ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

النصيرية

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 19 ربيع الأول 1435هـ | عدد الزيارات: 1887 القسم: خطب الجمعة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.} [آل عمران:102].

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً {وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً.} [النساء:1].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}. [الأحزاب:70-71].

أما بعد

عباد الله: إن أعداء الإسلام كثيرون ومشتتون ولكنهم مجتمعين على محاربة الإسلام وأهله وما الحوادث التي تموج حولنا ببعيدة عن أذهاننا فقد سبق أن أصدرت مطبوعات دار الإفتاء بالرياض كتيب صغير عن النصيرية وهو عبارة عن سؤال وجه إلى شيخ الإسلام ابن تيمية فأجاب عن السؤال فقامت دار الإفتاء مشكورة بطبعه وتوزيعه ولعل البعض لم يتمكن من قراءته أو الحصول عليه فأحببت أن أختصره ليكون هو موضوع الخطبة وهدفي في ذلك هو إنارة العقول، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في معرض رده على السؤال الموجه له عن النصيرية:" الحمد لله رب العالمين هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى ; بل وأكفر من كثير من المشركين وضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفار التتار والفرنج وغيرهم فإن هؤلاء يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشيع وموالاة أهل البيت وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بكتابه ولا بأمر ولا نهي ولا ثواب ولا عقاب ولا جنة ولا نار "

ومن جنس قولهم إن الصلوات الخمس معرفة أسرارهم، والصيام المفروض كتمان أسرارهم وحج البيت زيارة شيوخهم وأن يدا أبي لهب هما أبو بكر وعمر، وأن النبأ العظيم والإمام المبين هو علي بن أبي طالب.

فإذا كانت لهم قوة سفكوا دماء المسلمين، كما قتلوا مرة الحجاج وألقوهم في بئر زمزم وأخذوا مرة الحجر الأسود وبقي عندهم مدة، ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار ومن أعظم أعيادهم استيلاء النصارى على ثغور المسلمين.

ثم إن التتار ما دخلوا بلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك المسلمين إلا بمعاونتهم ومؤازرتهم ; فإن مرجع هؤلاء وزيرهم النصير الطوسي وهو الذي أمر بقتل الخليفة.

وقد اتفق علماء المسلمين على أن هؤلاء لا تجوز مناكحتهم؛ ولا يجوز أن ينكح الرجل مولاته منهم ولا يتزوج منهم امرأة ولا تباح ذبائحهم. وأما أوانيهم وملابسهم فكأواني المجوس وملابس المجوس على ما عرف من مذاهب الأئمة، والصحيح في ذلك أن أوانيهم لا تستعمل إلا بعد غسلها ; فإن ذبائحهم ميتة فلا بد أن يصيب أوانيهم المستعملة ما يطبخونه من ذبائحهم فتنجس بذلك فأما الآنية التي لا يغلب على الظن وصول النجاسة إليها فتستعمل من غير غسل ولا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين ولا يصلى على من مات منهم فإن الله سبحانه وتعالى نهى نبيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة على المنافقين كعبد الله ابن أبي وكانوا يتظاهرون بالصلاة ولا يظهرون مقالة تخالف دين الإسلام لكن يسرون ذلك فقال تعالى:{ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون} [التوبة:84].

وأما استخدام مثل هؤلاء في ثغور المسلمين أو حصونهم أو جندهم فإنه من الكبائر وهو بمنزلة من يستخدم الذئاب لرعي الغنم؛ فإنهم من أغش الناس للمسلمين ولولاة أمورهم وهم أحرص الناس على فساد المملكة والدولة.

عباد الله: كما يجب عليكم أن تعلموا أمور دينكم فإنه يجب عليكم أن تعرفوا أعداءكم.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيماً لشأنه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد؛

عباد الله: نواصل ذكر ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية عن النصيرية جزاه الله عن الإسلام خير الجزاء واسكنه فسيح جناته وشكر الله لدار الإفتاء على صنعتها حيث سهلت للمسلمين معرفة أحد أعدائهم.

يقول ابن تيمية عن النصيرية: هم أحرص الناس على تسليم الحصون إلى عدو المسلمين وعلى إفساد الجند على ولي الأمر وإخراجهم عن طاعته ويحل لولاة الأمور قطعهم من دواوين المقاتلة فلا يتركون في ثغر ولا في غير ثغر؛ فإن ضررهم في الثغر أشد ودماؤهم وأموالهم مباحة
ولا يتركون مجتمعين ولا يمكنون من حمل السلاح ويلزمون شرائع الإسلام من الصلوات الخمس وقراءة القرآن ويترك بينهم من يعلمهم دين الإسلام ولا ريب أن جهاد هؤلاء وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات وأكبر الواجبات فإن جهاد هؤلاء من جنس جهاد المرتدين.

والصديق وسائر الصحابة بدءوا بجهاد المرتدين قبل جهاد الكفار من أهل الكتاب ولا يحل لأحد أن يكتم ما يعرفه من أخبارهم بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة حالهم.

هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد وأكثروا من ذكر الله طهر الله بلاد الشام من رجس النصيرية وأهلك أذنابهم من الرافضة وغيرهم وأقم الصلاة يرحمك الله

1435-3-19 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

1 + 3 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي