الاختبارات

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الأحد 15 رجب 1436هـ | عدد الزيارات: 1550 القسم: خطب الجمعة

الحمد لله الذي منَّ علينا بنعمة الأولاد، وفتح لنا من أسباب الهداية كل باب، ورغب في طرق الصلاح وحذر من طرق الفساد. وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق بشيرا ونذيراً، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً

إخوة الإيمان: في أيام الاختبارات تعلن حالة الطوارئ والاستنفار من الجميع من الطلاب والطالبات، ومن الآباء والأمهات، ومن المربين والمربيات

ابني الطالب: عليك بالاستعانة بالله، فألح عليه بالدعاء، واسأله العون والتوفيق، فإن مَن كان الله معه وفقه ويسر له؛ وإياك أن تعتمد على حولك وقوتك مهما كان ذكاؤك وقدرتك! فأنت مخلوق ضعيف مهما بلغْت، ولكنك بالله قوي

احذر من الغش والاحتيال؛ لِأن الله يراك ويطلع عليك، فعليك بمراقبة الله والخوف من الله لا من الناس

احرص على تنظيم وقتك، وضع لنفسك جدولا زمنيا للدراسة

واحذر أصحاب السوء فإنهم يكثرون بمثل هذه المناسبات

ولا تسهر؛ بل نم مبكراً، واستيقظ وقت السحر فإنه من أجمل الأوقات للحفظ والاستذكار، ولا تنس أن تصلي ما تيسر وتسأله فيها العون والتوفيق، ولا تكن من أولئك الذين لا يعرفون الله إلا في أوقات الشدة

وعند الاختبار اقرأ الأسئلة بعناية، ولا تقف أمام سؤال صعب بل تجاوزه إلى غيره، وابدأ بالأسهل؛ كسبا للوقت، وإذا نسيت فاذكر الله، وأكثر من الاستغفار؛ فإنه يفتح لك المغلقات، وإياك واليأس! فإن لم تنجح في المرة الأولى فكن شجاعا وكرر المحاولة، أسأل الله لك التوفيق والنجاح في الدنيا والآخرة

أيها الوالدان: أبشرا بكل خير! فلن يضيع ربي جهدكما، فهذا التعب والجهد والهم والمتابعة للأبناء كله مخلوف عليكما في الدنيا والآخرة

معاشر الآباء والأمهات إليكم بعض التوجيهات

أولا: بعض الآباء والأمهات يهملون أبناءهم في أيام الاختبارات، فلا توجيه ولا إعانة ولا إرشاد، حتى إذا خرجت النتيجة فإذا هو أول اللائمين لابنه واستاذه

ثانيا: يجب أن نربي في أولادنا الاعتماد على الله ثم على النفس، وأن يحذروا الغش في الاختبارات، وأن نملأ قلوبهم بمراقبة الله والخوف منه

ثالثا: بعض الآباء والأمهات حريصون على إيقاظ أبنائهم لصلاة الفجر في أيام الاختبارات، فإذا انتهت هذه الأيام أهملوهم

رابعا: إننا ننبه الآباء بأن عليهم أن يحذروا أبنائهم من مروجي المخدرات

أيها الآباء لقد انشغل البعض بتنمية أموالهم ورعايتها وصيانتها فأشغلوا أفكارهم وأبدانهم، وانشغلوا بها عن راحتهم ومنامهم، ثم نسوا أهلهم وأولادهم، فأصبح أولادهم محنة عليهم وعناء وشؤما وشقاء والعياذ بالله! فأين أولئك الآباء من قوله -صلى الله عليه وسلم-:ما مِن عَبْدٍ اسْتَرْعاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً، فَلَمْ يَحُطْها بنَصِيحَةٍ، إلَّا لَمْ يَجِدْ رائِحَةَ الجَنَّةِ.رواه البخاري.

أيها المربون والمربيات: إن الاختبارات أمانة وحكم، فهي أمانة حين وضع الأسئلة وأمانة حين المراقبة، وحكم حين التصحيح، فعلى واضع الأسئلة مراعاة مستوى الطلبة فلا تكون سهلة لا تشف عن تحصيل، ولا صعبة تؤدي إلى التعجيز، وعلى المراقب أن يكون مستعينا بالله، يقظا في رقابته، مستعملا حواسه السمعية والبصرية والفكرية، يسمع وينظر، وأن يكون قويا لا تأخذه في الله لومة لائم، فلا يراعي شريفا لشرفه، ولا قريبا لقرابته، ولا غنيا لماله، إن عليه أن يراقب الله -عز وجل- الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، عليه أن يؤدي الأمانة كما تحملها لأنه مسؤول عنها يوم القيامة

وفق الله الجميع لأداء الأمانة، والحكم بالعدل والاستقامة

هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ,خلق القلم وأمر بكتابة ما هو كائن الى يوم القيامة: "وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ"يس:12

والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين

وبعد: عباد الله، يختبر الطالب لمعرفة نشاطه وحرصه على العلم والتحصيل، وليتبوأ غدا الوظيفة والعلم لنفع أمته، فإذا لم ينجح تأخر وربما أدى الأمر إلى ابعاده عن مقاعد الدراسة؛ ومن أجل هذا ففي مثل هذه الأيام تضطرب بعض النفسيات وتتعكر امزجتها، ويبلغ الحرص مداه

ولكن؛ إذا كان هذا كله من أجل مستقبل الدنيا الدنية التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة، أفلا نتذكر اختبار الآخرة

وبهذه المناسبة أود أن أنبه إلى أمر يفعله بعض الطلاب في كتبهم ودروسهم، فحين ينتهون منها يرمونها في الأسواق، وتداس بالأرجل والنعال؛ بل قد ترمى في المزابل مع الأوساخ والأقذار؟! غير مبالين بما فيها من كلام الله، أو تفسير لآيات، أو حديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو غيرها من وسائل العلم النافع وهذا لا يجوز، والأولى تسليمها لمن ينتفع بها مثل البلاد الافريقيه

اللهم وفق أولادنا وفلذات أكبادنا في اختباراتهم واجعل النجاح حليفهم وارزقهم الزملاء الصالحين وجنبهم الفاسدين ووفقنا للقيام بواجبهم وانفع بهم الإسلام والمسلمين واجعلهم صالحين مصلحين

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1436-7-15 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

9 + 7 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي