الدرس 72

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " إذا سمعتم النداء فقوموا، فإنها عزمة من الله ".
موضوع.
رواه أبو نعيم عن أحمد بن يعقوب قال: حدثنا الوليد ابن سلمة عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب الزهري عن سعيد (الأصل أحمد وهو خطأ) ابن المسيب عن عثمان بن عفان مرفوعا.

وهذا إسناد موضوع آفته الوليد بن سلمة وهو الطبراني قال دحيم وغيره: " كذاب ". وقال ابن حبان: " يضع الحديث على الثقات ". وأحمد بن يعقوب قال المناوي: "هو الترمذي، قال الدارقطني: لا أعرفه ويشبه أن يكون ضعيفا ".

2- " نعم الرجل الفقيه، إن احيتج إليه انتفع به، وإن استغني عنه أغنى نفسه ".
موضوع.
رواه ابن عساكر عن عباد بن يعقوب الرواجني: أنبأنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي: حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي رفعه

وهذا موضوع آفته عيسى بن عبد الله هذا العلوي، قال الدارقطني: "متروك الحديث" وقال ابن حبان :"يروي عن آبائه أشياء موضوعة".
‌‌3 - " كان إذا أخذ من شعره أو قلم أظفاره، أو احتجم بعث به إلى البقيع فدفن ".
باطل.
قال ابن أبي حاتم: " سئل أبو زرعة عن حديث رواه يعقوب بن محمد الزهري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: فذكره. قال أبو زرعة: " حديث باطل ليس له عندي أصل وكان حدثهم قديما في كتاب "الآداب" فأبى أن يقرأه، وقال: اضربوا عليه، ويعقوب بن محمد هذا واهي الحديث ". وقال الحافظ في "التقريب": "صدوق كثير الوهم".

4-"النساء على ثلاثة أصناف، صنف كالوعاء تحمل وتضع، وصنف كالعر -وهو الجرب-، وصنف ودود ولود، تعين زوجها على إيمانه، فهي خير له من الكنز".
منكر.
رواه تمام في "الفوائد" عن عبد الله بن دينار عن عطاء بن أبي رباح عن جابر مرفوعا، وقال: " عبد الله بن دينار هو الحمصي ".
وهو ضعيف كما جزم به الحافظ في " التقريب " تبعا لغير واحد من الأئمة، ومنهم أبو حاتم.

5- ‌‌ - "نعم الفارس عويمر، غير أنه - يعني - غير ثقيل".
ضعيف.
أورده الحاكم معلقا، فقال: " وقيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى أبي الدرداء والناس منهزمون كل وجه يوم أحد، فقال: …" فذكره. وكذلك علقه ابن سعد في "الطبقات" فقال: " قال محمد بن عمر: وروى بعضهم أن أبا الدرداء شهد أحدا، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إليه …". وقد روي مرسلا، فقال الحافظ في ترجمة عويمر من "الإصابة" " قال صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: " نعم الفارس عويمر، وقال: هو حكيم أمتي "

6- " من لبس نعلا صفراء لم يزل في سرور ما دام لابسها، وذلك قول الله عز وجل (صفراء فاقع لونها تسر الناظرين) ".
موضوع.
ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " فقال: رواه سهل بن عثمان العسكري عن ابن العذراء عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس فذكره موقوفا عليه وقال: " قال أبي هذا حديث كذب موضوع ". وأقره الحافظ ابن حجر في " تخريج أحاديث الكشاف ".
وقال السيوطي في " الدر" : "أخرجه ابن أبي حاتم والطبراني والخطيب والديلمي عن ابن عباس قال: …". فذكره موقوفا أيضا. والآفة من ابن العذراء هذا، فقد أورده الذهبي في " فصل من عرف بأبيه" وقال: "عن ابن جريج، له حديث في النعل الأصفر، لا شيء ". وكذا في " اللسان ".

7- " من أشرك بالله فليس بمحصن ".
ضعيف.
أخرجه الدارقطني في " سننه "والبيهقي من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنظلي: أنبأ عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به، وقال الدارقطني: " لم يرفعه غير إسحاق، ويقال: إنه رجع عنه، والصواب موقوف ".
الرفع ليس من إسحاق، بل هو تلقاه مرفوعا تارة، وموقوفا تارة أخرى، فروى كما سمع، فقد ساقه الزيلعي في " نصب الراية " ناقلا إياه من " مسنده " أعني مسند إسحاق بن راهويه وهو ابن إبراهيم الحنظلي وقال عقبه: " قال إسحاق: رفعه مرة، فقال: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووقفه مرة ". وقال الزيلعي عقبه وبعد أن نقل كلام الدارقطني المتقدم: " وهذا لفظ إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما تراه وليس فيه رجوع، وإنما أحال التردد على الراوي في رفعه ووقفه ".
وأنا أرى أن التردد المذكور إنما هو من شيخ إسحاق وهو عبد العزيز بن محمد الدراوردي، فإنه وإن كان ثقة ومن رجال مسلم، ففي حفظه شيء أشار إليه الحافظ بقوله فيه في " التقريب ": " صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطئ، قال النسائي: حديثه عن عبيد الله العمري منكر ". وهذا من روايته عن عبيد الله كما ترى فهو منكر مرفوعا، والمحفوظ موقوف على ابن عمر.

8 - " من اعتم فله بكل كورة حسنة، فإذا حط فله بكل حطة حطة خطيئة ".
موضوع.
ذكره الهيتمي في " أحكام اللباس " في جملة أحاديث أوردها في فضل العمامة لم يخرجها ولكنه عقبه بقوله: " ولولا شدة ضعف هذا الحديث لكان حجة في تكبير العمائم ".
وهذا الحديث وأمثاله من أسباب انتشار البدع في الناس .

9- " مكارم الأخلاق عشرة تكون في الرجل ولا تكون في ابنه، وتكون في الابن ولا تكون في أبيه، وتكون في العبد ولا تكون في سيده، فقسمها الله عز وجل لمن أراد السعادة: صدق الحديث، وصدق البأس، وحفظ اللسان، وإعطاء السائل، والمكافأة بالصنائع، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، والتذمم للجار، والتذمم للصاحب، وإقراء الضيف، ورأسهن الحياء ".

ضعيف جدا.
تمام في " فوائده " من طريق الوليد بن الوليد قال: حدثني ثابت بن يزيد عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا.
وهذا إسناد ضعيف جدا، الوليد هذا هو الدمشقي، قال الذهبي: " منكر الحديث.

10- " لا يدخل ملكوت السماوات من ملأ بطنه "
لا أصل له.
وإن أورده الغزالي في " الإحياء " حديثا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم! فقد قال الحافظ العراقي في " تخريجه " : " لم أجده ". وكذا قال السبكي في " الطبقات " . ثم وجدت له طريقا موقوفا، فقال ابن وهب في " الجامع " : حدثنا ابن أنعم أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: فذكره موقوفا عليها

والله المستعان
8 - 1 - 1442هـ