الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:
1- " أنا عربي والقرآن عربي ولسان أهل الجنة عربي "
موضوع ،
أخرجه الطبراني في الأوسط قال حدثنا سعدة بن سعد حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا عبد العزيز بن عمران حدثنا شبل بن العراء عن أبيه عن جده عن أبي هريرة مرفوعا ،
قال الذهبي في المغني:" شبل بن العراء بن عبد الرحمن، قال ابن عدي : له مناكير" . وأعله الهيثمي في المجمع بالراوي عنه ، قال:" وفيه عبد العزيز بن عمران متروك" ، قال ابن معين فيه :" ليس بثقة" ، قال الحافظ في المحجة :" لكن عبد العزيز بن عمران متروك" ، قاله النسائي وغيره ، وقال البخاري : "لا يُكتب حديثه" . .
2- " لما تجلى الله للجبل - يعني جبل الطور - طارت لعظمته ستة جبال ، وقع ثلاثة بالمدينة وثلاثة بمكة ، بالمدينة أحد ووقان ورضوى ، ووقع بمكة حراء وثبير وثور "
موضوع ،
رواه المحاملي في الأمالي وابن الأعرابي في معجمه وابن أبي حاتم من طريق عبد العزيز بن عمران عن معاوية بن عبد الله عن الجلد بن أيوب عن معاوية بن قرة عن أنس مرفوعا .
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره : "هذا حديث غريب بل منكر"، ولم يبين علته وهي من عبد العزيز بن عمران فإنه غير ثقة ، والجلد بن أيوب قال الدارقطني متروك ، ثم وجدت الحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات ، وقال ابن حبان : موضوع وعبد العزيز متروك يروي المناكير عن المشاهير .
3- " إذا ذلت العرب ذل الإسلام "
موضوع .
رواه أبو نعيم في أخبار أصبهان عن منصور بن أبي مزاحم حدثنا محمد بن الخطاب عن علي بن زيد عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا ، وذكره ابن أبي حاتم في العلل قال : سمعت أبي يقول : هذا حديث باطل ليس له أصل .
وله علتان ، الأولى : محمد بن الخطاب قال الأسدي : منكر الحديث .
الثانية : علي بن زيد وهو ابن جدعان ضعيف .
4 - " المدبر لا يباع ولا يوهب، وهو حر من الثلث ".
موضوع.
أخرجه الدارقطني والبيهقي عن عبيدة بن حسان عن أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعا، وقال الدارقطني:" لم يسنده غير عبيدة بن حسان وهو ضعيف، وإنما هو عن ابن عمر موقوف من قوله."
وعبيدة هذا بالفتح، قال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الثقات.
5- " كلوا التين فلو قلت أن فاكهة نزلت من الجنة بلا عجم لقلت هي التين وإنه يذهب بالبواسير وينفع من النقرس "
ضعيف .
ذكره السيوطي في الجامع برواية السني وأبي نعيم والديلمي في مسند الفردوس عن أبي ذر ، وقال شارح المناوي : رووه كلهم من حديث يحيى بن أبي كثير عن الثقة عن أبي ذر .
والإسناد ضعيف لجهالة هذا الذي قيل فيه الثقة فإن هذا التوثيق غير مقبول عند علماء الحديث حتى ولو كان الموثق إماما جليلا كالشافعي وأحمد حتى يتبين اسم الموثق فينظر هل هو ثقة اتفاقا أم فيه خلاف وبهذا قال العلامة ابن القيم في زاد المعاد بعد أن ذكر الحديث:"وفي ثبوته نظر". ويغلب على الظن أن هذا الحديث موضوع فإنه ليس عليه نور النبوة ، وقد قال العجلوني في (الكشف) جميع ما ورد من أحاديث في الفاكهة موضوع ، ثم رأيت الحافظ ابن حجر عزاه في تخريج أحاديث الكشاف لأبي نعيم في الطب والثعلبي من حديث أبي ذر وقال : في إسناده من لا يعرف.
6- " إن أهل البيت ليقل طعامهم فتستنير بيوتهم "
موضوع .
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الجوع ، والعقيلي في الضعفاء وعنه ابن الجوزي في الموضوعات وابن عدي من طريق عبد الله بن المطلب العجلي عن الحسن بن ذكوان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا .
