الدرس 50

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها :

1- " نهى عن بيع وشرط "

لا أصلَ له.

قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ : يروى في حكاية عن أبي حنيفة وابنِ أبي سلمة وشريكٍ ، ذكره جماعةٌ من المصنفين في الفقه ولا يوجد في شيءٍ من دواوين الحديثِ ،كما أن الأحاديثَ الصحيحةَ تعارضُه

2- " سلوا اللهُ ، عزَّ وجلَّ ، من فضله فإنَّ اللهَ يحبُ أن يُسألَ ، وأفضلُ العبادةِ انتظارُ الفرجِ ".

ضعيفٌ جدا.

رواه الترمذي وابنُ أبي الدنيا من طريق حمَّادِ بنِ واقدٍ ، قال: سمعتُ إسرائيلَ بنَ يونسَ عن أبي إسحاقَ الهمدانيِّ عن أبي الأحوصِ عن ابن مسعودٍ مرفوعا

قال الترمذي :" هكذا روى حمادُ بنُ واقدٍ هذا الحديثَ ، وحمادُ ليس بالحافظِ" . وروى أبو نعيم هذا الحديثَ عن إسرائيلَ عن حكيمِ بنِ جُبَيرٍ عن رجلٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم . حكيمُ بنُ جُبيرٍ أشدُّ ضعفًا من ابنِ واقٍد فقدْ اتَّهمَهُ الجوزجاني بالكذب .

3- " نهى أن يركبَ ثلاثةٌ على دابةٍ "

ضعيفٌ ، رُوي من حديث جابر ، قال الهيثميُّ : " رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمانُ بنُ داودَ الشاذُكونيِّ وهو متروكٌ"، الشاذكونيُّ كان يكذبُ .

4- " رُبَّ عابدٍ جاهلٍ ، ورُبَّ عالمٍ فاجرٍ ، فاحذروا الجُهَّالَ من العُبَّاد ، والفُجَّارَ من العلماءِ ، فإن أولئك فتنةُ الفُتناءِ "

موضوعٌ

رواه ابنُ عديِّ في الكامل ومن طريقه ابنُ عساكرَ من طريق بشرِ بنِ إبراهيمَ قال : حَدَّثَنا ثورُ بنُ يزيدَ عن خالدِ بنِ معدان عن أبي أسامةَ مرفوعًا

وقال ابنُ عساكر :" تفرد به بشرُ هذا". وهو وضَّاعٌ ، وقال ابنُ عدي : إنه منكرُ الحديثِ عن الثقات والأئمةِ ، ثم ساق له أحاديثَ وقال : إنها بواطيلُ وضعها بِشْرُ .

5- " مَنْ حجَّ من مكةَ ماشياً حتى يرجعَ إلى مكةَ كتب اللهُ له بكل خطوة سبعَمائةِ حسنةٍ ، كلُّ حسنة مثلُ حسناتِ الحرمِ ، قيل : وما حسناتُ الحرمِ ؟ قال : لكل حسنةٍ مائةُ ألفِ حسنة "

ضعيفٌ جدا

أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط والبيهقي من طريق عيسى بنِ سوادةَ عن إسماعيلَ بنِ أبي خالد عن زاذان عن ابن عباس مرفوعًا

قال الطبراني : "لم يروه عن إسماعيلَ إلا عيسى". وهو ضعيفٌ جدا ، قال أبو حاتم : منكرُ الحديث.

6- " إن للحاج الراكب بكل خطوة تخطوها راحلتُهُ سبعين حسنةً ، والماشي بكل خطوة يخطوها سبعَمائةِ حسنة "

ضعيف

أخرجه الطبراني من طريق يحيى بنِ سليم عن محمد ابنِ مسلمٍ الطائفي عن إسماعيلَ بن أميَّة عن سعيد ابن جبير عن ابنِ عباس مرفوعا.

وهذا إسنادٌ ضعيف ، يحيى بنُ سليم ومحمد بنُ مسلم ضعفهما أحمد وغيره .

7- " للماشي أجرُ سبعين حِجَّةً ، وللراكب أجرُ ثلاثين حجةً "

موضوعٌ

رواه الطبراني عن محمد بن المحصن العكاشي حدثنا إبراهيمُ بنُ أبي عبلة عن عبد الواحد بن قيسٍ سمعت أبا هريرة يقول : " قدم على النبي صلى الله عليه وسلم جماعةٌ من مزينة وجماعةٌ من هذيل وجماعةٌ من جهينة ، فقالوا : يا رسولَ الله خرجنا إلى مكةَ مشاة ، وقوم يخرجون ركبانا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ... فذكره

قال الطبراني :" لم يروه عن إبراهيم إلا محمدُ بنُ المحصن" وهو كذابٌ ، وقال الهيثمي : متروكٌ .

8- " صائمُ رمضانَ في السفر كالمفطرِ في الحضر "

منكرٌ

رواه ابن ماجه من طريق أسامة بن زيد عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبدِ الرحمنِ عن أبيه عبد الرحمنِ بنِ عوفٍ مرفوعا

وهذا إسنادٌ ضعيفٌ له علتان :

الأولى : الانقطاعُ ، لأن أبا سلمة لم يسمع عن أبيه

الثانية : أسامةُ بنُ زيد في حفظه ضعفٌ .

9- " الصبرُ نصفُ الإيمانِ واليقينُ الإيمانُ كلُّه "

منكرٌ

رواه ابن الأعرابي وأبو الحسن الأزدي وأبو نعيم والخطيب من طريق يعقوبَ بنِ حميد بن كاسب عن محمد بن خالد المخزومي عن سفيان الثوري عن زبيد الأيامى عن أبي وائل عن ابن مسعود مرفوعا

وقال أبو نعيم والخطيب : "تفرد به المخزومي عن سفيان بهذا الإسناد" والمخزومي هذا قال عنه الذهبي في الميزان : قال ابن الجوزي : مجروح . وقال الحافظ في اللسان : قال أبو علي النيسابوري : هذا حديث منكر لا أصل له من حديث زبيد ولا من حديث الثوري .

10- " ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته ولا آخرتَه لدنياه حتى يصيبَ منهما جميعا ، فإن الدنيا بلاغٌ إلى الآخرة "

باطلٌ

رواه الخطيب من طريق محمد بن هاشم البعلبكي حدثني أبي هاشم بنُ سعيد عن يزيدَ بن زياد البصريّ عن حميد الطويل عن أنس بن مالك مرفوعا

وهذا إسناد ضعيف جدا ، وآفتُه يزيدُ هذا وهو الدمشقي ويقال له ابنُ أبي زياد ، وهو متهم ، قال عنه البخاري : منكر الحديث ، وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث كأن حديثه موضوع .

والله المستعان
11 - 11 - 1441هـ