الألفة والأخوة

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 26 ربيع الأول 1435هـ | عدد الزيارات: 1728 القسم: خطب الجمعة

الحمد لله الذي غمر صفوة عباده بلطائف التخصيص طولاً وامتنانًا وألف بين قلوبهم فأصبحوا بنعمته إخوانا ونزع الغل من صدورهم فظلوا في الدنيا أصدقاء وإخوانا وفي الآخرة رفقاء وخلانًا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين اتبعوه واقتدوا به قولاً وفعلاً وعدلاً وإحسانًا

أما بعد

عباد الله: إن واقع الناس يضج بالتزاحم على أمور الدنيا والافتتان بها وأصبح جمع المال هو حديث الساعة بين الناس ولا بد لنا من الخروج من هذا المعترك المشين الذي أصبح يهدد حياتنا بالخطر لا أقول إنه خطر على مصالح الدنيا بل هو خطر على مستقبلنا في الآخرة وإنني أخاف على نفوسنا من أن الله سلط علينا الدنيا للامتحان والابتلاء ويجب أن لا نزيح عن البال من أن الله توعد الغافلين بأن يسلط عليهم الدنيا ونحن في هذه الظروف في أشد الحاجة إلى جو روحاني يبعدنا عن هموم الدنيا ومشاكلها نحن في حاجة إلى جو روحاني والذي بدأت أوربا تبحث عنه بعد أن أقلقها التقدم الصناعي الجاف فراحت تبحث عن مهدئ لها وبدأت تدخل في الإسلام بعد أن عرفت أن الإسلام هو بيت القصيد

عباد الله: إن الألفة ثمرة حسن الخلق والتفرق ثمرة سوء الخلق فحسن الخلق يوجب التحاب والتآلف والتوافق وسوء الخلق يثمر التباغض والتحاسد والتدابر وحسن الخلق لا تخفى في الدين فضيلته وهو الذي مدح الله سبحانه به نبيه عليه السلام إذ قال "وإنك لعلى خلق عظيم"القلم:4. وقال صلى الله عليه وسلم "أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق"رواه الترمذي وصححه الألباني. وقال أسامة بن شريك: قلنا يا رسول الله: ما خير ما أعطي الإنسان فقال: "خلق حسن"رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني. وقال صلى الله عليه وسلم: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"صححه الألباني وقال عليه الصلاة والسلام: "ما من شيءٍ يُوضَعُ في المِيزانِ أثْقلُ من حُسْنِ الخُلُقِ"رواه الترمذي وصححه الألباني.

وذم الله التفرقة وزجر عنها فقال عز من قائل: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا"آل عمران:103. وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : " إنَّ للهِ عِبادًا ليسوا بأنبياءَ ولا شُهَداءَ، يَغْبِطُهُمُ الشُّهَداءُ والأنبياءُ يومَ القيامةِ؛ لقُرْبِهِم مِنَ اللهِ تعالى ومَجلِسِهِمْ منه. فجَثَا أَعرابيٌّ على رُكبَتَيْهِ، فقال: يا رسولَ اللهِ، صِفْهُم لنا، وجَلِّهِم لنا. قال: قَوْمٌ مِن أَفناءِ النَّاسِ، تَصادَقوا في اللهِ، وتَحابَّوا فيه، يَضَعُ اللهُ عزَّ وجلَّ لهُم يومَ القيامةِ مَنابرَ مِن نورٍ، يَخافُ النَّاسُ ولا يَخافون، هُمْ أولياءُ اللهِ عزَّ وجلَّ، الَّذين لا خَوْفٌ عليهِم ولا هُمْ يَحْزَنون." صححه الألباني في السلسلة الصحيحة

وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى يقول: حقت محبتي للذين يتزاورون من أجلي وحقت محبتي للذين يتحابون من أجلي وحقت محبتي للذين يتباذلون من أجلي وحقت محبتي للذين يتناصرون من أجلي"صححه الألباني. وقال صلى الله عليه وسلم: "ما من عبدٍ أتى أخاه يزوره في اللهِ ، إلا ناداه منادٍ من السماءِ: أن طِبتَ وطابت لك الجنةُ ، وإلا قال اللهُ في ملكوتِ عَرشِه : عبدي زار فيَّ ، وعليَّ قِراه ، فلم يَرضَ اللهُ له بثوابِ دونَ الجنَّةِ"صححه الألباني.

جعلني الله وإياكم من المتحابين في الله ، وبارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم

الخطبة الثانية

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضاه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

أما بعد

عباد الله: اتقوا الله وتحابوا في الله ، قال ابن السماك عند موته: اللهم إنك تعلم أني إذا كنت أعصيك كنت أحب من يطيعك فاجعل ذلك قربة لي إليك

وقال الحسن رضي الله عنه: مصارمة الفاسق قربان إلى الله وقال رجل لمحمد بن واسع: إني لأحبك في الله فقال: أحبك الذي أحببتني له ثم حول وجهه وقال: اللهم إني أعوذ بك أن أحب فيك وأنت لي مبغض .

اللهم اجعل حبنا في الله وبغضنا في الله واجعلنا من المتآلفين في الله واجعل أخوتنا في الله وحسن أخلاقنا ويسر أعمالنا ويسرنا لليسرى وارفع درجاتنا وأعل مقامنا ووفقنا لما تحب وترضى

ووفق ولي أمرنا و احفظه بحفظك واكلأه برعايتك ومتعه بالصحة و العافية واجعل عمله في رضاك واحفظ جنودنا على حدودنا واغفرلنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم و الميتين وصلى الله على نبينا محمد.

1435/3/26 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

6 + 5 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي