الدرس131: باب: من جحد شيئا من الأسماء والصفات 2

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 22 ربيع الثاني 1434هـ | عدد الزيارات: 1386 القسم: شرح وتحقيق كتاب التوحيد -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

قول المصنف :" وفي صحيح البخاري " قال علي : حدثوا الناس بما يعرفون ، أتريدون أن يكذب الله ورسوله " صحة لفظ البخاري "وَقَالَ عَلِيٌّ: حَدِّثُوا النَّاسَ، بما يَعْرِفُونَ أتُحِبُّونَ أنْ يُكَذَّبَ، اللَّهُ ورَسولُهُ "كتاب العلم باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا.

ومثله أنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ مَسْعُودٍ قالَ:" ما أنْتَ بمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ، إلَّا كانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً." أخرجه مسلم، وممن رأى التحديث ببعض دون بعض الإمام أحمد في الأحاديث التي ظاهرها الخروج على السلطان وأبو يوسف في الغرائب، ومن قبلهم أبو هريرة فقد قال : "حَفِظْتُ مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وِعَاءَيْنِ: فأمَّا أحَدُهُما فَبَثَثْتُهُ، وأَمَّا الآخَرُ فلوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هذا البُلْعُومُ. " والحديث أخرجه البخاري، والمعنى: أنَّه حَفِظَ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صِنفَينِ مُختلفَينِ مِن العِلمِ؛ أحدُهما: عِلمُ الشَّريعةِ المُتعلِّقُ بالعقائدِ والأحكامِ، وهذا قد نشَرَه وبلَّغه، وأمَّا الآخَرُ فلو بَلَّغه وتحدَّثَ به إلى النَّاسِ، لَذُبِحَ ذَبْحَ الشَّاةِ، مِن البُلعومِ، وهو مَجْرى الطَّعامِ. ولعلَّ هذا العِلمَ هو ما يَتعلَّقُ بأخْبارِ وُلاةِ السُّوءِ أو الفِتَنِ، كقَتْلِ عُثمانَ والحُسينِ رَضيَ اللهُ عنهما.

قوله: "قال عليّ" هو: أبو الحسن علي بن أبي طالب الهاشمي القُرشي(13 رجب 23 ق هـ - 21 رمضان 40 هـ) ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم وصهره، ، وأحد أصحابه ، هو رابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة ، ولد في مكة ، وأُمّه فاطمة بنت أسد الهاشميّة. أسلم قبل الهجرة وهوأوّل من أسلم من الصبيان. هاجر إلى المدينة المنورة بعد هجرة الرسول بثلاثة أيّام وآخاه النبي محمد مع نفسه حين آخى بين المسلمين، وزوجه ابنته فاطمة في السنة الثانية من الهجرة.

والمعنى أنه يجب على الواعظ والمذكر أن يذكر الناس بالألفاظ التي يعرفونها والأساليب التي يعقلونها حتى يستفيدوا وينتفعوا لأن كل قوم لهم أساليب فإذا حدثت قوما بمالا يفهمون قد يصدقونك على غير ما أردت وقد يفهمون غير ما قصدت سواء في أسماء الله وصفاته أو أحكامه أو غير ذلك والعرب أنفسهم يختلفون في فهمهم، فيحدث كلَّ أناس بما يفهمون من العبارات التي اعتادوها حتى يفهموا ما قلتُ وحتى لا يكذبَ الله ورسوله .وكأنه قال هذه المقالة لما كثر القصاص في وقته وهم الوعاظ ، والوعاظ يحرصون على أن يخوفوا الناس فيذكرون لهم كل ما قرؤوا أو سمعوا من الأخبار والأحاديث سواء كانت صحيحة أو غير صحيحة وسواء كان الناس يفهمونها أو لا يفهمونها وهذا أمر لا يجوز فالحاضرون يحدثون بما تتحمله عقولهم وبما ينفعهم أما ذكر الأشياء التي تشوش عليهم وقد تحمل بعضهم على التكذيب فهذا أمر محرم فينبغي للقاص والواعظ والخطيب والمتحدث أن يراعي أحوال السامعين فيتكلم معهم بما يناسب حالهم إن كان يتكلم في وسط علماء يتكلم بالكلام اللائق بأهل العلم وإن كان يتكلم في وسط عوام يتكلم بما يناسبهم وبما تتحمل عقولهم ويحرص على ما ينفعهم أيضا ويعلمهم أمور عقيدتهم وصلاتهم و عبادتهم ويحذرهم من المعاصي ومن المحرمات وهذه حكمة عظيمة من أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه أنه أمر أن يراعى أحوال الحاضرين والسامعين فيحدثون بما يتناسب مع مستواهم العلمي فهذه قاعدة للمتحدثين في كل وقت

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1434/4/22 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

2 + 3 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 126 ‌‌بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 124 الجزء الثالث ‌‌أهمية الغطاء على وجه المرأة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 123 الجزء الثالث ‌‌حكم قيادة المرأة للسيارة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
روابط ذات صلة