جماعة التبليغ في الميزان

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 4 جمادى الأولى 1443هـ | عدد الزيارات: 946 القسم: خطب الجمعة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما ، أما بعدُ:

عباد الله؛ اتقوا الله حق تقاته ولاتموتنَّ إلا وأنتم مسلمون، واعلموا أن من الأمور العظام التي دعت إليها الشريعة الإسلامية وأكّدت عليها ماجاء في قوله تعالى: "وأنّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله" (الأنعام 153) ، فقد بيّن الله عزو جل الصراط المستقيم وأوضح معالمه وأمر باتباعه، وحذّر من مفارقته، وقال تعالى : "اهدنا الصراط المستقيم(الفاتحة 6) وقال تعالى: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ(آل عمران 103) فأمر جل جلاله وعز شأنه بالاعتصام بحبل الله وهم جماعة المسلمين ونهى عن التفرق وذكّرهم بنعمته عليهم إذ كانوا متفرقين ومتعادين فأنعم عليهم بأعظم نعمة وهي التوحيد التي ألّفت بين قلوبهم. وقال تعالى: "إنما المؤمنون إخوة "(الحجرات 10)، فكل أمر يؤدي إلى تفرق المؤمنين فهو محرم وكبيرة من كبائر الذنوب. وقال تعالى: " وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (الروم 31، 32)، فالتفرق والتحزب دين المشركين لا دين الموحدين.

عباد الله:

إن مما يتناقض مع صراط الله المستقيم كافةَ البدعِ والمحدثاتِ؛ سواءً كانت في العقيدة أو في العبادة أو في الدعوة إلى الله أو السلوكيات والأخلاق قال صلى الله عليه وسلم: "مَن عَمِلَ عَمَلًا ليسَ عليه أمْرُنا فَهو رَدٌّ. "(أخرجه مسلم)، أي: من ابتدع في دين الإسلام بدعة فهي مردودة عليه وغير مقبولة منه. ألا وإن من تلك البدع والمحدثات التي انتشرت بين المسلمين وتسببت في تفرقهم وتصنيفهم وفي ضعف شوكتهم ونشر الجهل بينهم وتسلط الأعداء عليهم؛ التحزبَ والأحزابَ وإنشاءَها والانتماءَ إليها ودعوةَ الناس إليها فقد فرح بها الأعداءُ وأيّدوها ودعموها لما لها من أثر في إضعاف شوكة المسلمين وتفرقهم، ونهى عنها العلماءُ الربانيون الراسخون في العلم وحذّروا الناسَ منها ومن مخالفاتها وبدعها ومن الانتماء إليها، نصيحةً لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وطلبًا لرضوان الله واتباعاً لصراطه المستقيم.

عباد الله:

هذه الجماعات والأحزاب يجب الحذر منها وتحذير الناس من مخالفاتها ومن الانتماء إليها أيّاً كان اسمُها وأعظم مخالفات هذه الأحزاب والجماعات: مفارقةُ جماعة المسلمين.

والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" من فارق الجماعةَ قَيْدَ شِبرٍ فقد خلع رِبقةَ الإسلامِ من عُنُقِهِ " صححه الألباني في تخريج كتاب السنة ، وقال صلى الله عليه وسلم: " نضَّرَ اللَّهُ امرأً سمِعَ مقالتي ، فبلَّغَها ، فرُبَّ حاملِ فِقهٍ ، غيرُ فَقيهٍ ، وربَّ حاملِ فِقهٍ إلى من هوَ أفقَهُ منهُ ، ثلاثٌ لا يُغِلُّ علَيهِنَّ قلبُ مؤمنٍ : إخلاصُ العملِ للَّهِ ، والنَّصيحةُ لوُلاةِ المسلمينَ، ولزومُ جماعتِهِم ، فإنَّ دَعوتَهُم ، تُحيطُ مِن ورائِهِم" صحيح ابن ماجه للألباني ، فمن انتمى لجماعة ودافع عنها ودعا إليها فقد فارق الجماعة وفرّق المسلمين شعر بذلك أم لم يشعر، وعلى المسلم الذي يريد نجاته يوم القيامة عندما يقف بين يدي الله أن يحذر أشد الحذر من هذه البدعة الشنيعة، وأن يخشى الله ويراجع نفسه ويتمسك بحبل الله ويعتصم به ويبتعد عن هذه الجماعات والأحزاب التي نشرت البدعة وأظهرت العداوات بين المسلمين.

هذا، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمدلله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

أما بعد:عباد الله ؛

اتقوا الله واعلموا أن خيرَ الكلام كلامُ الله، وخيرَ الهدي هديُ نبينا محمد بنِ عبد الله، صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ في الدين بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالةٌ، وعليكم بجماعة المسلمين فلا تفارقوها ولا تفرّقوها، فإنَّ يدَ الله مع الجماعة.

أيها الأحبة: من هذه الجماعات والأحزاب التي انتشرت في بلادنا وساهمت بالفُرْقة : جماعة التبليغ الهندية التي يسميها أتباعها: الأحباب.

فهذه الجماعة المتحزبة والتي لها في كل بلد أمير، ولها تنظيم وترتيب حزبي معروف، خالفت منهاج أهل السنة والجماعة في أمور عظيمة فمن أصول أهل الإسلام الدعوة إلى التوحيد الخالص والنهي عن الشرك، وهذه الجماعة لا تأبه بذلك.

ومن أصول أهل الإسلام طلب العلم والدعوة إلى على بصيرة، وهذه الجماعة تعتمد على العوام والجهلة في دعوتها ولايوجد فيهم ولا معهم علماء، ومن أصول أهل الإسلام الولاء والبراء لله والمحبة لله والبغض لله، وهذه الجماعة قَصَرْت هذه الأمور على من ينتمي لهم ويدعمهم ، ومن أصول أهل الإسلام السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين بالمعروف، وهذه الجماعة تسمع وتطيع لأمرائها في الهند.ومن أصول الإسلام رعاية الأهل والسعي في مصالحهم، يقول صلى الله عليه وسلم :"خيرُكم خيرُكم لأهلِه " .صحيح الترغيب للألباني، وهذه الجماعة تترك الأهل عدة أشهر دون رعاية واهتمام باسم الخروج، يقول صلى الله عليه وسلم "كفى بالمرءِ إثمًا أن يضيِّعَ مَنْ يقوتُ ". صححه الألباني في إرواء الغليل.

والسعيد كل السعادة من لزم جماعة المسلمين واتبع السنة وحافظ على الصلوات الخمس في المساجد، ودعا لله على علم وبصيرة متبعا لا مبتدعا، وابتعد عن التحزب والتفرق، " قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّه عَلَى بَصِيرَة أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّه وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ" (يوسف 108)

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت على الحق أقدامنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ، اللهم من أرادنا وبلادنا بسوء فاجعل كيده في نحره ، اللهم وفق وليَّ أمرنا وولي عهده لما تحب وترضى وهيئ لهما البطانة الصالحة، اللهم احفظ جنودنا في الحد الجنوبي وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

1443/5/4هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

1 + 3 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي