الدرس 172 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: السبت 10 جمادى الأولى 1444هـ | عدد الزيارات: 257 القسم: تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " ائتدموا ولو بالماء ".
ضعيف.
أخرجه تمام في "الفوائد" والطبراني في "جزء من حديثه" والخطيب في " التاريخ " من طريق غزيل بن سنان الموصلي: حدثنا عفيف بن سالم عن سفيان عن ليث عن طاووس عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف، علته ليث وهو ابن أبي سليم، وهو ضعيف لاختلاطه

2- " أتدرين ما خرافة؟ كان رجلا في بني عذرة، أسرته الجن، فمكث فيهم دهرا ثم ردوه إلى الإنس، فكان يحدث الناس بما رأى فيهم من الأعاجيب، فقال الناس: حديث خرافة ".
ضعيف.
رواه الترمذي في "الشمائل" وأحمد والمخلص في "الفوائد المنتقاة" عن مجالد بن سعيد عن عامر عن مسروق عن عائشة قالت: حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة نساءه حديثا فقالت امرأة منهن: يا رسول الله هذا حديث خرافة، قال: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات، غير مجالد بن سعيد، فإنه ليس بالقوي كما في " التقريب "

3- " أتدرين ما حديث خرافة؟ إن خرافة كان رجلا من بني عذرة فأصابته الجن فكان فيهم حينا، فرجع إلى الإنس، فجعل يحدثهم بأشياء تكون في الجن، وبأعاجيب لا تكون في الإنس، فحدث أن رجلا من الجن كانت له أم، فأمرته أن يتزوج، فقال: إني أخشى أن يدخل عليك من ذلك مشقة أوبعض ما تكرهين، فلم تزل به حتى زوجته، فتزوج امرأة لها أم، فكان يقسم لامرأته ولأمه، ليلة عند هذه، وليلة عند هذه، قال: وكانت ليلة امرأته، فكان عندها، وأمه وحدها، فسلم عليها مسلم، فردت السلام ثم قال: هل من مبيت؟ قالت: نعم، قال: فهل من عشاء؟ قالت: نعم، قال: فهل من محدث يحدثنا؟ قالت: نعم، أرسل إلى ابني يحدثكم، قال: فما هذه الخشفة التي نسمعها في دارك؟ قالت: هذه إبل وغنم … ".
ضعيف جدا.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم البغي" عن عثمان بن معاوية عن ثابت عن أنس مرفوعا.

وهذا إسناد واه بمرة، عثمان بن معاوية. قال ابن حبان: " شيخ يروي الأشياء الموضوعة التي لم يحدث بها ثابت قط ، لا تكتب روايته إلا على سبيل القدح "

4- " ابن آدم أطع ربك تسمى عالما، ولا تعصه فتسمى جاهلا ".
موضوع.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" والخطيب في "الفوائد الصحاح والغرائب" من طريق علي بن زياد المتوثي: حدثنا عبد العزيز بن أبي رجاء حدثنا مالك عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وليس عند أبي نعيم (ابن آدم) . وقال: (عاقلا) مكان: (عالما) ، وقالا: هو والخطيب، واللفظ لهذا " حديث غريب جدا من حديث مالك بن أنس، تفرد بروايته عنه عبد العزيز بن أبي رجاء ". قال الذهبي في "الميزان": " قال الدارقطني: متروك. له مصنف موضوع كله "

5- " ابكين، وإياكن ونعيق الشيطان فإنه مهما يكن من القلب والعين فمن الله والرحمة، ومهما يكن من اليد واللسان، فمن الشيطان".

أخرجه أحمد وابن سعد في "الطبقات" عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: "لما ماتت رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: الحقي بسلفنا عثمان ابن مظعون، فبكت النساء على رقية، فجاء عمر بن الخطاب فجعل يضربهن بسوطه، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيده، ثم قال: دعهن يا عمر يبكين، ثم قال: (فذكره) ، فقعدت فاطمة على شفير القبر إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم، فجعلت تبكي، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الدمع عن عينها بطرف ثوبه ".

وهذا سند ضعيف، علي بن زيد هو ابن جدعان، جزم الحافظ في "التقريب" أنه " ضعيف"

6- "ابن أختكم منكم وحليفكم منكم ومولاكم منكم، إن قريشا أهل صدق وأمانة، فمن بغى لها العواثر، أكبه الله في النار لوجهه".
ضعيف.
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" والسري بن يحيى في: "حديث الثوري" وابن أبي عاصم في " السنة " والحاكم وأحمد والشافعي الشطر الثاني منه من طريق إسماعيل بن عبيد بن رفاعه عن أبيه عن جده قال: " جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فقال: هل فيكم من غيركم؟ قالوا: لا، إلا ابن أختنا وحليفنا ومولانا، فقال:.... " فذكره.

قال الحاكم: "صحيح الإسناد"! ووافقه الذهبي! وهو القائل في إسماعيل هذا: " ما علمت روى عنه سوى عبد الله بن عثمان بن خثيم ". ولهذا قال الحافظ " مقبول ". يعني عند المتابعة، وإلا فلين الحديث.

7- " إياكم والحمرة، فإنها أحب الزينة إلى الشيطان ".
ضعيف.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" من طريق بكر ابن محمد بن سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن البصري عن عمران بن حصين مرفوعا.
وهذا إسناد ضعيف، الحسن البصري مدلس وقد عنعنه. وسعيد بن بشير ضعيف.

8- " إن الشيطان يحب الحمرة، فإياكم والحمرة، وكل ثوب ذي شهرة ".
ضعيف جدا.
رواه أبو محمد المخلدي في "الفوائد" والطبراني في "الأوسط" عن ابن جريج: أخبرني أبو بكر الهذلي عن الحسن عن رافع بن يزيد الثقفي مرفوعا. ومن هذا الوجه أخرجه ابن عدي والجوزقاني في "الأباطيل" وقال: " باطل ". وقال ابن عدي: " أبو بكر الهذلي في حديثه ما لا يحتمل ولا يتابع عليه ". وعنه علقه ابن منده في " المعرفة " . وقال ابن حجر الهيثمي في "أحكام اللباس" : "إنه ضعيف". بل هو ضعيف جدا، فإن الهذلي هذا، قال الذهبي في " الضعفاء ": " مجمع على ضعفه ". وقال الحافظ في " التقريب ": "متروك الحديث"

9- " إن الله تعالى بنى الفردوس بيده، وحظرها على كل مشرك وكل مدمن للخمر سكير ".
ضعيف.
أخرجه تمام الرازي في "الفوائد" وأبو نعيم في "الحلية" والديلمي من طريق أبي الطاهر بن السرح قال: حدثنا خالي أبو رجاء عبد الرحمن بن عبد الحميد قال: حدثني يحيى بن أيوب عن داود بن أبي هند عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قال أبو نعيم: "غريب من حديث داود عن أنس رضي الله تعالى عنه، لم يروه عنه إلا يحيى بن أيوب المعافري المصري، تفرد به عنه أبو رجاء ". قلت: ورجاله كلهم ثقات، في بعضهم كلام لا يضر، وإنما علته الانقطاع بين داود وأنس. فإنه وإن كان رآه، فلم يثبت أنه سمع منه

10- - " إن من القرف التلف ".
ضعيف.
أخرجه أبو داود وأحمد من طريق يحيى بن عبد الله بن بحير قال: أخبرني من سمع فروة بن مسيك قال: قلت: يا رسول الله! أرض عندنا يقال لها: أرض أبين، هي أرض ريفنا وميرتنا، وإنها وبئة، أو قال: وباؤها شديد؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعها عنك، فإن من القرف التلف ".

وهذا سند ضعيف، لجهالة من سمعه من فروة

والله المستعان .

٩ جمادى الأولى ١٤٤٤ هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 6 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 126 ‌‌بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 124 الجزء الثالث ‌‌أهمية الغطاء على وجه المرأة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 123 الجزء الثالث ‌‌حكم قيادة المرأة للسيارة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر