الدرس 123 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: السبت 29 ربيع الثاني 1443هـ | عدد الزيارات: 793 القسم: تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- "ما من الصلوات صلاة أفضل من صلاة الفجر يوم الجمعة في الجماعة، وما أحسب من شهدها منكم إلا مغفورا له ".
ضعيف جدا
أخرجه البزار والطبراني في "المعجم الكبير" وفي "الأوسط" من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن أبي عبيد الله بن الجراح، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قال الطبراني: "لا يروى عن أبي عبيدة إلا بهذا الإسناد". وهو ضعيف جدا مسلسل بالضعفاء. قال الدارقطني: " عبيد الله بن زحر ليس بالقوي، وشيخه علي متروك "

2- "عودوا المرضى، ومروهم فليدعوا الله لكم، فإن دعوة المريض مستجابة وذنبه مغفور ".
موضوع
رواه الثقفي في "الثقفيات" عن سهل بن عمار العتكي: حدثنا عبد الرحمن بن قيس: حدثنا هلال بن عبد الرحمن: حدثنا عطاء بن أبي ميمونة أبو معاذ عن أنس بن مالك مرفوعا.
وهذا إسناد موضوع، آفته عبد الرحمن بن قيس - وهو الضبي الزعفراني - أو سهل بن عمار، أما عبد الرحمن فكذبه ابن مهدي، وقال أبو علي صالح بن محمد: " كان يضع الحديث ". وأما سهل بن عمار، فقال الذهبي في " الميزان ": " متهم، كذبه الحاكم ".

3- " الخاصرة عرق الكلية، فإذا تحرك فداوه بالماء المحرق والعسل ".
ضعيف
رواه ابن عدي عن الحسين بن علوان حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا وقال: " وللحسين ابن علوان أحاديث كثيرة وعامتها موضوعة، وهو في عداد من يضع الحديث ".

4- " عند كل ختمة للقرآن دعوة مستجابة ".
موضوع
رواه أبو الفرج الإسفراييني في " جزء أحاديث يغنم بن سالم " وأبو نعيم في "الحلية" عن يحيى بن هاشم قال: حدثنا مسعر بن كدام عن قتادة عن أنس مرفوعا. ومن هذا الوجه رواه ابن عساكر وقال أبو نعيم: " لا أعلم رواه عن مسعر غير يحيى بن هاشم ". وهو السمسار كذاب يضع الحديث. وقد ساق له الذهبي في " الميزان "أحاديث هذا أحدها، وقال: " إنها من بلاياه "!.

5- " من غسل ميتا فأدى فيه الأمانة - يعني ستر ما يكون منه عند ذلك - كان من ذنوبه كيوم ولدته أمه. قال: ليله من كان أعلم، فإن كان لا يعلم فرجل ممن ترون أن عنده ورعا وأمانة ".
ضعيف جدا
رواه البيهقي والطبراني في " الأوسط " وابن عدي عن سلام بن أبي مطيع عن جابر الجعفي عن الشعبي عن يحيى الجزار عن عائشة مرفوعا. وقالا: " لا يروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد تفرد به سلام ". قال ابن عدي "وهو عندي لا بأس به وبرواياته ". لكن جابر الجعفي متروك، وبه أعله عبد الحق الإشبيلي في "أحكامه"
‌‌6 - "حب الدنيا رأس كل خطيئة ".
موضوع
قال في " المقاصد ": "رواه البيهقي في"الشعب" بإسناد حسن إلى الحسن البصري رفعه مرسلا ". والمرسل من أقسام الحديث الضعيف، لا سيما إذا كان مرسله الحسن البصري، قال الدارقطني: "مراسيله فيها ضعف".

7-"علم الباطن سر من أسرار الله عز وجل، وحكم من أحكام الله، يقذفه في قلوب من يشاء من عباده".
موضوع
أورده ابن عراق في "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة" فقال: "رواه ابن الجوزي في "الواهيات" من حديث علي بن أبي طالب وقال: لا يصح، وعامة رواته لا يعرفون ". قال الذهبي في "تلخيصه": "هذا باطل".

8- " على الخبير سقطت ".
لا أصل له مرفوعا.
وفي "المقاصد" : "هو كلام يقوله المسؤول عما يكون به عالما، جاء عن جماعة منهم ابن عباس مما صح عنه حيث سئل عن البدنة إذا عطبت، وفي " دلائل النبوة " للبيهقي من طريق ابن إسحاق في نحوهذا أن أبا حاجز الحضرمي قاله حين سئل عنه ". فالظاهر أنه مثل قديم معروف عند العرب، فقد صح أنه تمثل به الحارث بن حسان البكري أمام النبي صلى الله عليه وسلم.

9- " اغسلوا قتلاكم ".
منكر
أخرجه ابن عدي في " الكامل " : حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق: حدثنا الفضل بن الصباح: حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي عن حنظلة بن أبي سفيان عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره

وجه النكارة أنه جاء في أحاديث كثيرة ترك النبي صلى الله عليه وسلم غسل الشهداء منها حديث جابر بن عبد الله مرفوعا: " ادفنوهم في دمائهم (يعني شهداء أحد) ، ولم يغسلهم ". أخرجه البخاري وغيره. وفي رواية لأحمد: " لا تغسلوهم، فإن كل جرح يفوح مسكا يوم القيامة ". وهو صحيح أيضا على ما بينته في " أحكام الجنائز "

10- " حجة لمن لم يحج خير من عشر غزوات، وغزوة لمن حج خير من عشر حجج، وغزوة في البحر خير من عشر غزوات في البر، ومن جاز البحر كأنما جاز الأودية كلها، والمائد فيه كالمنشحط في دمه ".
ضعيف
رواه ابن بشران في " الأمالي " عن عبد الله بن صالح: حدثني يحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد عن عطاء ابن يسار عن عبد الله بن عمرو مرفوعا. ومن هذا الوجه رواه الحاكم والطبراني في " الكبير " والبيهقي كما في "الترغيب" وقال الحاكم: " صحيح على شرط البخاري ". ووافقه الذهبي، وكذا المنذري قال: " وهو كما قال، ولا يضر ما قيل في عبد الله بن صالح؛ فإن البخاري احتج به ". وبناء على ذلك قال المناوي:" وسنده لا بأس به ".
وفي كل ذلك نظر، فإن ابن صالح فيه كلام كثير، وقد قال الحافظ فيه: " صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة ".

والله المستعان

1443/4/29هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

7 + 6 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 106 الجزء الثالث ‌‌نصيحة عامة لحكام المسلمين وشعوبهم - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 105 الجزء الثالث ‌‌نصيحة عامة حول بعض كبائر الذنوب - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 104 ‌‌ الجزء الثالث حكم الإسلام فيمن أنكر تعدد الزوجات - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 103 الجزء الثالث ‌‌الأدلة الكاشفة لأخطاء بعض الكتاب - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 102 الجزء الثالث : ليس الجهادللدفاع فقط - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 101 الجزء الثالث ‌‌حكم من مات من أطفال المشركين - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر