الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
الحديث المتواتر لغة : هو اسم فاعل مشتق من التواتر أي التتابع ، تقول تواتر المطر أي تتابع نزوله .
واصطلاحا : ما رواه عدد كثير تُحيل العادة تواطؤهم على الكذب .
ومعنى التعريف : أي هو الحديث الذي يرويه في كل طبقة من طبقات سنده رواة كثيرون يحكم العقل باستحالة أن يكون أولئك الرواة قد اتفقوا جميعا على اختلاق هذا الحديث .
شروطه
أ- أن يرويه عدد كثير من الرواة .
ب- أن توجد هذه الكثرة في جميع طبقات السند .
ج- أن تُحيل العادة تواطؤهم على الكذب .
د- أن يكون مُسْتَنَدُ خبرهم الحس كقولهم سمعنا أو رأينا .
حكمه
المتواتر يفيد العلم الضروري أي اليقيني الذي يضطر الإنسان إلى التصديق به تصديقا جازما كمن يشاهد الأمر بنفسه ، لذلك كان المتواتر كله مقبولا ولا حاجة إلى البحث عن أحوال رواته .
أقسامه:
ينقسم الحديث المتواتر إلى قسمين هما : لفظي ومعنوي
أ- المتواتر اللفظي : هو ما تواتر لفظه ومعناه .
مثل حديث ( من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) رواه بضعة وسبعون صحابيا .
ب- المتواتر المعنوي : هو ما تواتر معناه دون لفظه .
مثل أحاديث رفع اليدين في الدعاء ، فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم نحو مائة حديث كل حديث منها فيه أنه رفع يديه في الدعاء لكنها في قضايا مختلفة ، فكل قضية منها لم تتواتر والقدر المشترك بينها هو الرفع عند الدعاء ، ويسمى تواتر باعتبار مجموع الطرق .
وجوده:
يوجد عدد لا بأس به من الأحاديث المتواترة منها حديث الحوض وحديث المسح على الخفين وحديث رفع اليدين في الصلاة وحديث نضَّر الله امرأً وغيرها كثير ، لكن بالنسبة لأحاديث الآحاد فالأحاديث المتواترة قليلة جدا بالنسبة لها .
أشهر المصنفات فيه
أ- الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة للسيوطي وهو مرتب على الأبواب .
ب- قطف الأزهار للسيوطي أيضا وهو تلخيص للكتاب السابق .
ج- نظم المتناثر من الحديث المتواتر ، لمحمد بن جعفر الكتاني .
وبالله التوفيق
15 - 7 - 1441هـ