الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد ؛
الشيعةُ فرقٌ كثيرةٌ ، وكلُ فرقة لديها أنواع من البدع ، وأخطرُها فرقةُ الرافضةِ الاثني عشريةَ ؛ لكثرة الدعاةِ إليها ، ولما فيها من الشرك الأكبر كالاستغاثة بأهل البيت واعتقادِ أنهم يعلمون الغيبَ ولا سيما الأئمةَ الاثني عشر حَسْبَ زعمهم ، ولكونهم يُكَفِّرون ويسبُّون غالبَ الصحابة كأبي بكر وعمر رضي الله عنهما نسأل الله السلامةَ مما هم عليه من الباطل.
وهذا لا يمنع دعوتَهم إلى الله وإرشادَهم إلى طريق الصواب وتحذيرَهم مما وقعوا فيه من الباطل على ضَوْء الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة .
وأسأل اللهَ لكل أهل السنة المزيدَ من التوفيق لما يرضيه مع الإعانة على كل خير ، وأوصي بالصبر والصدق والإخلاص والتثبت في الأمور ، والعناية بالحكمة والأسلوب الحسن في ميدان الدعوة ، والإكثار من تلاوة القرآن الكريم والتدُّبر في معانيه ومدارسته ، ومراجعة كتب أهل السنة فيما أُشكل من ذلك كتفسير ابن جرير وابن كثير والبغوي ، مع العناية بحفظ ما تيسر من السنة كبلوغ المرام للحافظ ابن حجر وعمدةِ الأحكام في الحديث للحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي ، ولا يخفى أنه يجب على الإنسان أن يسألَ عما يُشْكَلُ عليه في أمر دينه كما قال تعالى " فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ " الأنبياء 7 ، وأسأل الله أن يثبتنا وإياكم على الحق وأن يجعلنا جميعا من أنصار دينه وحماة شريعته والداعين إليه على بصيرة إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه .
* لا ريبَ أن الواجبَ على المسئولين في جميع الطوائف المنتسبة للإسلام أن يلتزموا حكمَ الإسلام في جميع الأمور ، وأن يحذروا ما يخالف ذلك ، وقد عُلم من الشريعة الإسلامية أن الواجب على الأولياء تزويجُ مولياتِهم إذا خطبهنَّ الأكْفَاءُ ، لقول الله سبحانه " وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عليم " النور 32 .
وبناءً على ذلك ، فإذا زوجك الأقرب من أوليائكِ على أحد أكْفَائكِ ، فليس لممثل طائفة البهرة اعتراض عليك ، ويكون النكاح بذلك صحيحاً إذا توافرت شروطه ، وينبغي أن يكون ذلك بواسطة المحكمة الشرعية حتى لا يتأتى لممثل طائفة البهرة اعتراض على النكاح ، وإذا صدر النكاح على الوجه المذكور فإن أولادك يكونون أولاداً شرعيين ، ليس لطائفة البهرة ولا غيرهم حق في إنكار ذلك .
وإذا امتنع أقاربُك من تزويجك على الكفْءِ إرضاء لممثل طائفة البهرة ، فإن ولايتهم تبطل بذلك ، ويكون للقاضي الشرعي إجراء عقد القران لك على من خطبك من الأكفاء ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم " السُّلطانُ وليُّ مَن لا وليَّ لَهُ " (قلت: رواه أبو داود وصححه الألباني) .
والقاضي هو نائب السلطان ، فيقوم مقامَه في ذلك ، والوليُّ العاضل حكمُه حكمُ المعدوم .
هذا ونصيحتي لك ولأمثالك تركُ الانتساب لمذهب البهرة أو غيره من مذاهب الشيعة ، لكونها مذاهب مخالفة للطريقة المحمدية الإسلامية من وجوه كثيرة ، فالواجب تركها والانتقال عنها إلى مذهب أهل السنة والجماعة السائرين على مقتضى الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان .
وأسأل الله أن يهدي هذه الطائفةَ وغيرَها من الطوائف المنحرفةِ عن طريق الصواب ، وأن يأخذَ بأيديهم إلى طريق الحق ، وأن يوفقنا وإياكِ وسائرَ المسلمين لما فيه النجاةُ والسعادةُ في الدنيا والآخرةِ.
* خجلكِ في الإنكار على أهل الغيبة والنميمة يجعل عليكِ إثم في ذلك إلا أن تنكري المنكرَ ، فإن قبلوا منك فالحمدُ لله ، وإلا وجب عليكِ مفارقتُهم وعدمُ الجلوس معهم ، لقول الله سبحانه وتعالى " وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " الأنعام 68 ، وقوله " وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ " النساء 140 ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم "مَن رَأَى مِنكُم مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيَدِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسانِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وذلكَ أضْعَفُ الإيمانِ." رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
* ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " خَالِفُوا المُشْرِكِينَ: وَفِّرُوا اللِّحَى، وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ " متفق على صحته من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " جزوا الشوارب ، وأرخوا اللحى ، خالفوا المجوس " .
أوصيك بترك الكلية ، والانتقال إلى غيرها إذا أُجبرت على حلق لحيتك ، وسوف يجعل الله لك فرجاً ومخرجاً ، لقوله سبحانه " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ " الطلاق 2-3 .
وعليك أن تلتزم التقوى والتوبة من حلق لحيتك ، وألا تعود إلى ذلك ومن تاب تاب الله عليه لقوله سبحانه " وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى " طه 82 .
هذا ونسأل الله لنا ولكَ وللمسلمين التوفيقَ لما يرضيه ، وحسنَ العاقبة ، وصلاحَ النية والعمل ، إنه سبحانه خير مسئول .
وبالله التوفيق