ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

فضل الذكر

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 16 شعبان 1436هـ | عدد الزيارات: 2161 القسم: خطب الجمعة

الحمد لله، هو الأول فله الخلق والأمر، وهو الآخر فإليه الرجوع يوم الحشر، وهو الظاهر فله الحكم والقهر، وهو الباطن فله السر والجهر، وأشهد أن لا اله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن نبينا محمدًا عبدُ الله ورسوله وصفيُه من خلقه وخليله، وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته، واقتدى بهديه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد؛

في خضم هذه الحياة.. وغرق الإنسان في الماديات، والشهوات والملذات، فتارة تغلبه نفسه الأمارة بالسوء، وتارة يتقرب إلى الله بالطاعات والحسنات.

من بين الهموم.. والمشاكل والغموم.. يحتاج العبد إلى ملجأ يجد عنده الأمان.. وركن شديد يلتمس منه الاطمئنان.. وأي ركن وملجأ وملتجأ ومعتمد ومستند أعظم من الله، { أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ.}[الرعد:28].

ذِكر الله.. حياة القلوب.. ذِكر الله.. أمر علام الغيوب:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً.} [الأحزاب:41].

ذِكر الله يرفع درجات أهله قال تعالى:{وَالذَاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً.}[الأحزاب:35].

ذِكْرُ الله من خير الأعمال، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أنبِّئُكُم بخيرِ أعمالِكُم ، وأزكاها عندَ مليكِكُم ، وأرفعِها في درجاتِكُم وخيرٌ لَكُم مِن إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ ، وخيرٌ لَكُم من أن تلقَوا عدوَّكُم فتضرِبوا أعناقَهُم ويضربوا أعناقَكُم ؟ قالوا : بلَى . قالَ : ذِكْرُ اللَّهِ تَعالى.. " [صحيح الترمذي للألباني]

أيها الإخوة.. لما كان هذا الفضل كله لذكر الله -تبارك وتعالى-.. فقد أمرنا الله -تعالى- بذكره ذكرًا كثيرًا.. وخصوصًا في استقبال الصباح والمساء.. {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا.} [الإنسان:25].

بل وأمرنا رسوله -صلى الله عليه وسلم- بذكر الله -تعالى-.. وضرب لنا مثالاً لذلك فقال:" وآمرُكم بذكرِ اللهِ كثيرًا ، ومثلُ ذلك كمثلِ رجلٍ طلبه العدوُّ سراعًا في أثَرِه ، حتى أتى حصنًا حصينًا فأحرزَ نفسَه فيه ، وكذلك العبدُ لا ينجو من الشيطان إلا بذكرِ اللهِ ".[صحيح الترغيب للألباني].

والإعراض عن ذكر الله يؤدي إلى ضيق النفس وكثرة الهم ، والبعد عن الراحة ، قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} [طه:124].

فإذا أردت الحل والسعادة.. والأنس والراحة.. فستجد الإجابة في قول الله:{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28].

عباد الله.. إن من رحمة الله -تعالى- بنا أن جعل لنا في بعض الأذكار قلة في الألفاظ، وعظمة في الأجور

ومن الأذكار التي ينبغي على كل مسلم أن يحفظها ويعيها.. ويداوم عليها.. ولا يتركها.. ذِكْر عظيم الأجر، ففي صحيح البخاري" أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ؛ كانَتْ له عَدْلَ عَشْرِ رِقابٍ، وكُتِبَتْ له مِئَةُ حَسَنَةٍ، ومُحِيَتْ عنْه مِئَةُ سَيِّئَةٍ، وكانَتْ له حِرْزًا مِنَ الشَّيْطانِ يَومَهُ ذلكَ حتَّى يُمْسِيَ، ولَمْ يَأْتِ أحَدٌ بأَفْضَلَ ممَّا جاءَ به، إلَّا أحَدٌ عَمِلَ أكْثَرَ مِن ذلكَ."

بارك الله لي ولكم بالقرآن والسنة، ونفعنا بما فيهما من الآيات والحكمة، وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي خلق فسوَّى، وقدّر فهدى، وأخرج المرعى، فجعله غثاءً أحوى، سبحانه هو أمات وأحيى، وأضحك وأبكى، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن سار على طريقهم واقتفى

أما بعد: من الأذكار التي ينبغي على كل مسلم ألا يفرط فيها في كل يوم وليلة ما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-:قال صلى الله عليه وسلم من قال:" سبحان الله وبحمده في اليوم مائة مرة حُطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر "

اللهم علمنا ما ينفعنا.. وانفعنا بما علمتنا.. وزدنا علمًا يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اجعلنا من الذاكرين الله كثيرًا.. وأعنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، اللهم وفق ولي أمرنا وولي عهده لما تحب وترضى ، ووفقهما لكل خير.

عباد الله.. {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:90].، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم،{ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.} [العنكبوت:45].

1436-8-16 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 1 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي