الدرس 89 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

‌‌1 - " الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله ".
منكر.
أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" وكذا أحمد وأبو داود في "السنن" والترمذي وابن سعد في "الطبقات" والعقيلي في "الضعفاء" ... من طرق عن شعبة عن أبي العون عن الحارث بن عمرو - أخي المغيرة بن شعبة - عن أصحاب معاذ بن جبل عن معاذ بن جبل: أن النبي صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى اليمن قال ... فذكره.

قال العقيلي: " قال البخاري: لا يصح، ولا يعرف إلا مرسلا ". وقال الذهبي: " ... ما روي عن الحارث غير أبي عون فهو مجهول"، وقال الترمذي:" ليس إسناده عندي بمتصل ". ولذلك جزم الحافظ في "التقريب" بأن الحارث هذا مجهول.

2- ‌‌ " لا تعجلوا بالبلية قبل نزولها، فإنكم إن لا تعجلوها قبل نزولها، لا ينفك المسلمون، وفيهم إذا هي نزلت من إذا قال وفق وسدد، وإنكم إن تعجلوها تختلف بكم الأهواء، فتأخذوا هكذا وهكذا، وأشار بين يديه وعلى يمينه وعن شماله ".
ضعيف.
أخرجه الدارمي في " سننه " عن أبي سلمة الحمصي أن وهب بن عمرو الجمحي حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:... فذكره.
وهذا معضل لأن أبا سلمة واسمه سليمان بن سليم الكلبي الشامي من أتباع التابعين. والأول مرسل ضعيف، لأن وهب بن عمرو الجمحي لم أعرفه.

3- " قال ربكم عز وجل: لوأن عبادي أطاعوني لأسقيتهم المطر بالليل، وأطلعت عليهم الشمس بالنهار، ولما أسمعتهم صوت الرعد ".
ضعيف.
رواه الطيالسي وعنه أحمد وكذا الحاكم من طريق صدقة بن موسى السلمي الرقيقي: حدثنا محمد بن واسع عن شتير بن نهار عن أبي هريرة مرفوعا.

قال الحاكم " صحيح الإسناد "! وتعقبه الذهبي بقوله: " قلت: صدقة ضعفوه ". وشتير ويقال فيه سمير، قال الذهبي في " الميزان ": " نكرة ".
‌‌4 - " ما ينفعكم أن أصلي على رجل روحه مرتهن في قبره، ولا تصعد روحه إلى الله، فلوضمن رجل دينه قمت فصليت عليه، فإن صلاتي تنفعه ".
ضعيف.
رواه البيهقي في " سننه " من طريق أبي الوليد الطيالسي: حدثنا عيسى بن صدقة عن عبد الحميد ابن أبي أمية قال: … فذكره".
ثم روى عن البخاري أنه قال: " قال أبو الوليد (يعني الطيالسي) : هو ضعيف، يعني عيسى بن صدقة هذا ". وكذا ضعفه أبو حاتم. وقال الدارقطني: " متروك ". وعبد الحميد بن أبي أمية قال الدارقطني: " لا شيء ".

5- ‌‌ " لا تمنوا الموت، فإن هو ل المطلع شديد، وإن من السعادة أن يطول عمر العبد، ويرزقه الله الإنابة ".
ضعيف.
رواه أحمد عن الحارث بن يزيد (وفي رواية: الحارث بن أبي يزيد) قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: فذكره مرفوعا.
وهذا إسناد فيه ضعف، الحارث هذا لم يوثقه غير ابن حبان، وقد اضطرب في اسمه على الوجهين المذكورين، وثمة وجه ثالث فقيل فيه " سلمة بن أبي يزيد " بدل " الحارث "، قال البخاري: " ولا يصح ". فالسند ضعيف عندي.

