الدرس 145تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 25 شعبان 1443هـ | عدد الزيارات: 466 القسم: تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- "إذا ضرب أحدكم خادمه فذكر الله فليمسك، (وفي رواية) : فارفعوا أيديكم ".
ضعيف جدا
رواه الترمذي وعبد بن حميد في " المنتخب من المسند " وتمام في " الفوائد " والبغوي في " شرح السنة " وابن عساكر في " تاريخ دمشق " عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا، وقال الترمذي والبغوي: " أبوهارون العبدي اسمه عمارة بن جوين، ضعفه شعبة ". بل ضعفه جدا

2- " أفضل الصدقة اللسان، قالوا: وما صدقة اللسان؟ قال: الشفاعة؛ يفك بها الأسير، ويحقن بها الدم، ويجر بها المعروف والإحسان إلى أخيك المسلم، وتدفع عنه الكريهة ".
ضعيف
أخرجه ابن الأعرابي في " المعجم " : حدثنا عبد الله (يعني ابن أيوب المخرمي) : حدثنا مروان (يعني ابن جعفر بن سعد بن سمرة) : حدثني محمد بن هاني عن محمد بن يزيد عن المستلم بن سعيد عن أبي بكر عن الحسن عن سمرة مرفوعا. وأخرجه البيهقي في " الشعب " من طريق أخرى عن مروان به لكن سقط منه بعض رجال إسناده.
وهذا إسناد ضعيف جدا، فيه علل:
الأولى: عنعنة الحسن، وهو البصري، فقد كان مدلسا.
الثانية: ضعف أبي بكر، وهو الهذلي، قال الحافظ:
" متروك الحديث ".
الثالثة: جهالة حال محمد بن هاني

3- " يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنا مهاجرا، فلا تسبوا أباه، فإن سب الميت يؤذي الحي، ولا يبلغ الميت، فلما بلغ باب رسول الله صلى الله عليه وسلم استبشر ووثب له رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما على رجليه، فرحا بقدومه ".
موضوع
أخرجه الحاكم من طريق محمد بن عمر: أن أبا بكر بن عبد الله بن أبي سبرة: حدثه موسى بن عقبة عن أبي حبيبة مولى عبد الله بن الزبير عن عبد الله بن الزبير قال فذكر الحديث.

سكت عليه الحاكم والذهبي، وإسناده واه جدا، بل موضوع، آفته ابن أبي سبرة، أومحمد بن عمر، وهو الواقدي، وكلاهما كذاب وضاع، وأبو حبيبة لا يعرف

4- " المدينة خير (وفي رواية: أفضل) من مكة ".
باطل
رواه البخاري في " التاريخ الكبير" والمفضل الجندي في " فضائل المدينة "والطبراني في " الكبير " عن محمد ابن عبد الرحمن العامري عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت ...

وهذا سند ضعيف، علته محمد بن عبد الرحمن العامري، وهو الرداد، قال أبو حاتم: "ليس بقوي" وقال أبو زرعة: "لين". وقال ابن عدي: "رواياته ليست محفوظة"

5- "إني سألت ربي عز وجل فقلت: اللهم إنك أخرجتني من أحب أرضك إلي، فأنزلني أحب الأرض إليك، فأنزلني المدينة ".
موضوع
أخرجه الحاكم من طريق الحسين بن الفرج: حدثنا محمد بن عمر: وحدثني الضحاك بن عثمان: أخبرني عبد الله بن عبيد بن عمير: سمعت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام يحدث عن أبيه قال : ...

وهو إسناد هالك، آفته محمد بن عمر، وهو الواقدي، فإنه كذاب

6- " حد الساحر ضربة بالسيف ".
ضعيف
أخرجه الترمذي والدارقطني والحاكم والطبراني في " المعجم الكبير " والرامهرمزي في " الفاصل "وابن عدي في " الكامل " وعنه البيهقي من طريق إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن عن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قال الترمذي:" لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه، وإسماعيل بن مسلم المكي يضعف في الحديث ، والصحيح عن جندب موقوف "

7- "من خلال المنافق: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان. ولكن المنافق إذا حدث وهو يحدث نفسه أنه يكذب، وإذا وعد وهو يحدث نفسه أنه يكذب (لعله: يخلف) ، وإذا ائتمن وهو يحدث نفسه أنه يخون ".
منكر بهذا التمام
أخرجه الطبراني في "الكبير" من طريق مهران بن أبي عمر: حدثنا علي بن عبد الأعلى عن أبي النعمان: حدثني أبو الوقاص: حدثني سلمان الفارسي قال:...

وإسناده ضعيف، أبو النعمان وأبو وقاص كلاهما مجهول كما قال الترمذي ثم الذهبي، ثم العسقلاني

8- " احضروا موتاكم، ولقنوهم لا إله إلا الله، وبشروهم بالجنة، فإن الحليم من الرجال والنساء يتحيرون عند ذلك المصرع، وإن الشيطان لأقرب ما يكون عند ذلك المصرع، والذي نفسي بيده لا تخرج نفس عبد من الدنيا حتى يألم كل عرق منه على حياله ".
ضعيف
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " من طريق إسماعيل بن عياش عن أبي معاذ عتبة بن حميد عن مكحول عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره وقال: " غريب من حديث مكحول لم نكتبه إلا من حديث إسماعيل ". وهو ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وهذه منها

9- "من قرأ في إثر وضوئه: "إنا أنزلناه في ليلة القدر" مرة واحدة كان من الصديقين، ومن قرأها مرتين كتب في ديوان الشهداء، ومن قرأها ثلاثا حشره الله محشر الأنبياء".
موضوع
رواه الديلمي في "مسند الفردوس" من طريق أبي عبيدة عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وأبو عبيدة مجهول. كذا في " الحاوي للفتاوي " للسيوطي وفيه علة أخرى وهي عنعنة البصري. وأما الحديث فلوائح الوضع عليه ظاهرة، وظني أن الآفة من هذا المجهول أوممن دونه

10- "ليهبطن عيسى ابن مريم حكما عدلا، وإماما مقسطا، وليسلكن فج [الروحاء] حاجا أومعتمرا، أوليثنينهما، وليأتين قبري حتى يسلم علي، ولأردن عليه ".
منكر بهذا التمام وأخرجه الحاكم من طريق يعلى ابن عبيد: حدثنا محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عطاء مولى أم صبية قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فكذكره، وقال: " صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة ". ووافقه الذهبي. وأقول: كلا، بل هو ضعيف، فيه ثلاث علل:
الأولى: جهالة عطاء هذا قال الذهبي نفسه في ترجمته من "الميزان": "لا يعرف، تفرد عنه المقبري".
الثانية: عنعنة ابن إسحاق، فإنه مدلس مشهور بذلك.
الثالثة: الاختلاف عليه في إسناده

والله المستعان

1443/8/25 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

8 + 8 =

/500
جديد الدروس الكتابية
 الدرس 146 الجزء الرابع  الاستسلام لشرع الله - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 145 الجزء الرابع: وجوب طاعة الله ورسوله - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 144  الجزء الرابع الحلف بغير الله - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 143 الجزء الرابع تأويل الصفات - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 142 الجزء الرابع التحدث بالنعم والنهي عن الإسراف - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 141 الجزء الرابع ‌‌أخلاق أهل العلم  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
روابط ذات صلة