الدرس 49:

الحمدُ لله والصلاةُ والسلامُ على رسول الله

وبعدُ

هذه أحاديثُ لا يجوزُ الاستشهادُ بها ولا الاستئناسُ بذكرِها:

1- " أكلُ الشَّمَرِ أمانٌ من القولنج "

موضوع ، رواه أبو نعيم من طريق أبي نصر أحمد بن محمد حدثنا موسى بنُ إبراهيم عن إبراهيم بن أبي يحيى عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرةَ مرفوعا

هذا موضوعٌ .

وعلتُه إبراهيمُ بنُ أبي يحيى فهو كذابٌ ، صرَّح بتكذيبه جماعاتٌ من الأئمة منهم يحيى بنُ سعيد وابنُ معين وابنُ المديني وغيرُهم .

2- " غسلُ القدمين بالماءِ الباردِ بعد الخروج من الحمام أمانٌ من الصداع "

موضوع .

رواه أبو نعيم في " الطب " .

وهو موضوعٌ وعلتُه إبراهيمُ بنُ أبي يحيى المشار إليه في الحديث السابق .

3- " إنَّ اللهَ يحبُّ كلَّ قلبٍ حزين "

ضعيفٌ جدا

رواه ابنُ أبي الدنيا والقُضاعي وابنُ عساكر من طريق أبي بكر بنِ أبي مريم عن ضمرةَ بنِ حبيب عن أبي الدرداء مرفوعا.

أبو بكر بنُ أبي مريم ضعيفٌ، قال الذهبي :" مع ضعف أبي بكر ، الحديثُ منقطعٌ بين ضمرةَ وأبي الدرداء" .

4- " إن من المثلة أن ينذر الرجل أن يحج ماشيا ، فمن نذر أن يحج ماشياً فليهد هدياً ويركب "

ضعيف

أخرجه الحاكمُ وأحمدُ من طريق صالحِ بنِ رستم أبي عامر الخزاز حدثني كثيرُ بنُ شنظير عن الحسن عن عِمران بن حصين مرفوعا

لهذا الحديث علتان:

الأولى : ضَعْفُ أبي عامر ، فقد قال الحافظُ في التقريب :" صدوقٌ كثيرُ الخطأ "

الثانية : فيه الحسن البصري فقد كان مدلسا .

5- " مَنْ خافَ اللهَ خوَّفَ اللهُ منه كلَّ شيءٍ، ومن لَّم يخفِ اللهَ خوَّفَهُ الله من كل شيء "

منكرٌ

رواه القضاعيُّ عن عامر بنِ المبارك العلاف قال أنبأنا سليمانُ بنُ عمرٍو عن إبراهيمَ بنِ أبي علقمةَ عن واثلةَ بنِ الأسقح مرفوعا.

وهذا سندٌ ضعيفٌ، لم أعرفْ أحداً من رجاله غيرَ سليمانَ بنِ عمرٍو ، وأظنه سليمانَ بن أبي سليمانَ واسمُهُ فيروزُ.

6- " ما من أهلِ بيتٍ يموتُ منهم ميتٌ فيتصدقون عنه بعد موتِه إلا أهداها له جبريلُ عليه السلام على طبقِ نور ، ثم يقف على شفير القبر فيقول : يا صاحبَ القبرِ العميقِ : هذه هديةٌ أهداها إليك أهلُكَ فاقبلها فيدخل عليه فيفرح بها ويستبشر ، ويحزن جيرانُه الذين لا يُهدَى إليهم شيءٌ " .

موضوع

رواه الطبراني قال : حدثنا محمدُ بنُ داود بنِ أسلم الصدفي حدثنا الحسنُ بنُ داودَ بنِ محمدٍ المنكدري حدثنا محمدُ بنُ إسماعيلَ بنِ أبي فديك سمعتُ أبا محمدٍ الشامي يحدث أنه سمع أبا هريرة أنه سمع أنسَ بنَ مالك يقول ... فذكره مرفوعا

وقال الطبراني :" لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد ، تفرَّد به محمد بن إسماعيل" وهو صدوقٌ من رجال الشيخين ، وإنما آفةُ الحديثِ من شيخه أبي محمدٍ الشامي فقد قال عنه الذهبي : روى حديثا عن بعض التابعين منكرًا ، وقال الأزدي : كذابٌ " .

7- " ما على أحدكم إذا أراد أن يتصدق لله صدقةً تطوعاً أن يجعلها عن والديه إذا كانا مسلمين فيكون لوالديه أجرُها وله مثلُ أجورِهما بعد أن لا ينقصَ من أجورهما شيءٌ "

ضعيف

رواه ابن سمعون الواعظ وابنُ عساكر من طريق عبد الحميد بن حبيب أنبأنا الأوزاعي عن عمرَ بنِ شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا

وهذا إسناد ضعيف ، عبدُ الحميد بنُ حبيب وهو كاتبُ الأوزاعي قال عنه البخاري وغيرُه : ليس بالقوي .

8- " هزوا غرابيلَكم باركَ اللهُ فيكم "

لا أصلَ له

قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ : وما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم : لمَّا قدِمَ المدينةَ : خرجنَ بناتُ النجار بالدفوف وهنَّ يقلْنَ : طلع البدرُ علينا ... من ثنيات الوداع ، إلى آخر الشعر ، فقال لهنَّ النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديثَ فلا يُعرف عنه صلى الله عليه وسلم " .

9- " إذا اشتد كلبُ الجوع فعليك برغيف وجرٍ من ماء القراحِ ، وقل : على الدنيا وأهلِها مني الدمارُ "

موضوع

عزاه السيوطي في الجامع لابن عدي والبيهقيُّ في الشعب عن أبي هريرة وتعقبه الشارحُ المناويُّ بقوله : وفيه الحسينُ بنُ عبد الغفار ، قال الدارقطني : متروكٌ ، وقال الذهبي : متهمٌ ، وفيه أبو يحيى الوقار ، قال عنه الذهبي :" كذابٌ"، وأبو يحيى هذا اسمُه زكريا بنُ يحيى ، قال عنه ابن عدي في ترجَمتِه : يضعُ الحديثَ .

10- " يا أبا هريرةَ إذا اشتد الجوعُ فعليك برغيفٍ وكوزٍ من ماء ، وعلى الدنيا وأهلها الدمارُ "

ضعيفٌ ، أخرجه ابنُ بشران في الأمالي من طريق كثيرِ ابنِ واقد عن محمد بنِ عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا.

كثيرُ بنُ واقدٍ لم أجدْ مَنْ ذكرَه وقد تابعه الماضيُّ بنُ محمدٍ الدينوري وهو منكرُ الحديثِ كما قال ابنُ عدي.

والله المستعان.

8 - 11 - 1441هـ