الدرس 74

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

‌‌1 - " تزوجوا ولا تطلقوا، فإن الطلاق يهتز له العرش ".
موضوع.
رواه أبو نعيم في أخبار أصبهان " وعنه الديلمي والخطيب في " تاريخه " من طريق عمرو بن جميع عن جويبر عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن علي بن أبي طالب مرفوعا. ساقه الخطيب في ترجمة عمرو هذا بعد أن قال فيه: " كان يروي المناكير عن المشاهير، والموضوعات عن الأثبات ".
وروى عن ابن معين أنه قال فيه: " كان كذابا خبيثا ". والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق الخطيب وقال: " لا يصح فيه آفات، الضحاك مجروح، وجويبر ليس بشيء، وعمرو قال ابن عدي: كان يتهم بالوضع ".

2 - " أول من أشفع له من أمتي أهل بيتي، ثم الأقرب فالأقرب، ثم الأنصار، ثم من آمن بي واتبعني، ثم اليمن، ثم سائر العرب، ثم الأعاجم، ومن أشفع له أولا أفضل "

موضوع.
رواه الطبراني وابن عدي والمخلص في " الفوائد المنتقاة " عن حفص بن أبي داود عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا. ومن هذا الوجه رواه الخطيب في " الموضح " من طريق الدارقطني بسنده عن حفص وقال الدارقطني: " غريب من حديث ليث عن مجاهد تفرد به حفص بن أبي داود عنه،"، ومن طريق الدارقطني أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " وقال : " قال الدارقطني: تفرد به حفص عن ليث. قلت: أما ليث فغاية في الضعف عندهم. إلا أن المتهم به حفص. قال ابن خراش: متروك يضع الحديث ".

‌‌3 - " أول من أشفع له من أمتي العرب الذين رأو ني وآمنوا بي وصدقوني، ثم أشفع للعرب الذين لم يروني وأحبوني وأحبوا رؤيتي ".
موضوع.
رواه ابن عدي عن زهير بن العلاء: حدثنا عطاء بن أبي ميمونة عن أنس بن مالك مرفوعا.

زهير بن العلاء. قال الذهبي: " روي عن أبي حاتم الرازي أنه قال: أحاديثه موضوعة منها … " .

‌‌4 - " ألا أنبئكم بالفقيه؟ قالوا: بلى، قال: من لا يقنط الناس من رحمة الله، ولا يؤيسهم من روح الله، ولا يؤمنهم من مكر الله، ولا يدع القرآن رغبة عنه إلى ما سواه، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه، ولا في علم ليس فيه تفهم، ولا قراءة ليس فيها تدبر ".
منكر.
رواه ابن وهب في " المسند " : أخبرني عقبة بن نافع عن إسحاق بن أسيد عن أبي مالك وأبي إسحاق عن علي بن أبي طالب مرفوعا

وأخرجه ابن عبد البر في " جامع بيان العلم " من طريق ابن وهب، وقال: " لا يأتي هذا الحديث مرفوعا إلا من هذا الوجه وأكثرهم يوقفونه على علي ".وهو الأشبه فإن هذا الإسناد المرفوع فيه علتان: الأولى: إسحق بن أسيد وهو أبو محمد المروزي نزيل مصر، قال الحافظ: " فيه ضعف ". والأخرى: عقبة بن نافع فإنه مجهول.
5- " كثرة العرب وإيمانهم قرة عين لي، فمن أقر بعيني أقررت بعينه ".
موضوع.
رواه ابن عدي عن زهير بن العلاء: حدثنا عطاء بن أبي ميمونة عن أوس بن ضمعج عن ابن عباس مرفوعا. أورده في ترجمة عطاء هذا وكان حقه أن يورده في ترجمة زهير، فإنه المتهم بوضع هذا الحديث . وقد ذكر ابن أبي حاتم في " العلل " أن أباه سئل عن حديثه هذا؟ فقال: " هذا حديث موضوع، وذكر له أحاديث من روايته. فقال: هذه أحاديث موضوعة، وهذا شيخ لا يشتغل به ".

6 -" تزوجوا الأبكار فإنهن أعذب أفواها، وأفتح أرحاما، وأثبت مودة ".
موضوع.
رواه الواحدي في "الوسيط" عن إسحاق بن بشر الكاهلي: حدثني عبد الله بن إدريس المدني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا.

وهذا إسناد موضوع آفته الكاهلي وهو كذاب كما قال جماعة، وقال الدارقطني: "هو في عداد من يضع الحديث ".

‌‌7 - " من ولد له مولود فليحسن أدبه واسمه، فإذا بلغ فليزوجه، فإن بلغ ولم يزوجه فأصاب إثما باء بإثمه ".
ضعيف.
رواه ابن بكير الصيرفي في " فضائل من اسمه أحمد ومحمد " : حدثنا محمد بن عبد الله العسكري: حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي ... عن أبي سعيد الخدري وعبد الله بن عباس مرفوعا.
وهذا سند ضعيف، رجاله ثقات معرفون من رجال " التهذيب " غير الحربي . والراوي عنه محمد بن عبد الله العسكري لم أعرفه.
8 - " تزوجوا الزرق فإن فيهن يمنا ".
موضوع.
رواه الواحدي في " الوسيط " عن إسحاق بن بشر الكاهلي: حدثني عبد الله بن إدريس المدني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا.
وهذا إسناد موضوع آفته الكاهلي وهو وضاع كما سبق قبل حديث.

‌‌9 - " شر الحمير الأسود القصير ".
موضوع.
رواه العقيلي في "الضعفاء" وأبو محمد المخلدي في "الفوائد" عن بقية: حدثنا مبشر ابن عبيد عن زيد ابن أسلم عن ابن عمر مرفوعا. وقال العقيلي: "مبشر بن عبيد قال أحمد: أحاديثه أحاديث موضوعة كذب " وقال مرة: " ليس بشيء، يضع الحديث ". وقال البخاري: منكر الحديث ".

10 - " شر المال في آخر الزمان المماليك ".
موضوع.
رواه أبو الحسن الحلبي في " الفوائد المنتقاة " وأبو نعيم في " الحلية " عن أبي فروة يزيد بن سنان بن يزيد الرهاوي: أخبرنا أبي: أخبرنا محمد بن أيوب عن ميمون بن مهران عن عبد الله بن عمرمرفوعا. ومن هذا الوجه رواه ابن عدي وقال: " لا يرويه بهذا الإسناد، إلا يزيد بن سنان عن محمد بن أيوب، ". وقال أبو نعيم: " تفرد به محمد بن أيوب ". وقد ضعفه أبو حاتم لكن الراوي عنه يزيد بن سنان أشد ضعفا فقد قال النسائي فيه: " ضعيف متروك الحديث ".

والله المستعان

19 - 1 - 1442هـ