الدرس 12

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: السبت 7 جمادى الآخرة 1441هـ | عدد الزيارات: 1628 القسم: تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه الأحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها

1- " كذب النسابون ، قال الله تعالى {وَقُرُونًا بَيْنَ ذَٰلِكَ كَثِيرًا } [الفرقان 38] "

موضوع ،

أورده السيوطي في الجامع من رواية ابن سعد وابن عساكر عن ابن عباس ، وأورده فيما بعد بلفظ " كان إذا انتسب لم يجاوز في نسبته معد بن عدنان بن آدم ، ثم يمسك ويقول : كذب النسابون .... " وقال : رواه ابن سعد عن ابن عباس ، وسكت عليه شارح المناوي في الموضعين وكأنه لم يطلع على سنده وإلا لما جاز له ذلك وقد أخرجه ابن سعد في الطبقات قال:" أخبرنا هشام قال أخبرني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس مرفوعا بتمامه"، وهشام هذا هو ابن محمد بن السائب الكلبي النسابة المفسر وهو متروك كما قال الدارقطني وغيره وولده محمد بن السائب شرٌ منه

2- " الجراد نثرة حوت في البحر "

موضوع ، أخرجه ابن ماجه من طريق زياد بن عبد الله بن علاثة عن موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن جابر وأنس .

هذا سند ضعيف جدا ، موسى بن محمد هذا هو التيمي المدني وهو منكر الحديث كما قال النسائي وغيره وقد ساق له الذهبي من مناكيره هذا الحديث ، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات من رواية موسى هذا. .

3- " اتقوا مواضع التهم "

لا أصل له ، أخرجه الغزالي في ( الإحياء ) وقال مخرجه الحافظ العراقي : لم أجد له أصلا ، وكذا قال السبكي في ( الطبقات ) .

4- " من ربَّى صبيا حتى يقول لا إله إلا الله لم يحاسبه الله عز وجل "

موضوع .

أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق وابن عدي وابن النجار في ذيل تاريخ بغداد من طريق أبي عمير عبد الكبير بن محمد بن عبد الله من ولد أنس عن سليمان الشاذكوني عن عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا .

وهذا سند موضوع ، عبد الكبير هذا وشيخه الشاذكوني كلاهما متهم بالكذب ، وقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق ابن عدي بسنده عن عبد الكبير به وقال : لا يصح .

5- " أذيبوا طعامكم بذكر الله والصلاة ولا تناموا عليه فتقسوا قلوبكم "

موضوع .

أخرجه ابن نصر في قيام الليل والعقيلي في الضعفاء وابن عدي في الكامل وأبو نعيم في أخبار أصبهان وابن السني في عمل اليوم والليلة من طريق بزيع أبي الخليل ، حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا

وهذا إسناد موضوع ، قال العقيلي : بزيع لا يتابع عليه وقال ابن عدي بعد أن ساق له أحاديث أخرى : هذه الأحاديث مناكير كلها لا يتابعه عليها أحد .

6- " تعشوا ولو بكف من حشف فإن ترك العشاء مهرمة "

ضعيف جدا ، أخرجه الترمذي والقضاعي من طريق عنبسة بن عبد الرحمن القرشي عن عبد الملك بن علاق عن أنس مرفوعا ، وقال الترمذي : "هذه حديث منكر لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، عنبسة يضعف في الحديث وعبد الملك بن علاق مجهول"، وعنبسة هذا قال أبو حاتم: كان يضع الحديث كما في الميزان للذهبي وساق له أحاديث هذا أحدها.

7- " من أحب أن يكثِّر الله خير بيته فليتوضأ إذا حضر غداؤه وإذا رُفع "

منكر .

رواه ابن ماجه وأبو الشيخ الأصبهاني في كتاب ( أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه ) وابن عدي في الكامل وابن النجار في ( ذيل تاريخ بغداد ) من طرق عن كثير بن سليم عن أنس مرفوعا

أورده ابن عدي في ترجمة كثير هذا وقال بعد أن ساق له أحاديث أخرى عن أنس :" وهذه الروايات عن أنس عامتها غير محفوظة" .

وقد اتفقوا على تضعيف كثير هذا بل قال فيه النسائي :"متروك" ، وقال أبو زرعة :" هذا حديث منكر" .

8- " لا تنتفعوا من الميتة بشيء "

ضعيف ، رواه ابن وهب في مسنده عن زمعة بن صالح عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا ، وزمعة فيه مقال كذا في ( نصب الراية ) .

وإنما صح الحديث بلفظ " لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب " كما حققناه في كتابنا ( إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل ) ، والفرق بينه وبين هذا الحديث الضعيف واضح وهو أنه خاص بالإهاب ( وهو الجلد قبل الدبغ ) ، والعصب فلا يصح الانتفاع بهما إلا بعد دبغهما لقوله صلى الله عليه وسلم " كل إهابٍ دُبِغَ فقد طهر ".

9- " عند اتخاذ الأغنياء الدجاج يأذن الله بهلاك القرى "

موضوع ، رواه ابن ماجه وأبو سعيد بن الأعرابي في معجمه وعنه ابن عساكر من طريق عثمان بن عبد الرحمن ، والحديث في الضعفاء للعقيلي ، وقال غياث : قال ابن معين : ليس بثقة ولا مأمون ، وقال البخاري : تركوه

10- " يا حميراء من أعطى نارا فكأنما تصدق بجميع ما نضجت تلك النار ، ومن أعطى ملحا فكأنما تصدق بجميع ما طيب ذلك الملح ، ومن سقى مسلما شربة من ماء حيث يوجد الماء فكأنما أعتق رقبة ، ومن سقى مسلما شربة من ماء حيث لا يوجد فكأنما أحياها "

ضعيف ، أخرجه ابن ماجه من طريق علي بن غراب عن زهير بن مرزوق عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن عائشة أنها قالت : يا رسول الله : ما الشيء الذي لا يحل منعه ؟ قال : الماء والملح والنار ، قالت : قلت : يا رسول الله ، هذا الماء قد عرفناه ، فما بال الملح والنار ؟ قال : يا حميراء ........ "

وهذا سند ضعيف ، علي بن غراب مدلس ، وزهير بن مرزوق ، قال ابن معين : لا أعرفه ، وقال البخاري : منكر الحديث مجهول ، وساق له الذهبي هذا الحديث ، وعلي بن زيد بن جدعان فيه ضعف ، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق أخرى عن عائشة .

وقد وجدت للحديث طريقا ثالثا أخرجه الحافظ ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) من طريق عبيد بن واقد عن عرضي بن زياد السدوسي عن شيخ من عبد قيس عن عائشة مرفوعا .

وهذا سند ضعيف أيضا ، عبيد ضعيف ، وعرضي بن زياد لم أجد من ترجمه وشيخه مجهول لم يسم.

والله المستعان

7 - 6 - 1441هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

4 + 5 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 126 ‌‌بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 124 الجزء الثالث ‌‌أهمية الغطاء على وجه المرأة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 123 الجزء الثالث ‌‌حكم قيادة المرأة للسيارة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر