الدرس 125 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الأحد 8 جمادى الأولى 1443هـ | عدد الزيارات: 414 القسم: تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

‌‌1 - " كلم الله موسى ببيت لحم ".
ضعيف جدا
رواه ابن عساكر في " التاريخ " من طريق تمام الحافظ: حدثنا علي بن يعقوب بن شاكر: حدثنا أحمد بن أبي رجاء: حدثننا سعيد بن محمد المصيصي: نا يحيى بن صالح: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن مسلم عن أنس مرفوعا.
وهذا سند ضعيف جدا، مسلم هذا هو ابن كيسان الكوفي الملائي وهو ضعيف جدا، قال ابن معين:
" ليس بثقة ". وقال البخاري: " يتكلمون فيه "، وقال في موضع آخر: " ذاهب الحديث لا أروي عنه ". وقال النسائي: " متروك ". وسعيد بن عبد العزيز وهو التنوخي وهو ثقة لكنه كان اختلط.

2- "لقد أنزلت علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة، ثم قرأ: "قد أفلح المؤمنون. الذين هم في صلاتهم خاشعون". الآيات ".
منكر
أخرجه النسائي في " السنن الكبرى " والحاكم وكذا الترمذي وأحمد والعقيلي في " الضعفاء " من طريق عبد الرزاق: حدثنا يونس بن سليم قال: أملى علي يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب عن عروة عن عبد الرحمن بن عبد القاري: سمعت عمر بن الخطاب يقول: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يسمع عنده دوي كدوي النحل، فمكثنا ساعة، فاستقبل القبلة، ورفع يديه قال: اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وارض عنا، ثم قال: … " فذكره.
قال العقيلي في ترجمة يونس بن سليم هذا وهو الصنعاني: " لا يتابع على حديثه هذا، ولا يعرف إلا به "وقال النسائي: " هذا حديث منكر لا نعلم أن أحدا رواه غير يونس بن سليم، ولا نعرفه ".

3- "من سبح دبر كل صلاة مكتوبة مائة مرة، وكبر مائة مرة، وهلل مائة مرة، غفر الله له ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر ".
منكر
أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" ومحمد بن الحسن الطبري في "الأمالي" والسياق له من طريق يعقوب بن عطاء بن أبي رباح عن عطاء بن أبي علقمة ابن الحارث بن نوفل عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف، عطاء بن أبي علقمة بن الحارث مجهول كما في " التقريب ". ويعقوب بن عطاء بن أبي رباح مثله، وبه أعله النسائي.

4- " من قال إذا أصبح: سبحان الله وبحمده ألف مرة، فقد اشترى نفسه من الله تبارك وتعالى، وكان من آخر يومه عتيقا من النار ".
ضعيف
أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " عن الحارث بن أبي الزبير المدني مولى النوفليين قال: حدثني أبو يزيد اليمامي عن طاووس بن عبد الله بن طاووس عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره.
وهذا إسناد ضعيف مظلم، طاووس بن عبد الله لم أجد من ذكره، وكذا الراوي عنه أبو يزيد اليمامي.

5- " من قبل بين عيني أمه كان له سترا من النار ".
موضوع
أخرجه ابن عدي في " الكامل " وأبو بكر الخباز في " الأمالي" من طريق أبي صالح العبدي خلف بن يحيى قاضي الري: حدثنا أبو مقاتل عن عبد العزيز بن أبي رواد عن عبد الله بن طاووس عن أبيه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قال ابن عدي: "وهذا منكر إسنادا ومتنا، وعبد العزيز ابن أبي رواد عن ابن طاووس ليس بمستقيم، وأبو مقاتل ليس هو ممن يعتمد على رواياته ". قال الذهبي: " وهاه قتيبة شديدا، وكذبه ابن مهدي.. ". ثم ساق له هذا الحديث من مناكيره.

6- " من دخل المقابر، فقرأ سورة (يس) خفف عنهم يومئذ، وكان له بعدد من فيها حسنات ".
موضوع
أخرجه الثعلبي في " تفسيره " من طريق محمد بن أحمد الرياحي: حدثنا أبي: حدثنا أيوب بن مدرك عن أبي عبيدة عن الحسن عن أنس بن مالك مرفوعا.
وهذا إسناد مظلم هالك مسلسل بالعلل: الأولى: أبو عبيدة. قال ابن معين: " مجهول ".
الثانية: أيوب بن مدرك متفق على ضعفه وتركه، بل قال ابن معين: " كذاب ". وفي رواية: " كان يكذب ". وقال ابن حبان " روى عن مكحول نسخة موضوعة، ولم يره "!. قلت: فهو آفة هذا الحديث.
الثالثة: أحمد الرياحي، وهو أحمد بن يزيد بن دينار أبو العوام، قال البيهقي: " مجهول ". كما في " اللسان ".

