الدرس 146 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1-"ليس صدقة أعظم أجرا من الماء".
ضعيف جدا
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " من طريق البيهقي بسنده عن داود بن عطاء عن يزيد بن عبد الملك بن المغيرة النوفلي عن أبيه عن يزيد بن خصيفة عن يزيد بن رومان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره

فقال المناوي: "رمز لحسنه وفيه داود بن عطاء أورده الذهبي في "الضعفاء والمتروكين" وقال: "قال البخاري: متروك " ويزيد بن عبد الملك النوفلي ضعفوه. وسعيد بن أبي سعيد قال ابن عدي: "مجهول"

2- "خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة: اول ليلة من رجل، وليلة النصف من شعبان، وليلة الجمعة، وليلة الفطر، وليلة النحر".
موضوع
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" من طريق أبي سعيد بندار بن عمر بن محمد الروياني بسنده عن إبراهيم بن أبي يحيى عن أبي قعنب عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. أورده في ترجمة بندار هذا، وروى عن عبد العزيز النخشبي أنه قال: "لا تسمع منه، فإنه كذاب". وإبراهيم بن أبي يحيى كذاب أيضا كما قال يحيى وغيره. وهو من شيوخ الشافعي الذين خفي عليه حالهم. وأبو قعنب، لم أعرفه.

3- "سادة السودان أربعة: لقمان الحبشي، والنجاشي، وبلال، ومهجع".
ضعيف
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" من طريق أحمد ابن شبويه: حدثنا سليمان بن صالح: حدثني عبد الله يعني ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف، فإنه مع إرساله؛ فيه أحمد بن شبويه مجهول.

4- "خير السودان أربعة: لقمان، والنجاشي، وبلال، ومهجع".
ضعيف
أخرجه ابن عساكر من طريق أبي صالح عن معاوية عن الأوزاعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا إسناد معضل كما قال السيوطي في "الجامع" لأن الأوزاعي واسمه عبد الرحمن بن عمرو من أتباع التابعين، والسند إليه فيه ضعف؛ لأن أبا صالح وهو عبد الله أبي صالح كاتب الليث متكلم فيه من قبل حفظه.

5-"خير السودان ثلاثة: لقمان، وبلال، ومهجع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم".
منكر
أخرجه الحاكم: أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني: حدثنا جدي: حدثنا الحكم عن الهقل بن زياد عن الأوزاعي: حدثني أبو عمار عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وقال: "صحيح الإسناد". وتعقبه الذهبي بقوله "كذا قال: "مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم" ولا أعرف ذا "، يشير إلى نكارة هذا القول.

6- "إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم".
ضعيف جدا
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" وكذا الطبراني في "الكبير" وابن عدي من طريق سليمان أبي إدام قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
وهذا إسناد واه جدا، سليمان هذا وهو ابن زيد المحاربي قال ابن معين: "ليس بثقة، كذاب، ليس يسوى حديثه فلسا"

7- "من سأل في المساجد فاحرموه".
لا أصل له
كما قال السيوطي في "الحاوي للفتاوي"، وهو من الأحاديث التي وقعت في كتاب " المدخل " لابن الحاج ، وكم فيه من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وما لا أصل له، وهو في هذا شبيه بكتاب " الإحياء "للغزالي، كما لا يخفى على من درس الكتابين من أهل العلم

8- "هل منكم أحد أطعم اليوم مسكينا؟ فقال أبو بكر رضي الله عنه: دخلت المسجد فإذا أنا بسائل، فوجدت كسرة خبز في يد عبد الرحمن، فأخذتها منه، فدفعتها إليه ".
منكر
أخرجه أبو داود والحاكم وعنه البيهقي من طريق مبارك بن فضالة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم "! ووافقه الذهبي! وهذا من عجائبهما، ولا سيما الذهبي؛ فإنه أورد المبارك هذا في "الضعفاء والمتروكين" وقال: "ضعفه أحمد والنسائي، وكان يدلس "

9- "ليس لقاتل وصية".
موضوع
رواه الطبراني في "الأوسط" والدارقطني في " سننه "والبيهقي عن بقية عن مبشر بن عبيد عن حجاج بن أرطاة عن عاصم عن زر عن علي، وقال الطبراني: " لا يروى عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به بقية ". وهو مدلس، ومثله حجاج بن أرطاة، لكن الآفة من الذي بينهما، وبه أعله الدارقطني فقال: " مبشر بن عبيد متروك الحديث يضع الحديث "

10- " الله الله فيمن ليس له ناصر إلا الله ".
ضعيف
أخرجه ابن عدي في "الكامل": حدثنا أحمد بن عمر بن المهلب أبو الطيب المصري: حدثنا عيسى بن إبراهيم ابن مثرود: حدثنا رشدين بن سعد عن إبراهيم بن نشيط عن ابن حجيرة الأكبر عن أبي هريرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال: " وهذا الحديث كتبته عن جماعة عن عيسى بن مثرود، ولم يقل في هذا الإسناد أحد : " عن أبي هريرة " إلا ابن المهلب هذا، وغيره يرسله ". وابن المهلب هذا لم أجد له ترجمة، والإسناد ضعيف مسندا ومرسلا، وعيسى بن إبراهيم بن مثرود ذكره ابن أبي حاتم برواية ابن خزيمة عنه، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وشيخه رشدين بن سعد معروف بالضعف لسوء حفظه، وفي " التقريب ": " ضعيف

والله المستعان

1443/9/9 هـ