6- يدعوالله بالمؤمن يوم القيامة حتى يوقفه بين يديه، فيقول: عبدي! إني أمرتك أن تدعوني، ووعدتك أن أستجيب لك، فهل كنت تدعوني؟ فيقول: نعم يا رب! فيقول: أما إنك لم تدعني بدعوة إلا استجيب لك، فهل ليس دعوتني يوم كذا وكذا لغم نزل بك أن أفرج عنك، ففرجت عنك؟ فيقول: نعم يا رب! فيقول: فإني عجلتها لك في الدنيا، ودعوتني يوم كذا وكذا لغم نزل بك أن أفرج عنك فلم تر فرجا؟ قال: نعم يا رب! فيقول: إني ادخرت لك بها في الجنة كذا وكذا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلا يدع الله دعوة دعا بها عبده المؤمن إلا بين له، إما أن يكون عجل له في الدنيا وإما أن يكون ادخر له في الآخرة، قال: فيقول المؤمن في ذلك المقام، يا ليته لم يكن عجل له في شيء من دعائه ".
ضعيف.
أخرجه الحاكم عن الفضل بن عيسى عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنهما مرفوعا، وقال: " هذا حديث تفرد به الفضل بن عيسى الرقاشي، ومحله محل من لا يتهم بالوضع ". وأقره الذهبي، ووافقه من قبله المنذري . ولم يصنعا شيئا، فإنه إن لم يكن متهما فقد اتفقوا على تضعيفه، والذهبي نفسه أورده في " الميزان " وقال فيه: " ضعفوه ". وقال فيه الحافظ في " التقريب ": " منكر الحديث ".

7- " كان فيمن كان قبلكم رجل مسرف على نفسه، وكان مسلما، كان إذا أكل طعاما طرح تفالة طعامه على مزبلة، فكان يأو ي إليها عابد، فإن وجد كسرة أكلها وإن وجد بقلة أكلها، وإن وجد عرقا تعرقه... ، فأمر الله عز وجل بذلك الملك فأخرج من النار جمرة ينفض فأعيد كما كان، فقال: يا رب هذا الذي كنت آكل من مزبلته قال: فقال الله عز وجل: خذ بيده فأدخله الجنة من معروف كان منه إليك لم يعلم به، أما لوعلم به ما أدخلته النار".

باطل.
رواه تمام في "الفوائد "من طريق منصور بن عبد الله الوراق: حدثني علي بن جابر بن بسر الأودي: حدثنا حسين بن حسن بن عطية: حدثنا أبي عن مسعر بن كدام عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا.

وهذا إسناد واه جدا، وفيه علل:
الأولى: عطية وهو ابن سعد العوفي ضعيف.
الثانية: حسن بن عطية وهو ابن العوفي ، قال البخاري: " ليس بذاك ". وقال ابن حبان : " منكر الحديث، فلا أدري البلية في أحاديثه منه أو من ابنه أو منهما معا ".
الثالثة: ابنه الحسين بن الحسن بن عطية، قال أبو حاتم: " ضعيف الحديث "
الرابعة: علي بن جابر ومنصور الوراق لم أجد من ترجمهما. والحديث مع ضعف إسناده الشديد، فهو منكر بل باطل ظاهر البطلان، يشهد القلب بوضعه، ولعله من الإسرائيليات ...

8-" مصر كنانة الله في أرضه، ما طلبها عدوإلا أهلكه الله ".
لا أصل له.
أورده السخاوي في " المقاصد " وقال: " لم أره بهذا اللفظ في مصر، ولكن عند أبي محمد الحسن بن زولاق في " فضائل مصر " له بمعناه، ولفظه: " مصر خزائن الأرض كلها، من يردها بسوء قصمه الله ". وعزاه المقريزي في " الخطط " لبعض الكتب الإلهية ". وابن زولاق هذا لا أعرف عنه شيئا، ولا عن كتبه

‌‌9 - " الجيزة روضة من رياض الجنة، ومصر خزائن الله في الأرض ".
موضوع.
أخرجه أبو نعيم في " نسخة نبيط بن شريط " عن أحمد بن إبراهيم بن نبيط بن شريط أبي جعفر الأشجعي قال: حدثني أبي إسحاق بن إبراهيم بن نبيط قال: حدثني أبي إبراهيم بن نبيط عن جده نبيط ابن شريط مرفوعا.

أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " من طريق أبي نعيم، ثم قال: " قال في " الميزان ": أحمد هذا حدث عن أبيه عن جده بنسخة فيها بلايا، منها هذا الحديث، لا يحل الاحتجاج به فإنه كذاب ".

10- " من لم يكثر ذكر الله تعالى قد برئ من الإيمان ".
موضوع.
قال المنذري في "الترغيب": "رواه الطبراني في "الأوسط" و"الصغير" من حديث أبي هريرة، وهو حديث غريب ". وقال الهيثمي في " المجمع ": "رواه الطبراني في " الصغير، و" الأوسط " عن شيخه محمد بن سهل ابن المهاجر عن مؤمل بن إسماعيل، وفي "الميزان": " محمد بن سهل عن مؤمل بن إسماعيل يروي الموضوعات ".

والله المستعان

12 - 8 - 1442هـ