قال ابن الجوزي : لا يصح ، قال أحمد : الحسن بن ذكوان أحاديثه باطلة ، والحديث ذكره ابن أبي حاتم في العلل من هذا الوجه وقال سألت أبي عنه فقال : هذا حديث كذب ، وعبد الله بن المطلب مجهول ، وقال الذهبي في الميزان أنه خبر منكر وأقره الذهبي في اللسان .
7- " البطيخ قبل الطعام يغسل البطن غسلا ويذهب بالداء أصلا "
موضوع .
شان به السيوطي الجامعَ الصغيرَ فأورده فيه من رواية ابن عساكر عن بعض عمات النبي صلى الله عليه وسلم وقال - يعني ابن عساكر - شاذ لا يصح ، قال شارح المناوي فيه مع شذوذ أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار الجرجاني ، قال البيهقي : روى أحاديث موضوعة لا أستحل رواية شيء منها ومنها هذا الخبر ، وقال الحاكم أحمد هذا يضع الحديث كاشفته وفضحته .
8- " بركة الطعام الوضوءُ قبله وبعده "
ضعيف .
أخرجه الطيالسي في مسنده حدثنا قيس عن أبي هاشم عن زادان عن سلمان قال في التوراة إن بركة الطعام الوضوء قبله فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، قال : فذكره ، وأخرجه أبو داود والترمذي وعنه البغوي في شرح السنة وأحمد من طرق عن قيس بن الربيع .
قال أبو داود : ضعيف ، وقال الترمذي : ولا نعرف هذا الحديث إلا من حديث قيس بن الربيع وقيس يضعف في الحديث .
9- " إن لكل شيء قلبا وإن قلب القرآن يس ، من قرأها فكأنما قرأ القرآن عشر مرات "
موضوع .
أخرجه الترمذي والدارمي من طريق حميد بن عبد الرحمن عن الحسن بن صالح عن هارون أبي محمد عن مقاتل بن حيان عن قتادة عن أنس مرفوعا .
قال الترمذي : "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وهارون أبو محمد مجهول وفي الباب عن أبي الصديق ولا يصح إسناده وهو ضعيف" . وحميد هذا مجهول كما قال الحافظ ابن حجر في التقريب ، قال عبد الرحمن بن الفضل شيخ البزار : لم أعرفه .
10- " إن آدم صلى الله عليه وسلم لما أهبطه الله تعالى إلى الأرض قالت الملائكة : أي رب " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون " ، قالوا ربنا : نحن أطوع لك من بني آدم ، قال الله تعالى للملائكة : هلموا ملكين من الملائكة حتى يهبطا بهما الأرض فننظر كيف يعملان ، قالوا ربنا : هاروت وماروت فاهبطا الأرض ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءتهما فسألاها نفسها فقال: لا والله حتى تكلما بهذه الكلمة من الإشراك ، فقالا : والله لا نشرك بالله ، فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها قالت : لا والله حتى تقتلا هذا الصبي ، فقالا والله لا نقتله أبدا ، فذهبت ثم رجعت بقدح خمر فسألاها نفسها ، قالت : لا والله حتى تشربا هذا الخمر ، فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتلا الصبي ، فلما أفاقا قالت المرأة : والله ما تركتما شيئا مما أبيتما علي إلا فعلتما حين سكرتما ، فخيرا بين عذاب الدنيا والآخرة فاختارا عذاب الدنيا "
باطل مرفوعا .
أخرجه أحمد وعبد بن حميد في المنتخب وابن أبي الدنيا في العقوبات وابن السني في عمل اليوم والليلة من طريق زهير بن محمد عن موسى بن جبير عن نافع مولى ابن عمر عن عبد الله بن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول فذكره .
وقد استنكره جماعة من الأئمة المتقدمين، فقد روى حنبل الحديث من طريق أحمد ثم قال : قال أبو عبد الله - يعني الإمام أحمد - هذا منكر ، إنما يروى عن كعب ذكره في منتخب ابن قدامة ، قال ابن أبي حاتم في العلل : سألت أبي عن هذا الحديث فقال: هذا حديث منكر .
والله المستعان
24 - 6 - 1441هـ