صفات المصطفى صلى الله عليه وسلم

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 30 رجب 1436هـ | عدد الزيارات: 1669 القسم: خطب الجمعة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وتابعيهم وسلم تسليما.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ. } [آل عمران:102.]

أما بعد: عباد الله؛ اعلموا أن الله اختار من البقاع خيرها ومن النفوس أشرفها واصطفى من البشر رسلا جعلهم قدوة لأتباعهم .

ومحمد بن عبد الله بن عبدالمطلب ، صلى الله عليه وسلم، اصطفاه الله -جل وعلا- من بني هاشم واصطفى بني هاشم من قريش وهو من سلالة نبي الله إبراهيم -عليه السلام-

نشأ النبي -صلى الله عليه وسلم- يتيماً قال تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى.} [الضحى:6].

كان -صلى الله عليه وسلم- لا يحب عبادة الأوثان والخنوع للأصنام, حفظه ربه في صغره وصانه في شبابه فما استلم صنما ولا مس وثنا, فتزوج قبل البعثة بامرأة نبيلة شريفة لبيبة هي أعظم الناس شرفا وأوفرهن عقلا خديجة -رضي الله عنها-, بعثه الله والأرض مملوءة بعبادة الأوثان وأخبار الكهان وسفك الدماء وقطيعة الأرحام, فدعا إلى عبادة الله وحده صابرا على ما يلقاه من تكذيب وإعراض وجفاء

لقد رفع الله له ذكره وأعلى شأنه, معجزاته باهرة ودلائله ظاهرة, منصور بالرعب حيث قال عليه السلام :" نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، " رواه البخاري عن جابر بن عبد الله . مغفور الذنب, أول من ينشق عنه القبر وأول الناس يشفع يوم القيامة, يقول :" أنا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ يَومَ القِيامَةِ، وأَوَّلُ مَن يَنْشَقُّ عنْه القَبْرُ، وأَوَّلُ شافِعٍ وأَوَّلُ مُشَفَّعٍ." رواه مسلم عن أبي هريرة ، وأكثر الأنبياء أتباعاً وأول قارع باب الجنة يقول :"أنا أكْثَرُ الأنْبِياءِ تَبَعًا يَومَ القِيامَةِ، وأنا أوَّلُ مَن يَقْرَعُ بابَ الجَنَّةِ." رواه مسلم عن أنس بن مالك ، وأول من يجيز الصراط هو وأمته، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم: " ويُضْرَبُ الصِّرَاطُ بيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ، فأكُونُ أنَا وأُمَّتي أوَّلَ مَن يُجِيزُهَا، "رواه البخاري.

كان ، صلى الله عليه وسلم ، عبدا لله شكورا يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، قرة عينه في الصلاة يقوم لله مخلصا خاشعا ، عن عبدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيرِ قال: رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصَلِّي وفي صدرِه أَزِيزٌ كأَزِيزِ الرَّحَى مِنَ البُكاءِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم." رواه أبو داود، وصححه الألباني ، وقال عن نفسه -صلى الله عليه وسلم-: "أما واللَّهِ إنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وأَتْقَاكُمْ له" رواه البخاري

وكان -صلى الله عليه وسلم- معظما لربه, رفيع الأدب مع خالقه لا يدعي لنفسه شيئا مما لا يملكه إلا الله، قال الله -جل وعلا- قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ. الأعراف:188.وعن قتيلة ‏بنت صيفي الجهني:‏ " أنَّ يَهوديًّا أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: إنَّكم تندِّدونَ، وإنَّكم تُشرِكونَ تقولونَ: ما شاءَ اللَّهُ وشئتَ، وتقولونَ: والكعبةِ، فأمرَهُمُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا أرادوا أن يحلِفوا أن يقولوا: وربِّ الكعبةِ، ويقولوا: ما شاءَ اللَّهُ ثمَّ شئتَ "، رواه النسائي ، وصححه الألباني.

كان يحب الصلاة ويوصي بها ، يقول عليُّ بن أبي طالب : كان آخر ُكلامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الصلاةَ الصلاةَ ! اتقوا اللهَ فيما ملكت أيمانُكم " رواه أبو داود ، وصححه الألباني . وكان يحث صغار الصحابة على نوافل الصلاة, قال في ابن عمر وهو فتى: "إنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ، لو كانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ " رواه البخاري ، يقينه بالله عظيم , إذا مرض يرقي نفسه بكلام الله, قالت عائشة -رضي الله عنها-: "كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوّذات وينفثُ" متفق على صحته

عباد الله: إن رسولنا -صلى الله عليه وسلم- كان أشد الناس تواضعا كان يجالس الفقراء ويأكل معهم تقول عائشة رضي الله عنها "كان رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - يخصف نعلَه، ويخيطُ ثوبَه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدُكم في بيته ." صححه الألباني في مشكاة المصابيح .

