الدرس 46

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " من بلغه عن الله شيء فيه فضيلة فأخذ به إيمانا به ورجاء ثوابه أعطاه الله ذلك وإن لم يكن كذلك "

موضوع ، أخرجه الحسن بن عرفة ، والخطيب عن فرات بن سلمان وعيسى بنَ كثير كلاهما عن أبي رجاء عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله مرفوعا

ومن هذه الطريق ذكره ابن الجوزي في الموضوعات وقال : لا يصح ، أبو رجاء كذاب وأقره السيوطي في اللآليء ، وأنا لم أعرف أبا رجاء هذا .

2- " من بلغه عن الله فضل فأخذ بذلك الفضل الذي بلغه أعطاه الله ما بلغه وإن كان الذي حدَّثه كاذباً "

موضوع ، أخرجه البغوي وابن عبد البر وابن عساكر من طريق عبَّاد بن عبد الصمد عن أنس مرفوعا

عبَّاد متهم ، قال الذهبي : " وهَّاه ابنُ حبان" أي : ضعفه ، وقال : حدَّث عن أنس بنسخة كلها موضوعة

3- " من بلغه عن الله فضيلة فلم يُصَدِّقْ بها لم ينلها "

موضوع .

رواه ابن عدي في الكامل عن بزيع أبي الخليل الخصاف عن ثابت عن أنس مرفوعا.

وقال ابن عدي :" لا أعلم رواه غير بزيع أبي الخليل" وهو متهم بالوضع ، قال ابن حبان : يأتي عن الثقات بأشياء موضوعات كأنه المتعمد لها ، وقال الدارقطني : كل شيء يرويه باطل ، وقال الحاكم : يروي عن الثقات أحاديث موضوعة .

4- " إذا صليتم فقولوا : سبحان الله ثلاثا وثلاثين والحمد لله ثلاثا وثلاثين والله أكبر ثلاثا وثلاثين ، ولا إله إلا الله عشرا ، فإنكم تدركون بذلك من سبقكم وتسبقون من بعدكم "

ضعيف .

أخرجه النسائي والترمذي من طريق عتِاب بن بشير عن خصيف عن مجاهد وعكرمة عن ابن عباس .

إسناده ضعيف ، خصيف هو ابن عبد الرحمن الجزري ، صدوق سيء الحفظ ، وعتاب صدوق يخطيء .

5- " الرجل الصالح يأتي بالخبر الصالح ، والرجلُ السوءُ يأتي بالخبر السوء ".

موضوع ، أخرجه أبو نعيم في الحلية وابن عساكر من طريق محمد بن القاسم الطالكاني قال حدثنا عمرُ بنُ هارونَ عن داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا.

قال أبو نعيم: "غريب لم نكتبه إلا من حديث محمدِ ابنِ القاسم"، وهو وضَّاع ، وشيخُه عمرُ بن هارون كذاب.

6- " إن فاطمة حصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار "

ضعيف جدا .

أخرجه الطبراني والعقيلي في الضعفاء وابن عدي في الكامل عن معاوية بن هشام حدثنا عمر بن غياث الحضرمي عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود مرفوعا.

فيه عمر بن غياث ، قال العقيلي : قال البخاري : في حديثه نظر ، واتَّهَمَه ابن حبان فقال : يروي عن عاصم ما ليس من حديثه ، وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل عن أبيه : هو منكر الحديث .

7- " إن الله غيرُ معذبكِ - يعني فاطمةَ رضي الله عنها - ولا ولدَها ".

ضعيف .

أخرجه الطبراني، قال حدثنا أحمد بن مابهرام الأيذجي أنبأنا محمد بن مرزوق حدثنا إسماعيل بن موسى بن عثمان الأنصاري قال سمعت صيفي بنَ رِبْعي يُحدِّث عن عبد الرحمنِ بنِ الغسيلِ عن عكرمةَ عن ابن عباس مرفوعًا.

فيه نظرٌ من وجوه :

الأول : أن إسماعيل بنَ موسى لم يوثقه غيرُ ابنِ حبان ، وقد ذكرنا مراراً أن توثيقه إذا تفرد به غيرُ موثوقٍ لا سيما إذا خالفه غيرُه ، فقد قال ابنُ أبي حاتم عن أبيه: إسماعيل بنُ موسى مجهولٌ .

الثاني : محمد بن مرزوق فيه لين كما قال ابن عدي .

8- " ديةُ ذمي ديةُ مسلم "

منكر.

أخرجه الطبراني والدارقطني والبيهقي من طريق أبي كرز القرشي عن نافع عن ابنِ عمرَ مرفوعًا .

وضعفه الدارقطني بقوله : لم يرفعه عن نافع غيرُ أبي كرز وهو متروك واسمُه عبدُ الله بنُ عبد الملك الفِهري .وذكر الذهبي في ترجَمتِه في الميزان أن هذا الحديث من أنكر ما لَهُ .

9- "صام نوح عليه الصلاة والسلام الدهر إلا يوم الفطر ويوم الأضحى ".

ضعيف.

أخرجه ابن ماجه من طريق ابن لهيعة عن جعفرِ بن ربيعة عن أبي فراس أنه سمع عبدَ الله بنَ عمرَ يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ... فذكره

قال البوصيري في الزوائد : "هذا إسناد ضعيف لضعف ابنِ لهيعة" وبقية رجال الإسناد ثقات . ثم إن الحديث ، لو صح ، لم يجز العمل به لأنه من شريعة مَنْ قبلَنا وهي ليست شريعة لنا لا سيما وقد ثبت النهيُ عن صيام الدهر في غير حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم .

10- " أنا أولى من وفَّى بذمته ، قاله صلى الله عليه وسلم حين أمر بقتل مسلم كان قد قتل رجلاً من أهل الذمة."

منكر .

أخرجه ابن أبي شيبة والطحاوي والدارقطني والبيهقي من طريق ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الرحمنِ بن البيلماني أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي له برجل من المسلمين قد قتل معاهداً من أهل الذمة فأمر به فضُرب عنقه وقال ... فذكره

وأعله الطحاوي بالإرسال ، وقد وصله الدارقطني والبيهقي من طريق عمّار بنِ مطر أنبأنا إبراهيمُ بنُ محمد الأسلمي عن ربيعة بنِ أبي عبد الرحمنِ عن ابن البيلماني عن ابن عمرَ مرفوعا .

وقال الدارقطني : لم يسنده غيرُ إبراهيم بنِ أبي يحيى وهو متروك الحديث ، وابن البيلماني ضعيف لا تقوم به حجة .

والله المستعان .

25 - 10 - 1441هـ