الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاة والسَّلامُ على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين وبعدُ
قولُ المصنف : " باب لايقال: السَّلامُ عَلَى الله."
إذا قال المسلم : السلام عليكم ، فهو دعاءٌ للمسلم، وطلبٌ له أن يسلم من الشر كله، والله المطلوب منه لا المطلوب له، وهو المدعو لا المدعو له، وهو الغني له ما في السموات وما في الأرض، استحالَ أن يسلم عليه سبحانه وتعالى، بل هو المسلم على عباده، كما قال تعالى:" قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ ۗ "(النمل 59)، وقال "وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ "(الصافات181)،وقال "تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ۚ " (الأحزاب44).
ومناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد أنه لمَّا كان السَّلامُ من أسماء الله فإنَّهُ لا يقال: السَّلامُ على الله ؛ لأنَّه هو السَّلام جَلَّ وَعَلا.
قوله: " في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:" كنَّا إذا كنَّا مع النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم- في الصَّلاة قُلْنَا : السَّلامُ عَلى اللهِ مِن عباده، السَّلام على فُلانٍ وفُلانٍ، فَقَالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم : لا تقولوا : السَّلامُ على الله ؛ فإنَّ اللهَ هو السَّلام".
قوله" في الصحيح" أي في صحيح البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.
قوله صلى الله عليه وسلم " لا تقولوا : السَّلامُ على الله "هذا نهيٌ مِنْهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن هذا الكلامِ ، والنَّهْيُ يقتضي التحريمَ، ثمَّ بيَّنَ صلى الله عليه وسلَّم السَّببَ في ذلكَ فَقَالَ:"فإنَّ اللهَ هو السَّلام" أي أنَّ السَّلام من أسماء الله ؛ كما قال تعالى:"هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ "(الحشر23)، فَالسَّلام معناه : السَّالمُ من الآفاتِ والعيوبِ والنقائص ، والمسلمُ لغيره منها.
قول المصنف: فيه مسائل:
"الأولى: تفسير السلام"، أي السالم والمسلم لغيره.
"الثانية : أنه تحية "، فمعناه أنه يقول : أدعو لكم بالسلامة بأنْ يحفظَكُم اللهُ مِمَّا تكرهونَ.
"الثالثة ": أنها لا تصلح لله ، لأنَّ الله هو السالم المسلم، فهو يُدْعَى ولا يُدْعَى له .
"الرابعة:العِلَّة في ذلك "،لأنك إذا دعوت لله فهذا انتقاص في حق الله ولا يجوز.
"الخامسة: تعليمهم التحية التي تصلح لله "، وتؤخذ من تكملة الحديث ، "فإذا صلَّى أحدُكم فليقل: التَّحيَّاتُ لله "
وبالله التوفيق.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
1434/6/5هـ