وكان يخدم أهله وشرب من القربة البالية وحمل مع صحابته اللبن في بناء المسجد لا يغيب عن الناس ولا يعيب على الخدم ولا يوبخهم، قال أنس: خدمتُ رسولَ اللهِ ، صلى الله عليه وسلم ، عشْرَ سنينَ واللهِ ما قال لي أفٍَّ قطُّ ولا قال لي لشيءٍ لِمَ فعلتَ كَذا وهلَّا فعلْتَ كذا؟!.رواه مسلم.

والله لقد خدمت رسول الله صل الله عليه وسلم تسع سنين .. ما علمته قال لشيء صنعته : لم فعلت كذا وكذا ؟ ولا عاب عليّ شيئاً قط .. ووالله ما قال لي أفَّ قط - See more at: http://manhag7aya.com/Article/32875#sthash.uVmXw4zx.dpuf

يوقر الكبار, ويتواضع للصغار, وإذا مر على صبيان سلم عليهم, يقول أنس بن مالك رضي الله عنه : كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وكانَ لي أخٌ يُقَالُ له أبو عُمَيْرٍ - قالَ: أحْسِبُهُ - فَطِيمًا، وكانَ إذَا جَاءَ قالَ: يا أبَا عُمَيْرٍ، ما فَعَلَ النُّغَيْرُ نُغَرٌ كانَ يَلْعَبُ به، فَرُبَّما حَضَرَ الصَّلَاةَ وهو في بَيْتِنَا، فَيَأْمُرُ بالبِسَاطِ الذي تَحْتَهُ فيُكْنَسُ ويُنْضَحُ، ثُمَّ يَقُومُ ونَقُومُ خَلْفَهُ فيُصَلِّي بنَا" رواه البخاري , يقول أنس: "ما رأيت أحداً كان أرحمَ بالعيال من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" رواه مسلم، واليوم هناك مئات من الأطفال يعانون من العنف الأسري

كان يعظم الرسل من قبله فعن عن أنس بن مالك، رضي الله عنه ، قال : " جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَ: يا خَيْرَ البَرِيَّةِ فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: ذَاكَ إبْرَاهِيمُ عليه السَّلَامُ رواه مسلم ، ونهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يطرأ بل أمر كل أحد أن يتواضع لله, كان النبي -صلى الله عليه وسلم- حريصا على هداية الناس، فعن أنس بن مالك، رضي الله عنه ، قال : " كانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَمَرِضَ، فأتَاهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقالَ له: أسْلِمْ، فَنَظَرَ إلى أبِيهِ وهو عِنْدَهُ فَقالَ له: أطِعْ أبَا القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأسْلَمَ، فَخَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يقولُ: الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ.". رواه البخاري .

يتلطف في تعليم صحابته ويظهر ما في قلبه من حبه لهم, وما أحوجنا اليوم إلى التعامل الطيب مع بعضنا, ومع من كانوا أصغر منا وأكبر منا, يتلطف مع معاذ وهو يأخذ بيده ويقول:" يا مُعاذُ، واللَّهِ إنِّي لأحبُّكَ، واللَّهِ إنِّي لأحبُّك، فقالَ: أوصيكَ يا معاذُ لا تدَعنَّ في دُبُرَ كلِّ صلاةٍ تقولُ: اللَّهمَّ أعنِّي على ذِكْرِكَ، وشُكْرِكَ، وحُسنِ عبادتِكَ " رواه أبو داود ، وصححه الألباني.

أيها الإخوة: إن رسولنا كان كثير البذل والعطاء لا يرد سائلا ولا محتاجا, قال حكيم بن حزام -رضي الله عنه-: ": سَأَلْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأعْطَانِي ثُمَّ سَأَلْتُهُ، فأعْطَانِي ". رواه البخاري ، كان صلى الله عليه وسلم ، كريمَ اليد واسع الجود, يروي سهل بن سعد الساعدي " جَاءَتِ امْرَأَةٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ببُرْدَةٍ، فَقالَ سَهْلٌ لِلْقَوْمِ: أتَدْرُونَ ما البُرْدَةُ؟ فَقالَ القَوْمُ: هي الشَّمْلَةُ، فَقالَ سَهْلٌ: هي شَمْلَةٌ مَنْسُوجَةٌ فِيهَا حَاشِيَتُهَا، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، أكْسُوكَ هذِه، فأخَذَهَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُحْتَاجًا إلَيْهَا فَلَبِسَهَا، فَرَآهَا عليه رَجُلٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ما أحْسَنَ هذِه، فَاكْسُنِيهَا، فَقالَ: نَعَمْ فَلَمَّا قَامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَامَهُ أصْحَابُهُ، قالوا: ما أحْسَنْتَ حِينَ رَأَيْتَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخَذَهَا مُحْتَاجًا إلَيْهَا، ثُمَّ سَأَلْتَهُ إيَّاهَا، وقدْ عَرَفْتَ أنَّه لا يُسْأَلُ شيئًا فَيَمْنَعَهُ، فَقالَ: رَجَوْتُ بَرَكَتَهَا حِينَ لَبِسَهَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لَعَلِّي أُكَفَّنُ فِيهَا." رواه البخاري.

كان يجل صحابته ويعظم مكانتهم وإن كانوا حديثي السن, قال عن أسامة بن زيد "أوصيكم به فإنه من صالحيكم" رواه مسلم. فما أحوجنا أن نحتوي الشباب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحدهم عاده وحزن لمصابه, فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ،قال : " اشْتَكَى سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ شَكْوَى له، فأتَاهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعُودُهُ مع عبدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، وسَعْدِ بنِ أَبِي وقَّاصٍ، وعَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمْ، فَلَمَّا دَخَلَ عليه فَوَجَدَهُ في غَاشِيَةِ أَهْلِهِ، فَقالَ: قدْ قَضَى قالوا: لا يا رَسولَ اللَّهِ، فَبَكَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا رَأَى القَوْمُ بُكَاءَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَكَوْا، فَقالَ: أَلَا تَسْمَعُونَ إنَّ اللَّهَ لا يُعَذِّبُ بدَمْعِ العَيْنِ، ولَا بحُزْنِ القَلْبِ، ولَكِنْ يُعَذِّبُ بهذا - وأَشَارَ إلى لِسَانِهِ - أَوْ يَرْحَمُ، وإنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ ببُكَاءِ أَهْلِهِ عليه ، وكانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: يَضْرِبُ فيه بالعَصَا، ويَرْمِي بالحِجَارَةِ، ويَحْثِي بالتُّرَابِ.رواه البخاري.

هذا ورسولنا ذاقَ من الحياة مرَّها ومن الَّلأْواءِ أشدَّها تقول عائشة: " جَاءَتْنِي امْرَأَةٌ معهَا ابْنَتَانِ تَسْأَلُنِي، فَلَمْ تَجِدْ عِندِي غيرَ تَمْرَةٍ واحِدَةٍ، " متفق عليه. وربط على بطنه الحجر من الجوع، يروي أنس بن مالك :" جِئْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَوْمًا فَوَجَدْتُهُ جَالِسًا مع أَصْحَابِهِ يُحَدِّثُهُمْ، وَقَدْ عَصَّبَ بَطْنَهُ بعِصَابَةٍ، قالَ أُسَامَةُ: وَأَنَا أَشُكُّ علَى حَجَرٍ، فَقُلتُ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ لِمَ عَصَّبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بَطْنَهُ؟ فَقالوا: مِنَ الجُوعِ، فَذَهَبْتُ إلى أَبِي طَلْحَةَ وَهو زَوْجُ أُمِّ سُلَيْمٍ بنْتِ مِلْحَانَ، فَقُلتُ: يا أَبَتَاهُ، قدْ رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ عَصَّبَ بَطْنَهُ بعِصَابَةٍ، فَسَأَلْتُ بَعْضَ أَصْحَابِهِ، فَقالوا: مِنَ الجُوعِ، فَدَخَلَ أَبُو طَلْحَةَ علَى أُمِّي، فَقالَ: هلْ مِن شيءٍ؟ فَقالَتْ: نَعَمْ، عِندِي كِسَرٌ مِن خُبْزٍ وَتَمَرَاتٌ، فإنْ جَاءَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَحْدَهُ أَشْبَعْنَاهُ، وإنْ جَاءَ آخَرُ معهُ قَلَّ عنْهمْ...، ثُمَّ ذَكَرَ سَائِرَ الحَديثِ بقِصَّتِهِ.رواه مسلم

لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ.التوبة:128.

هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وتابعيهم وسلم تسليما.

وبعد:

أيها المؤمنون: إن رسولنا -صلى الله عليه وسلم- بشر من البشر يغضب ويجوع ويحزن وينام, ليس له من خصائص الربوبية ولا الألوهية شيء, وإنما هو رسول يبلغ رسالة ربه، يقول الله -جل وعلا- قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ.الكهف:110 وقال الله عنه إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ.الزمر:30

وهو نبي بشر -عليه الصلاة والسلام- لا يرفع فوق قدره, ولا ينقص من منزلته, واجب اتباعه وامتثال أمره, قال الشيخ عبد الرحمن آل الشيخ في كتابه فتح المجيد: "وإنما يحصل تعظيم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بتعظيم أمره ونهيه، والاهتداء بهديه، وإتباع سنته، وبطاعته تتنزل الرحمات وتتوالى الخيرات". وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.آل عمران:132 وقال -جل وعلا-: وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا.النور: 54

وإن محبته وطاعته مقدمة على الوالد والولد, قال -صلى الله عليه وسلم-: "لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ. " رواه البخاري

وباتباعه -صلى الله عليه وسلم- يرغد العيش ويهنأ الجميع قال الله -جل وعلا-: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ النحل:97

وسعادة العبد في الدارين معلقة بالتمسك بهديه -صلى الله عليه وسلم- والعزة على قدر متابعته, والفلاح باقتفاء أثره

اللهم ارزقنا زيادة في محبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ووفقنا اللهم في اتباع هديه اللهم انصر جيوش المسلمين على أعدائهم في اليمن وسائر بلاد المسلمين اللهم وفق وليّ أمرنا ووليّ عهده لماتحب وترضى ، وارزقهما البطانة الصالحة .

وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

1436-07-29 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 7 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي