الدرس 45

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها :

1 - " الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد، والخلق السوء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل ".
ضعيف جدا.
وله طريقان:
الأول عن ابن عباس، رواه الطبراني في " الكبير " وأبو محمد القاري في " حديثه " عن عيسى بن ميمون قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يحدث عن ابن عباس مرفوعا.
وهذا إسناد ضعيف جدا، عيسى هذا، هو المدني، ويعرف بالواسطي، هو متروك الحديث.
الآخر: عن أنس، أخرجه تمام في " الفوائد " عن مخيمر ابن سعيد المنبجي، حدثنا روح بن عبد الواحد، حدثنا خليد بن دعلج، عن الحسن، عن أنس مرفوعا.
وهذا سند ضعيف جدا أيضا، خليد بن دعلج، قال النسائي: ليس بثقة، وعده الدارقطني في جماعة من المتروكين.

2 - " إن حسن الخلق ليذيب الخطيئة كما تذيب الشمس الجليد ".
ضعيف جدا.
رواه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " من طريق بقية ابن الوليد، حدثني أبو سعيد، حدثني عبد الرحمن بن سليمان، عن أنس بن مالك مرفوعا.
وهذا سند ضعيف جدا، أبو سعيد هذا من شيوخ بقية المجهولين الذين يدلسهم، قال ابن معين: إذا لم يسم بقية شيخه وكناه فاعلم أنه لا يساوي شيئا.

3 - " ألا إنه لم يبق من الدنيا إلا مثل الذباب تمور فى جوها، فالله الله فى إخوانكم من أهل القبور، فإن أعمالكم تعرض عليهم ".
ضعيف.
أخرجه الحاكم من طريق أبي إسماعيل السكوني، قال: سمعت مالك بن أدى يقول: سمعت النعمان بن بشير يقول مرفوعا، وقال: صحيح الإسناد ورده الذهبي بقوله:" قلت: فيه مجهولان". وهما السكوني وابن أدى كما صرح في " الميزان " أنهما مجهولان
4 - " كان إبليس أول من ناح وأول من تغنى ".
لا أصل له.
وقد أورده الغزالي من حديث جابر مرفوعا، فقال الحافظ العراقي في تخريجه: لم أجد له أصلا من حديث جابر، وذكره صاحب " الفردوس " من حديث علي بن أبي طالب، ولم يخرجه ولده في " مسنده "

5- " من طلب ما عند الله كانت السماء ظلاله والأرض فراشه ، لم يهتم بشيء من أمر الدنيا فهو لا يزرع ويأكل الخبز وهو لا يغرس الشجر ويأكل الثمار توكلاً على الله تعالى وطلبا لمرضاته ، فَضَمَّنَ الله السماواتِ السبعَ والأرضين السبع رزقه ، فهم يتعبون فيه ويأتون به حلالا ويستوفي هو رزقه بغير حساب عند الله تعالى حتى أتاه اليقين "

موضوع .

أخرجه الحاكم من طريق إبراهيم بن عمرو السكسكي حدثنا أُبَيُّ حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر مرفوعا .

قال الذهبي : هذا منكر وموضوع ، عمرو السكسكي متهم عند ابن حبان وإبراهيم ابنه قال عنه الدارقطني : متروك .

6-"ألا أخبركم بأفضل الملائكة: جبريل عليه السلام وأفضل النبيين آدم، وأفضل الأيام يومِ الجمعة وأفضلِ الشهورِ شهرِ رمضان ، وأفضل الليالي ليلة القدر ، وأفضل النساء مريم بنت عمران "

موضوع .

رواه الطبراني من طريق نافع أبي هرمز عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعا

وهذا موضوع ، نافع أبو هرمز كذَّبه ابنُ معين ، وقال النسائي:" ليس بثقة ". ثم إنه يخالف الحديث الصحيح فأفضل النبيين هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، بدليل الحديث الصحيح " أنا سيد الناس يوم القيامة " رواه مسلم.

7- " يكون في آخر الزمان عبَّادٌ جهَّالٌ ، وقرَّاءٌ فسقةٌ "

موضوع

أخرجه الحاكم وأبو نعيم من طريق يوسفَ بنِ عطية عن ثابت عن أنس مرفوعا.

وقال أبو نعيم: "غريب لم نكتبه إلا من حديث يوسفَ ابنِ عطية وفي حديثه نكارة ". اتهمه ابنُ حبان بالوضع ، وتعقبه الذهبي بقوله : يوسفُ هالكٌ ، وقال البخاري مشيرا إلى شدة ضعفه واتهامه : منكرُ الحديث .

8- "لا تزال هذه الأمة (أو قال: أمتي) بخير ما لم يتخذوا في مساجدهم مذابح كمذابحِ النصارى "

ضعيف ، أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه حدثنا وكيع قال حدثنا أبو إسرائيل عن موسى الجهني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره

وهذا سند ضعيف وله علتان :

الأولى : ضَعْفُ أبي إسرائيل ، واسمه إسماعيل بن خليفة العبسي فقد قال عنه الحافظ بن حجر العسقلاني في التقريب : صدوق سيء الحفظ .

الثانية : الإعضال ، فإن موسى الجهني يروي عن الصحابة بواسطة التابعين فهو من أتباع التابعين فكيف يقول مباشرة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

9- " حضرتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نهض إلى المسجد فدخل المحراب ثم رفع يديه بالتكبير ثم وضع يمينه على يسراه على صدره "

ضعيف ، أخرجه البيهقي عن محمد بن حجر الحضرمي حدثنا سعيد بن عبد الجبار بن وائل عن أبيه عن أمه عن وائل

فيه سعيد بن عبد الجبار ، قال عنه النسائي : ليس بالقوي ، ومحمدُ بنُ حجر ضعيفٌ .

10- " لو اعتقد أحدكم بحجر لنفعه "

موضوع ، كما قال ابن تيمية وغيرُه ، وقال ابن القيم : هو من كلام عبَّاد الأصنام الذين يحسنون ظنهم بالأحجار ، وقال ابن حجر العسقلاني : لا أصل له .

والله المستعان

22 - 10 - 1441هـ