7- " هل تدرون بعد ما بين السماء والأرض؟ إن بعد ما بينهما إما واحدة، أو اثنتان أوثلاث وسبعون سنة، ثم السماء فوقها كذلك حتى عد سبع سموات، ثم فوق السابعة بحر بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال، بين أظلافهم وركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم الله تبارك وتعالى فوق ذلك ".
ضعيف
أخرجه أبو داود وعنه البيهقي في " الأسماء والصفات " وابن ماجه وأحمد وابن خزيمة في " التوحيد " وعثمان الدارمي في " النقض على بشر المريسي " عن الوليد ابن أبي ثور، والترمذي وابن خزيمة في " التوحيد " عن عمرو بن أبي قيس، وأبو داود وعنه البيهقي عن إبراهيم بن طهمان ثلاثتهم عن سماك ابن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب قال: " كنت في البطحاء في عصابة فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمرت بهم سحابة ، فنظر إليها فقال: ما تسمون هذه؟ قالوا: السحاب، قال: " والمزن؟ " قالوا: والمزن، قال: " والعنان؟ " قالوا: والعنان، قال: " هل تدرون.. ".

وخالفهم في الإسناد والمتن شعيب بن خالد فقال: حدثني سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن عباس به، فأسقط منه الأحنف، فهذه مخالفته في السند. وأما مخالفته في المتن، فقال: بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة ".أخرجه الحاكم وأحمد من طريق يحيى بن العلاء عن عمه شعيب بن خالد" . وشعيب هذل ليس به بأس كما قال النسائي وغيره. فالعلة من ابن أخته يحيى بن العلاء فإنه متروك متهم.

8- " إن الله تبارك وتعالى قرأ (طه) و (يس) قبل أن يخلق آدم بألفي عام، فلما سمعت الملائكة القرآن قالوا: طوبى لأمة ينزل هذا عليهم، وطوبى لألسن تتكلم بهذا، وطوبى لأجواف تحمل هذا "
منكر
أخرجه الدارمي وابن خزيمة في "التوحيد" وابن حبان في " الضعفاء " والواحدي في " الوسيط " وابن عساكر في "التاريخ" عن إبراهيم بن المهاجر بن مسمار قال: حدثنا عمر بن حفص بن ذكوان عن مولى الحرقة قال ابن خزيمة:وهو عبد الله بن يعقوب بن العلاء بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وهذا متن موضوع كما قال ابن حبان، وإسناده ضعيف جدا، وله علتان:
الأولى: إبراهيم، قال الذهبي في " الميزان " وساق له هذا الحديث " قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ضعيف. وروى عثمان بن سعيد عن يحيى: ليس به بأس. قلت: انفرد بهذا الحديث ". قلت: وفي ترجمته أورده ابن حبان وقال: " منكر الحديث جدا ". وقال الحافظ في " التقريب ": " ضعيف "!
والأخرى: شيخه عمر بن حفص بن ذكوان. أورده ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. ثم أورد بعده: " عمر بن حفص أبو حفص الأزدي البصري.. سمعت أبي يقول: هو منكر الحديث "

9- " يمكث رجل في النار فينادي ألف عام: يا حنان يا منان! فيقول الله تبارك وتعالى: يا جبريل! أخرج عبدي فإنه بمكان كذا وكذا، فيأتي جبريل النار، فإذا أهل النار منكبين على مناخرهم، فيقول: يا جبريل! اذهب فإنه في مكان كذا وكذا، فيخرجه، فإذا وقف بين يدي الله تبارك وتعالى، يقول الله تبارك وتعالى: أي عبدي كيف رأيت مكانك؟ قال: شر مكان، وشر مقيل، فيقول الرب سبحانه وتعالى: ردوا عبدي، فيقول: يا رب ما كان هذا رجائي، فيقول الرب سبحانه وتعالى: أدخلوا عبدي الجنة ".
ضعيف جدا
أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " من طريق سلام بن مسكين قال: حدثنا أبو ظلال القسملي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

وهذا إسناد واه جدا، أبو ظلال واسمه هلال بن ميمون، قال الذهبي: " واه بمرة.

10- " إن أناسا من أمتي سيتفقهو ن في الدين، ويقرؤن القرىن، ويقولون: نأتي الأمراء فنصيب من دنياهم، ونعتزلهم بديننا، ولا يكون ذلك، كما لا يجتنى من القتاد إلا الشوك، كذلك لا يجتنى من قربهم إلا. قال محمد بن الصباح: كأنه يعني الخطايا "
ضعيف
أخرجه ابن ماجه من طريق يحيى بن عبد الرحمن الكندي عن عبيد الله بن أبي بردة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وإسناده ضعيف من أجل عبيد الله هذا، وهو عبيد الله بن المغيرة بن أبي بردة، قال الذهبي: " تفرد عنه أبو شيبة يحيى بن عبد الرحمن الكندي ". ومعنى هذا أنه مجهول.

والله المستعان.

1443/5/8هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 3 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 126 ‌‌بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 124 الجزء الثالث ‌‌أهمية الغطاء على وجه المرأة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 123 الجزء الثالث ‌‌حكم قيادة المرأة للسيارة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر