الدرس 13

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الأحد 8 جمادى الآخرة 1441هـ | عدد الزيارات: 1237 القسم: تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " قَلَّ ما يوجد في آخر الزمان درهم من حلال أو أخ يوثق به "

ضعيف جدا.

أخرجه أبو نعيم من طريق محمد بن سعيد الحراني حدثنا أبو فروة الرهاوي حدثنا محمد بن أيوب الرقي عن ميمون بن مهران عن ابن عمر مرفوعا .

وهذا سند ضعيف جدا ، محمد بن سعيد الحراني قال النسائي : لا أعرف ما هو ، وأبو فروة الرهاوي اسمه يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان بن يزيد ، ترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا وأبوه محمد بن يزيد قال ابن أبي حاتم : سألت أبي عنه فقال ليس بمتين ، هو أشد غفلة من أبيه .

‌‌2 - " نهى عن الغناء، والاستماع إلى الغناء، ونهى عن الغيبة، وعن الاستماع إلى الغيبة، وعن النميمة، وعن الاستماع إلى النميمة ".
ضعيف جدا.
أخرجه الخطيب والطبراني مفرقا كما في " المجمع " وأبو نعيم دون ذكر الغناء، كلهم من طريق فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر مرفوعا.
والفرات هذا قال النسائي والدارقطني: متروك، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أحمد:" هو قريب من محمد بن الطحان، فميمون يتهم بما يتهم به ذاك"، والطحان هذا هو ابن زياد اليشكري وقد كذبه أحمد وغيره.

3- " إن الله يسأل عن صحبة ساعة "

اشتهر هكذا على الألسنة ولا أعرفه بهذا اللفظ .

4- "ما من صاحب يصحب صاحبا ولو ساعة من نهار إلا سئل عن صحبته هل أقام فيها حق الله أم أضاعه؟"

موضوع ،

وقد أورده الغزالي في ( الإحياء ) جازما بنسبته إليه صلى الله عليه وسلم ، فقال الحافظ العراقي في تخريج ( الإحياء ) لم أقف له على أصل.

5- " سوء الخلق ذنب لا يغفر ، وسوء الظن خطيئة تفوح "

باطل لا أصل له ،

وقد أورده الغزالي جازما بنسبته إليه صلى الله عليه وسلم .

وإذا جاز أن يخفى عليه بطلانه من الناحية الحديثية فلست أدري كيف خفي عليه بطلانه من الناحية الفقهية فإن الحديث معارِضٌ تمام المعارَضة لقوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ }[النساء48] ، ولعل في هذا عبرة لمن يتساهلون برواية الأحاديث ونسبتها إليه صلى الله عليه وسلم دون أن يتثبتوا من صحتها على طريقة المحدثين ، وهذا الحديث أورده السبكي في الطبقات في فصل الأحاديث التي لم يجد لها إسنادا مما وقع في كتاب ( الإحياء )

6- " ما من شيء إلا له توبة إلا صاحب سوء الخلق فإنه لا يتوب من ذنب إلا عاد في شر منه "

موضوع ،

أخرجه الطبراني في المعجم الصغير من طريق عمرو بن جميع عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عائشة مرفوعا .

قال الطبراني :" لم يروه عن يحيى إلا عمرو ولا يُروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد" .

وهو موضوع ، فإن عمراً هذا قال النقاش : أحاديثه موضوعة وكذبه يحيى بن معين ، وقال ابن عدي : كان يُتهم بالوضع ، وقول الحافظ العراقي في تخريج الإحياء بعد أن عزاه للطبراني: " إسناده ضعيف" ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد رواه الطبراني في الصغير وفيه عمرو بن جميع وهو كذاب

7- " صلاةٌ بعمامة تعدل خمسا وعشرين صلاة بغير عمامة ، وجمعةٌ بعمامة تعدل سبعين جمعة بغير عمامة ، إن الملائكة ليشهدون الجمعة معتمين ولا يزالون يصلون على أصحاب العمائم حتى تغرب الشمس "

موضوع .

أخرجه ابن النجار بسنده إلى محمد بن مهدي المروزي أنبأنا أبو بشر بن سيار الرقي حدثنا العباس بن كثير الرقي عن يزيد بن أبي حبيب .

قال الحافظ بن حجر في لسان الميزان : هذا حديث موضوع ولم أر للعباس بن كثير في الغرباء لابن يونس ولا في ذيله لابن الطحان - ذكرا ، وأما أبو بشر بن سيار فلم يذكره أبو أحمد الحاكم في الكنى .

ونقل الشيخ علي القاري في موضوعاته عن المنوفي وهو علي بن محمد المصري الشاذلي أبو الحسن من فقهاء المالكية توفي سنة 939هـ أنه قال هذا حديث باطل .

8-"ركعتان بعمامة خير من سبعين ركعة بلا عمامة "

موضوع .

رأيت بخط الحافظ ابن رجب الحنبلي في قطعة من شرحه على الترمذي ما نصه : " سُئل أبو عبد الله يعني - أحمد بن حنبل - عن شيخ نصيبي يقال له محمد بن نعيم ، قيل له روى شيئا عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " صلاة بعمامة أفضل من سبعين صلاة بغير عمامة " ، قال هذا كذاب هذا باطل .

9- " الصلاة في العمامة تعدل بعشرة آلاف حسنة "

موضوع .

أورده السيوطي في ذيل الأحاديث الموضوعة من رواية الديلمي بسنده إلى أبان عن أنس مرفوعا وقال:"أبان متهم"، وتبعه ابن عراق في (تنزيه الشريعة) . والحافظ السخاوي في المقاصد تبعا لشيخه الحافظ ابن حجر إنه موضوع ، وقال المنوفي : إنه حديث باطل كما في موضوعات الشيخ القاري ، ولا شك عندي في بطلان هذا الحديث وكذا الحديثين قبله لأن الشارع الحكيم يزن الأمور بالقسطاس المستقيم فغير معقول أن يجعل أجر الصلاة في العمامة مثل أجر صلاة الجماعة بل أضعاف أضعافها مع الفارق الكبير بين حكم العمامة وصلاة الجماعة فإن العمامة غاية ما يمكن أن يقال فيها أنها مستحبة والراجح أنها من سنن العادة لا من سنن العبادة ، أما صلاة الجماعة فهي فريضة تصح بتركها مع الإثم الشديد ، فكيف يليق بالحكيم العليم أن يجعل ثواب صلاة الجماعة مساويا ثواب الصلاة في العمامة بل دونها بدرجات ، ولعل الحافظ ابن حجر لاحظ هذا المعنى حين حكم على الحديث بالوضع .

10- "إن الله تعالى لا يعذب حسان الوجوه سود الحدق"

موضوع ، أخرجه الديلمي .

لست أشك ببطلان هذا الحديث لأنه يتعارض مع ما ورد في الشريعة من أن الجزاء إنما يكون على الكسب والعمل " فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره " لا على ما لا صُنع ولا يد للإنسان فيه كالحسن أو القبح وإلى هذا أشار صلى الله عليه وسلم بقوله " إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " رواه مسلم .

والله المستعان

8 - 6 - 1441هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

9 + 9 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 201ج 5 اعتقاد أن الخليل محمداً ليس ببشر - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس200 ج 5 أنواع العطايا على السؤال   - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 199 ج 5 التحرج من التصوير في وسائل الإعلام  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 198 ج 5 الإقامة على القبر - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس197 ج 5 سؤال السحرة والمشعوذين - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 196 ج 5 الشباب ومجالات الإعلام - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر