الزواج في ميزان الإسلام

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 26 ربيع الأول 1435هـ | عدد الزيارات: 1852 القسم: خطب الجمعة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده.

أما بعد

عباد الله: إن الإيمان الحقيقي هو الذي يجعل صاحبه واقفاً عند حدود الله دائماً لا يتعداها ولا يتجاوزها، وإن المؤمن الصادق هو الذي يستقي من نبع القرآن والسنة وما يدور حولهما، هو الذي يدور مع الإسلام أنى دار فيعرض كل قضاياه عليه ليعرف رأيه ليتبعه إن كان أمراً ويجتنبه إن كانا نهياً ، ولكي نصل إلى هذه الدرجة علينا أن نتقي الله في كل شئوننا وأن نعرض أقوالنا وأعمالنا وكل تصرفنا على الإسلام ونزنها بميزانه سواء كانت هذه الأمور صغيرة أم كبيرة ومما يؤسف له أن يصل الفهم الخاطئ ببعض المسلمين إلى اعتقاد أن الإسلام ليس له دخل إلا في أمور العبادة فحسب أما غيرها فلا فهذا فهم سقيم وخاطئ. فالمسلمون لهم طريقة خاصة في تصرفاتهم ومعاملاتهم وسلوكهم وآدابهم يستقونها من الإسلام فكل تصرفاتهم وأفكارهم إنما هي صدى لتعاليم الإسلام ، ومن الخطأ أن تقول: ما دخل الإسلام في التعليم أو ما دخل الإسلام في السياسة أو ما دخل الإسلام في الزواج ، وبما أن موضوع خطبتنا يدور حول الزواج في مجتمعنا فلا بد من أن تعرض القضية وتعرض تصرفاتُنا فيها على الإسلام لنسمع رأيه .

عباد الله : إن الشاب الصالح ربَّما يحتار عندما يريد أن يختار شريكة حياته فهو يريد زوجة تعرف حق زوجها، يكون سميرُها وأنيسُ وحدتها القرآنُ وغايتُها رضى ربِّها وأملُها أن تكون أمَّاً صالحةً تربِّي جيلاً ونشأً يعرف واجبَه تجاه ربِّه وتجاه أمته المسلمة، فعليكم يا ولاة الأمور أن تربوا بناتكم على القرآن الكريم حفظاً وتلاوة وعليكم أن تضعوا بين أيديهنَّ الكتبَ النافعةَ، فالأمُ التي هي بنت اليوم هي صانعة الأجيال غداً فإذا أعدت وربيت التربية السليمة صلح المجتمع

الأمُّ مدرسةٌ إذا أعددتَّها **أعددْتَ شَعْباً طيَّبَ الأعراقِ

وعليكم أن تتقوا الله فيهنَّ وأن تدلوهنَّ على طريق الخير والصواب لكي تنجوا بأنفسكم وأهليكم من عذاب الله "يا أيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون" التحريم:6.

أسأل الله أن يبصرنا بالحق وأن يملأ قلوبنا بالهدى والإيمان وأن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه إنه سميع مجيب .

الخطبة الثانية :

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه .

أما بعد

فإن بعض الشباب يخدعهم المظهرُ الكاذبُ ويغرُّهم البهرجُ الخادعُ ويعمى أعينَهم جمالُ الخَلْقِ عن جمال الخُلُق والطباع، فتجدهم يسعون وراء الجمال فقط ضاربين صفحاً عن قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهواء " فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَداكَ " رواه البخاري ومسلم ، الجمال مطلب والثراء مطلب والحسب مطلب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " تُنكح المرأة لأربع لِمالِها ولِحَسَبِها وجَمالِها ولِدِينِها " رواه البخاري ، ولكن ليس على حساب الدين فإن توفرت الأربع فيها وإلا فالسعيد السعيد من ظفر بذات الدين

فيا أولياء الأمور لا تغرنكم مظاهر هذه الحياة وزخرفها فأنتم عما قليل راحلون لدار الحساب والجزاء والسؤال والتدقيق ، فيسروا أمور الزواج واستجيبوا لنداء رسولكم: " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه " حسنه الألباني.

هذا وصلوا على نبيكم كما أمركم الله بقوله " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " الأحزاب:56 ، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وأرض الله عن الأربعة الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويُذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، اللهم اقمع أهل الشرك والعناد والفساد يا رب العالمين ، اللهم وفق إمامنا ووليَّ أمرنا ووليّ عهده لما تحب وترضى وهيئ له البطانة الصالحة ، واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل مكروه وسوء بفضلك ومنِّك يا أرحم الراحمين ،" رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ "(البقرة 201) ، وصلى الله على نبينا محمد.

1435-3-26هـ

ملحوظة: تم إلقاء هذه الخطبة في عام 1405 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

9 + 6 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي