الدرس الرابع والخمسون باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
قوله:" باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره ".

الاستغاثة هي طلب الغوث، وهو إزالة الشدة كالاستنصار، طلب النصر ، والاستعانة طلب العون

قوله :" أو يدعو غيره " معطوف على قوله :" أن يستغيث " فيكون المعنى من الشرك أن يدعو غيرَ الله، وذلك لأن الدعاء من العبادة، قال الله تعالى وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (غافر 60)

فالمراد بالدعاء هنا هو دعاء المسألة فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى فإن ذلك شرك ، والدعاءُ نوعان : دعاء عبادة، ودعاء مسألة ، فدعاء المسألة هو طلب ما ينفع الداعي، من جلب نفع ، أو كشف ضرٍ.

قول المصنف:" وقول الله تعالى" وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ " (سورة يونس 106)
قوله تعالى:" وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ " الدعاء طلب ما ينفع، أو طلب دفع ما يضر،
قوله مِنْ دُونِ اللَّهِ أي سوى الله

قوله مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ " ما لا ينفعك " أي: ما لا يجلب لك النفع لو عبدته

قوله " ولا يضرك " أي لو تركت عبادته لا يضرك ؛ لأنه لا يستطيع الانتقام.

قوله فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ أي إن دعوت من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك

والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم و (إن) شرطية، وجواب الشرط جملة (فإنك إذاً)، و إذاً أي: حال فعلك من الظالمين.

قول المصنف : وقال تعالى :" وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ " (يونس 107)

أي يصبك بضر، كالمرض، والفقر، ونحوه.

قوله فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ ، (لا) نافية للجنس، واسمها (كاشف)، وخبرها:(له)، و( إلا هو) بدل.

هذا على أن الخلق غير قادرين على جلب النفع او دفع الضر، فكيف يعبد غيره وهو عاجز؟

وبالله التوفيق

وصلَّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1434-3-1هـ