الدرس 145 الجزء الرابع: وجوب طاعة الله ورسوله

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 6 ذو القعدة 1445هـ | عدد الزيارات: 116 القسم: تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد :

الواجب على كل مسلم ومسلمة امتثالُ أمرِ الله ورسولِه وتركُ ما نهى اللهُ عنه ورسولُه والتواصي بذلك والتعاون عليه وعدمُ الالتفاتِ إلى الساخرين والمستهزئين بالمتمسكين بسنة النبي صلى الله عليه وسلم كتقصيرِ الثوب وإطالةِ اللحية والجلوسِ في المسجد لبعض الوقت ، لقول الله تعالى " قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسولَ فإن تولوا فإنما عليه ما حمِّل وعليكم ما حمِّلتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسولِ إلا البلاغُ المبين " النور 54 .

ولقوله:" تلك حدود الله ومن يطع الله ورسولَه يدخلْه جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم*ومن يعص الله ورسولَه ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين"النساء 13 ، 14.

ولقول النبي صلى الله عليه وسلم " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ، قالوا : يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " (قلت:رواه البخاري) .

ومن طاعة الله ورسوله المحافظة على الصلوات في أوقاتها وأداؤها في المساجد في حق الرجال وكذلك من طاعة الله ورسوله أداءُ الزكاة وصومُ رمضان وحجُ البيت من استطاع إليه سبيلا وبرُ الوالدين وصلةُ الرحم وحفظُ اللسان والجوارح عما حرم الله عز وجل ، والتعاون على البر والتقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ومن طاعة الله ورسوله في حق الرجل قصُّ الشارب وإعفاء اللحية والحذر من إسبال الملابس تحت الكعبين؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " خَالِفُوا المُشْرِكِينَ: وَفِّرُوا اللِّحَى، وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ " (قلت: رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري) ، وقال عليه الصلاة والسلام " ما أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ مِنَ الإزَارِ فَفِي النَّارِ. " (قلت: رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة )، ويلحق بالإزار جميع الملابس من السراويل والقميص والبشت ونحوِ ذلك .

التصفيق في الحفلات من أعمال الجاهلية وأقل ما يقال فيه الكراهة ، والأظهر في الدليل تحريمه لأن المسلمين منهيون عن التشبه بالكفرة وقد قال الله سبحانه في وصف الكفار من أهل مكة " وما كان صلاتهم عبد البيت إلا مكاء وتصدية " الأنفال 35 .

قال العلماء : المكاء الصفير والتصدية التصفيق ، والسنة للمؤمن إذا رأى أو سمع ما يعجبه أو ما ينكره أن يقول : سبحان الله ، أو يقول: الله أكبر ، كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ويشرع التصفيق للنساء خاصة إذا نابهن شيء في الصلاة أو كنَّ مع الرجال فسهى الإمام في الصلاة فإنه يشرع لهن التنبيه بالتصفيق أما الرجال فينبهونه بالتسبيح ، وبذلك يُعلم أن التصفيق من الرجال فيه تشبه بالكفرة وبالنساء ، وكل ذلك منهي عنه .

جميع ما يفعله العباد من حسنات وسيئات كلُّه بقدر كما قال الله تعالى: "إنَّا كُلَّ شيءٍ خلقناهُ بقدرٍ" القمر 49 ، وقال: "ما أصابَ من مُصيبةٍ في الأرضِ ولا في أنفُسِكم إلا في كتابٍ من قبلِ أن نَبْرَأَهَا" الحديد 22 .

ومع ذلك فالحسنات من فضل الله لأنه هو الذي وفق العبد لفعلها فله الحمد على ذلك ، وأما السيئات فهي بقدر الله ، وأسبابُها أفعالُ العباد ومعاصيهم ، كما قال تعالى " وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٍۢ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍۢ " الشورى 30 .

فهو سبحانه قدَّر الحسنات والسيئات ووفق العبد لفعل الحسنات ولم يوفق العصاة لترك السيئات لحكمة بالغة وأسباب يحدثها العباد وهو سبحانه المحمود على كل حال لكمال علمه وكمال حكمته وعدله .

ليس في الأدلة الشرعية ما يقتضي وجوبَ تغيير من هداه إلى الإسلام اسمَه إلا أن يكون هناك ما يقتضي ذلك شرعا كتعبيده لغير الله كعبد المسيح ونحوِ ذلك أو يكون اسما لا يستحسن التسمي به وغيرُه أفضلُ منه كَحُزْن يبدل بسهل ، وكذلك ما أشبهه من الأسماء التي لا يستحسن التسمي بها .

لكن التغيير فيما عُبِّد لغير الله يكون واجباً أما ما سواه فهو من باب الاستحسان والأفضلية .

ويدخل في القسم الثاني وهو الاستحسان والأفضلية الأسماء التي اشتهر النصارى بالتسمي بها ويتوهم من يسمعها أن صاحبَها نصراني فالتغيير فيها مناسب جدا .

ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خُلِقَتِ المَلائِكَةُ مِن نُورٍ، وخُلِقَ الجانُّ مِن مارِجٍ مِن نارٍ، وخُلِقَ آدَمُ ممَّا وُصِفَ لَكُمْ. " – يعني من الطين – رواه مسلم ، أما الحكمة في ذلك فالله سبحانه وتعالى أعلم بها وهو الحكيم العليم في كل ما يخلقه ويشرعه لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ، وهو على كل شيء قدير .

وبالله التوفيق

٥ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

9 + 6 =

/500
جديد الدروس الكتابية
 الدرس 168 الجزء الرابع المثل الأعلى - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
 الدرس 167 الجزء الرابع  حكم من قُتِل في سبيل مكافحة المخدرات - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
 الدرس 166 الجزء الرابع  العلاج الشرعي - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
 الدرس 165 الجزء الرابع  السكن مع العوائل في الخارج - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 164 الجزء الرابع تفسير آيات كريمات - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
 الدرس 163 الجزء الرابع   الإحسان للبنات - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
روابط ذات صلة