ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

الدرس 187: اللحوم المحرمة 2

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: السبت 17 ربيع الأول 1435هـ | عدد الزيارات: 1736 القسم: تهذيب فتاوى اللجنة الدائمة -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

يجوز أكل سلحفاة البحر والجنبري لما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في البحر لما سئل عنه "هو الطهور ماؤه الحل ميتته" وكذلك يجوز أكل الحمار الوحشي لأن النهي إنما ورد في الحمار الأهلي

والقنفذ حلال أكله لعموم آية "قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ" ولأن الأصل الجواز حتى يثبت ما ينقل عنه

وأما السلحفاة فقال جماعة من العلماء يجوز أكلها ولو لم تذبح لعموم قوله تعالى "أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ" وقول النبي صلى الله عليه وسلم في البحر "هو الطهور ماؤه الحل ميتته" لكن الأحوط ذبحها خروجا من الخلاف

أما التمساح يؤكل كالسمك لعموم ما تقدم من الآية

وأما فرس البحر فيؤكل لما تقدم من عموم الآية والحديث وعدم وجود المعارض ولأن فرس البر حلال بالنص ففرس البحر أولى بالحل

والسمك كله حلال سمك القرش وغيره مثل الفسيخ والسردين ونحوهما من حيوانات البحر

واختلف أهل العلم في حكم أكل الضفدع فمنهم من أجاز أكله ومنهم من منعه وممن أجاز أكله مالك بن أنس ومن وافقه من أهل العلم وممن منع أكله الإمام أحمد , ومن وافقه من أهل العلم والذين أجازوه استدلوا بعموم قوله تعالى "أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ" وقوله صلى الله عليه وسلم في البحر "هو الطهور ماؤه الحل ميتته" وهذا العموم يتناول الضفدع لأنه من صيد البحر

والذين منعوا أكله استدلوا بما أخرجه أبو داود في الطب وفي الأدب والنسائي في الصيد عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن عثمان القرشي "أن طبيبا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضفدع يجعلها في دواء فنهى عن قتلها" ورواه أحمد وإسحاق بن راهويه وأبو داود الطيالسي في مسانيدهم

ففي هذا الحديث دليل على تحريم أكل الضفدع لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتله والنهي عن قتل الحيوان إما لحرمته كالآدمي وإما لتحريم أكله كالضفدع فإنه ليس بمحترم

وهذا الحديث معلول بأن فيه سعيد بن خالد بن قارض ضعفه النسائي وأجيب عنه بأنه وثقه ابن حبان وقال الدارقطني مدني يحتج به

وحيث أن اللجنة لم ترجح أحد القولين فإنني أميل إلى قول أحمد بن حنبل رحمه الله ومن وافقه في تحريم أكل الضفدع مستدلين بالحديث الآنف الذكر الذي وثقه ابن حبان وقال الدارقطني مدني يحتج به إضافة إلى أن الضفدع مستقذر فهو برمائي يعيش في البر والبرك والمستنقعات ولذا فالنفس تعافه ولم نعلم أن أحداً من المسلمين أقدم على أكله

وخلاصة القول أن البرمائي وهو الذي يعيش في البحر والبر مثل الضفدع لا يندرج حكمه تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم "هو الطهور ماؤه الحل ميتته" وهو القول الذي يترجح عندي من أقوال العلماء لذا لا يجوز أكل الضفدع

علمنا الله الصواب فيما نقول ونفعل

وبالله التوفيق

وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين

1435-3-17 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

6 + 1 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 116 الجزء الثالث حكم التوسل بالموتى وزيارة القبور - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 115 الجزء الثالث ‌‌حكم ما يسمى بعلم تحضير الأرواح  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 114 الجزء الثالث ‌‌إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 113 الجزء الثالث : تابع الدروس المهمة لعامة الأمة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر