن أبي عاصم " إسناده ضعيف رجاله ثقات غير نعيم بن حماد ضعيف لكثرة خطئه وقد اتهمه بعضهم"

وحيث إن الحديث لم تثبت صحته فقد صرفت النظر عن شرحه.

قال المصنف "وقال الشعبي: كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة، فقال اليهودي: نتحاكم إلى محمد عرف أنه لا يأخذ الرشوة، وقال المنافق: نتحاكم إلى اليهود لعلمه أنهم يأخذون الرشوة، فاتفقا أن يأتيا كاهنا في جهينة، فيتحاكما إليه، فنزلت: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ" (النساء 60)

وقال المصنف " وقيل: " نزلت في رجلين اختصما، فقال أحدهما: نترافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال الآخر: إلى كعب بن الأشرف، ثم ترافعا إلى عمر، فذكر له أحدهما القصة، فقال للذي لم يرض برسول الله صلى الله عليه وسلم أكذلك قال: نعم. فضربه بالسيف فقتله .

هذا الخبر لم يصح سنده؛ لأنه من رواية الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس – رضي الله عنهما ، وطريق الكلبي عن ابن عباس – رضي الله عنهما - من أوهى الطرق وأضعفها، فالخبر لم يصح أصلاً. .قال الذهبي في ميزان الاعتدال "أما الكلبي : فهو محمد بن السائب الكلبي ، أبو النضر الكوفى المفسر ، وهو وضاع مشهور. قال سفيان : قال لى الكلبي : كل ما حدثتك عن أبي صالح فهو كذب .وقال أحمد بن زهير: قلت لأحمد بن حنبل: يحل النظر في تفسير الكلبى ؟ قال: لا.
وقال ابن حبان:وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه ، يروي عن أبي صالح عن ابن عباس التفسير ، وأبو صالح لم ير ابن عباس ."

وقال السيوطي :"وأوهى طرقه – يعني طرق التفسير عن ابن عباس - طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ، "

وحيث لم يثبت الحديث فقد صرفت النظر عن شرحه.

قول المصنف : فيه مسائل :

الأولى: تفسير آية النساء وما فيها من الإعانة على فهم الطاغوت ، وهي قوله تعالى:"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ "(النساء60)، والطاغوت هو من يحكم بغير ما أنزل الله.

الثانية : تفسير آية البقرة " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ " (البقرة11) ، فيها دليل على أن النفاق فساد في الأرض ؛ لأنها في سياق المنافقين.

الثالثة : تفسير آية الأعراف "وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا" (الأعراف 56)، بإرسال الرسل ، ومن أعظم الإفساد في الأرض بعد إصلاحها الحكم بغير ما شرع الله.

الرابعة : تفسير " أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ " (المائدة 50)، المراد بحكم الجاهلية كل ما خالف الشرع ، واضيف للجاهلية للتنفير منه وبيان قبحه وأنه مبني على الجهل والضلال.

" الخامسة : ما قال الشعبي في سبب نزول الآية الأولى " سبق أن ذكرنا ضعف حديث الشعبي

" السادسة : تفسير الإيمان الصادق والكاذب " سبق أن ذكرنا ضعف الحديث.

" السابعة : قصة عمر مع المنافق" سبق أن ذكرنا ضعف الحديث .

"الثامنة : كون الإيمان لا يحصل لأحد حتى يكون هواه تبعا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم" سبق أن ذكرنا ضعف الحديث.

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1434/4/21هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

5 + 7 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 126 ‌‌بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 124 الجزء الثالث ‌‌أهمية الغطاء على وجه المرأة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 123 الجزء الثالث ‌‌حكم قيادة المرأة للسيارة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر