ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

الدرس 63 حديث الآحاد

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الثلاثاء 16 رجب 1441هـ | عدد الزيارات: 1073 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

حديث الآحاد لغة : جمع أحد بمعنى الواحد ، وخبر الواحد هو ما يرويه شخص واحد .

واصطلاحا : هو ما لم يجمع شروط المتواتر .

حكمه

يفيد العلم النظري ، أي العلم المتوقف على النظر والاستدلال .

أقسامه بالنسبة إلى عدد طرقه :-

أ- مشهور

ب- عزيز

ج- غريب

أولا : الحديث المشهور

لغة : هو اسم مفعول من شَهَرْتُ الأمر إذا أعلنته وأظهرته وسمي بذلك لظهوره .

واصطلاحا : ما رواه ثلاثة فأكثر في كل طبقة ما لم يبلغ حد التواتر .

مثاله

حديث ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه ... ) رواه البخاري ومسلم

الحديث المستفيض

لغة : اسم فاعل من استفاض ، مشتق من فاض الماء وسمي بذلك لانتشاره .

اصطلاحا

هو مرادف للمشهور وقيل أخص منه لأنه يشترط أن يستوي طرفا إسناده ولا يشترط ذلك في المشهور .

المشهور غير الاصطلاحي

يقصد به ما اشتهر على الألسنة من غير شروط تعتبر فيشمل :

أ- ما له إسناد واحد

ب- ما له أكثر من إسناد

ج- ما لا يوجد له إسناد أصلا

أنواع المشهور غير الاصطلاحي

أ- مشهور بين أهل الحديث خاصة : مثل حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " قنت شهرا بعد الركوع يدعو على رِعْلٍ وذكوان " أخرجه الشيخان

ب- مشهور بين أهل الحديث والعلماء والعوام ، مثل حديث " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " متفق عليه

ج- مشهور بين الفقهاء ، مثل حديث " أبغض الحلال إلى الله الطلاق " أعلَّه الألباني بالإرسال .

د- مشهور بين الأصوليين ، مثل حديث " رُفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه " صححه ابن حبان والحاكم

هـ- مشهور بين النحاة ، مثل حديث ( نِعْم العبد صهيب لو لم يَخَفِ الله لم يَعْصِه ) لا أصل له

و- مشهور بين العامة ، مثل حديث ( العجلة من الشيطان ) أخرجه الترمذي وحسنه الألباني .

حكم المشهور

المشهور الاصطلاحي وغير الاصطلاحي لا يوصف بكونه صحيحا أو غير صحيح ، بل منه الصحيح ومنه الحسن والضعيف بل والموضوع لكن إن صح المشهور الاصطلاحي فتكون له ميزة ترجحه عن العزيز والغريب .

أشهر المصنفات فيه

أ- المقاصد الحسنة فيما اشتهر على الألسنة للسخاوي .

ب- كشف الخفاء ومزيل الإلباس فيما اشتهر من الحديث على ألسنة الناس للعجلوني .

ج- تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث لابن الدَّيْبَع الشيباني .

ثانيا : الحديث العزيز

لغة : هو صفة مشبهة من عَزَّ يَعِزُّ ، بالكسر أي قلَّ وندر ، وسمي بذلك لقلة وجوده وندرته .

واصطلاحا : أن لا يقل رواته عن اثنين في جميع طبقات السند .

شرح التعريف

يعني أن لا يوجد في كل طبقة من طبقات السند أقل من اثنين أما إن وجد في بعض طبقات السند ثلاثة فأكثر فلا يضر بشرط أن تبقى ولو طبقة واحدة فيها اثنان ، لأن العبرة لأقل طبقة من طبقات السند .

مثاله

ما رواه الشيخان من حديث أنس ، والبخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين )

أشهر المصنفات فيه

لم يصنف العلماء مصنفات خاصة للحديث العزيز بسبب قلته ولعدم حصول فائدة مهمة من تلك المصنفات .

ثالثا : الحديث الغريب

لغة : هو صفة مشبهة بمعنى المنفرد أو البعيد عن أقاربه .

واصطلاحا : هو ما ينفرد بروايته راوٍ واحد في طبقة واحدة على الأقل من طبقات سنده ، ويطلق عليه أيضا حديث الفَرْد .

أقسامه

يقسم الغريب بالنسبة لموضع التفرد فيه إلى قسمين : غريب مطلق ، وغريب نسبي :

أ- الغريب المطلق أو الفرد المطلق

هو ما كانت الغرابة في أصل سنده أي ما ينفرد بروايته شخص واحد في أصل سنده .

مثاله : حديث ( إنما الأعمال بالنيات ) تفرَّد به عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وقد يستمر التفرد إلى آخر السند ، وقد يرويه عن ذلك المتفرد عدد من الرواة .

ب- الغريب النسبي أو الفرد النسبي

هو ما كانت الغرابة في أثناء سنده ، أي يرويه أكثر من راوٍ في أصل سنده ثم ينفرد بروايته راو واحد عن أولئك الرواة .

مثاله : حديث مالك عن الزهري عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم " دخل مكة وعلى رأسه المِغْفَر " أخرجه الشيخان ، تفرد به مالك عن الزهري

وسمي بالغريب النسبي لأن التفرد وقع فيه بالنسبة إلى شخص معين

أنواع الغريب النسبي

أ- تَفَرُّدُ ثقة برواية الحديث : كقولهم : لم يروه ثقة إلا فلان .

ب- تفرد راو معين عن راو معين : كقولهم : تفرد به فلان عن فلان .

ج- تفرد أهل بلد أو أهل جهة : كقولهم : تفرد به أهل مكة أو أهل الشام .

د- تفرد أهل بلد أو جهة عن أهل بلد أو جهة أخرى : كقولهم : تفرد به أهل البصرة عن أهل المدينة أو تفرد به أهل الشام عن أهل الحجاز .

تقسيم آخر للغريب النسبي من حيث غرابة المتن أو السند

أ- غريب متناً وسنداً : وهو الحديث الذي تفرد برواية متنه راوٍ واحد .

ب- غريب إسنادا لا متناً : كحديث روى متنه جماعة من الصحابة ، وانفرد واحد بروايته عن صحابي آخر ، وفيه يقول الترمذي ( غريب من هذا الوجه ) .

من مظان الغريب

أي مكان وجود أمثلة كثيرة له

أ- مسند البزَّار

ب- المعجم الأوسط للطبراني

أشهر المصنفات فيه

أ- غرائب مالك للدارقطني

ب- الأَفراد للدارقطني أيضا

ج- السنن التي تفرد بكل سُنَّةٍ منها أهل بلدة لأبي داود السجستاني

تقسيم حديث الآحاد بالنسبة إلى قوته وضعفه

أ- مقبول : وهو ما ترجَّح صِدق المُخبر به ، وحكمه : وجوب الاحتجاج والعمل به .

ب- مردود : وهو ما لم يترجح صِدْقُ المُخبر به ، وحكمه : أنه لا يُحتج به ولا يجب العمل به .

وبالله التوفيق

15 - 7 - 1441هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 6 =

/500